تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأر]:

صفحة 502 - الجزء 7

  ونَبْرَةُ: إِقْلِيمٌ من عَمَل مارِدَةَ بالأَنْدَلسِ، نقله الصاغَانيّ.

  والنَّبْرَة: صَيْحَةُ الفَزع. والنَّبْرَةُ من المُغَنِّي: رَفْعُ صَوْتِهِ عن خَفْضٍ، وأَنْشدَ ابنُ الأَنْبَارِيّ.

  إِنّي لأَسْمَعُ نَبْرَةً من قَوْلِها ... فأَكاد أَنْ يُغْشَى عَلَيَّ سُرُورَا

  وطَعْنٌ نَبْرٌ: مُخْتَلَسٌ كَأَنه يَنْبِر الرُّمْحَ عنه، أَي يَرْفَعه بسُرْعَة، ومنه قَولُ عليٍّ؛ «اطْعَنُوا النَّبْرَ وانْظُروا الشَّزْر». أَي اخْتَلِسوا الطَّعْنَ.

  والنُّبَر، كصُرَدٍ: اللُّقَمُ الضِّخَامُ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ، وأَنشد:

  أَخَذَتَ من جَنْبِ الثَّرِيد نُبَرَا

  ونُبَيْر، كزُبَيْر: الرجلُ الكَيِّسُ كأَنه تَصْغِير نَبْرَة.

  ونِبَّرُ كإِمَّع: ة ببَغْدَاد، نقله الصاغَاني، وضبطه ياقُوتٌ بضم النّون وتشديد الموَحّدة المفتوحة⁣(⁣١)، قال، وهي نَبَطيّة، وإِليها نَسَبَ أَبا نَصْرِ الشاعر الأُميّ الآتِي ذِكْرُه، فليتأَمّل.

  والنَّبِير كأَمِيرٍ: الجُبْنُ فارسيٌّ، ولعل ذلك لِضِخَمِه وارتفاعه، حكاه الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْن. قُلْتُ: والمَشْهور الآن بتَقْدِيم الموَحّدَة على النّون.

  والنَّبُور: كصَبور: الاسْتُ، عن أَبِي العَلاءِ، قال ابنُ سِيدَه: وأُرَى ذلك لانْتِبارِ الأَلْيَتَيْن وضِخَمِهما.

  والنَّبْر، بالفَتْح: القَلِيلُ الحَياءِ، يَنْبِر النّاسَ بلِسَانِه.

  والنِّبْر، بالكَسْرِ: القُرَاد، وقيل: دُوَيْبَةٌ شِبْه القُرَادِ إِذا دَبَّتْ على البَعِيرِ تَوَرَّمَ مَدَبُّهَا. وقيل: هي أَصغَرُ من القُرَاد تَلْسَع فيَنْتَبِر مَوضعُ لَسْعَتِهَا ويَرِمُ، أَو ذُبَابٌ، وقيل: هو الحُرْقُوص، أَو سَبُعٌ، قال الليْث. النِّبْر من السِّبَاع ليس بدُبٍّ ولا ذِئْب. قال أَبو منصور: ليس النبْر من جِنْس السِّباع، إِنّمَا هي دَابَّة أَصغرُ من القُرَادِ، قال: والذِي أَرادَ اللّيْثُ البَبْر بِبَاءَين، وأَحسبَه دَخيلاً، وليس من كلامِ العَرَب. والنِّبْر: القَصير الفاحِشُ، نقله الصاغانيّ. والنِّبْر أَيضاً: اللَّئيمُ الذي يَنْبِر الناسَ بلِسانه، ج، أَي جمْع الكُلّ أَنْبَارٌ ونِبَارٌ، بالكَسْر. قال الراجز وذكرَ إِبلاً سَمِنَت وحَمَلَت الشُّحومَ:

  كأَنهَا من سِمَنٍ وإِيفَارْ ... دَبَّتْ عليها ذَرِبَاتُ الأَنْبَارْ⁣(⁣٢)

  يقول: كأَنهَا لَسَعَتْهَا الأَنْبَارُ فوَرِمَتْ جُلُودُهَا، قاله ابنُ بَرّيّ.

  وأَبو نَصْرٍ مَنْصُورُ بنُ محمَّد الواسِطيُّ النِّبْرِيُّ، بالكَسْر، الخَبَّاز، شاعِرٌ مُفْلِقٌ أُمِّيٌّ بَدِيعُ القَوْل، قَدِمَ بغدادَ، رَوَى عنه الخَطِيبُ من شِعْرِه.

  والأَنْبَارُ: بَيْتُ التاجِرِ الذِي يُنَضَّدُ فيه المَتَاعَ، الوَاحِدُ نِبْرٌ، بالكسْر.

  وأَنْبَارُ: د، بالعِراق قدِيمٌ على شاطئِ الفُرَات في غَربيّ بَغْدَادَ، بينهما عَشرةُ فرَاسِخَ. قالوا: وليس في الكلامِ اسمٌ مُفرد على مِثال الجَمْع غير الأَنْبَار، والأَبْواءِ، والأَبْلاءِ، وإِن جاءَ فإِنمَا يجيءُ في أَسماءِ المواضع، لأَنّ شَواذَّهَا كثيرةٌ، وما سِوَى هذِه فإِنّمَا يأْتي جمْعاً أَو صِفَةً، كقولهم: قِدْرٌ أَعْشَارٌ، وثَوْبٌ أَخْلاقٌ، ونحو ذلِك: والأَنْبَار: أَكْدَاسُ الطَّعَامِ وأَهْرَاؤُه، وَاحدهَا: نِبْرٌ، كنِقْسٍ وأَنْقَاس، ويجْمَع أَنَابِير جمْع الجمْع. ويُسمَّى الهُرْيُ نِبْراً لأَنّ الطعامَ إذا صُبَّ في مَوْضعِه انْتَبَرَ، أَي ارتفع.

  والأَنْبَار: مَوَاضِعُ مَعروفة بَيْنَ البَرِّ والرِّيفِ. وأَنْبَارُ: ة ببَلْخَ، وهي قَصَبَة ناحِيَةِ جُوزَجانَ، وهي على الجَبَل، ولها مِيَاهٌ وكرومٌ وبَساتينُ كثيرةٌ، منها محمَّد بن عليٍّ الأَنْبَارِيُّ المُحَدِّث، هكذا في النُّسَخ، والصواب أَبو الحَسَن عليُّ بن محَمّد الأَنْبَاريُّ، كما ضبَطَه ياقوتٌ⁣(⁣٣) وجوَّدَه، روَى عن القَاضي أَبي نَصْر الحسَيْن بن عبد الله الشِّيرَازِيّ، وعنه محمّد بن أَحْمَد بن أَبي الحَجّاج الدِّهِسْتَانيّ.


(١) وضبطت بالقلم في التكملة بفتح النون.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وإيفار من الوفور وهو التمام، يقول: كأنها مما أوفرها الراعي دبت عليها الآبار، ويروى: واستيفار، والمعنى واحد. ويروى: وإيغار من أوغر العامل الخراج أي استوفاه، ويروى بالقاف من أوقره أي أثقله، اهـ صحاح من مادة وف ر» ورُوي في التهذيب: كأنها من بُدُن واستيفار. قال ابن بري: البيت لشبيب بن البرصاء، ويروى عارمات الأنبار. يريد الخبيثات ومن روى: ذربات فهو مأخوذ من الذرب وهو الحدة.

(٣) ومثله في اللباب ١/ ٨٦.