تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجر]:

صفحة 508 - الجزء 7

  الماءِ واللَّبَنِ الحامِضِ فلا يَرْوَى من المَاءِ، وقد نَجِرَ نَجَراً فهو نَجِرٌ.

  والنُّجَارَةُ، بالضّمّ: ما انْتَحَتَ من العُودِ عندَ النَّجْر، وصاحِبُه النَّجَّارُ، وحِرْفَتُه النِّجَارَةُ، بالكَسْرِ على القِياس.

  والنَّجْرانُ، بالفَتْح: الخَشَبَة التي تَدُور فيهَا رِجْلُ البابِ*. قال الشاعر:

  صَبَبْتُ المَاءَ في النَّجْرانِ صَبًّا ... تَرَكْت البابَ ليس له صَريرُ

  وهكذا قول ابن دُرَيْد⁣(⁣١)، وقال ابن الأَعْرَابِيّ: يقال لأَنْفِ البابِ الرِّتَاجُ، ولدَ رَوَنْدِه: النَّجْرَانُ، ولِمِتْرَسِهِ: النِّجَاف⁣(⁣٢).

  و⁣(⁣٣) نَجْرَانُ، بلا لَامٍ: ع باليَمَن يُعَدُّ من مَخَالِيفِ مَكَّةَ، فُتِح سَنَة عَشْرٍ من الهِجْرة صُلْحاً على الفَيْءِ، سُمِّيَ بنَجْرانَ بنِ زَيْدَانَ بن سَبَإ. قلْت: إِن كان المُرَادُ بسَبَإ هو عَبدُ شَمْسِ بن يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبِ بن قَحْطَان فوَلَدُهُ حِمْيَرٌ وكَهْلانُ باتِّفَاق النَّسَّابة. وقال قَومٌ من النّسّابين: ومراءُ بن سبإِ وهو أَبو شَعْبَان وصَريحان، قبيلتان وليس لسَبَأ وَلدٌ اسمه زَيْدَان⁣(⁣٤). وإِن كان المراد به سبأ الأَصغر فمِنْ وَلَدِه زَيْدُ بن سَدَد بن زُرْعَةَ بن سَبَإ. فلينظر، ثمّ رَأَيْت ياقوتاً ذهَب في المُعْجَم إِلى ما ذهبْت إِليه، وتوقّف في سياق هذا النَّسَبِ على الوَجْه المتقدِّم بعد أَنْ نَسَبَه إِلى كتابِ ابنِ الكلبيِّ. قال: وفي كتابٍ غيره: نَجْرَان بن زَيْدِ بن سبأَ.

  قلت: وفي نَجْرَانَ هذا يقول الأَخْطَل:

  مِثْل القَنَافذِ هَدَّاجُونَ قد بَلَغَتْ ... نَجْرَانُ أَو بَلَغَتْ سَوْآتِهِم هَجَرُ

  القافِيَة مرفوعة، ويقول الأَعْشَى:

  وكَعْبَة نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَيْ ... كِ حَتَّى تُنَاخِي بأَبْوابِهَا

  نَزورُ⁣(⁣٥) يَزِيدَ وعَبْدَ المَسِيحِ ... وقْيْساً هُمُ خَيْرُ أَرْبَابِها

  قال ياقوت: وكَعبةُ نَجْرَانَ هذه بِيعَةٌ بَناهَا عَبدُ المَدَانِ بن الدَّيَّان⁣(⁣٦) الحارثيُّ على بِناءِ الكعْبَة وعظَّموها، وكان فيها أَساقِفَةٌ مُقِيمُون.

  ونَجْرانُ: ع بالبَحْرَيْن، قيل وإِليه نُسِبت الثِّيَابُ النَّجْرَانِيَّة. وفي الحَدِيث: «أَنَّهُ كُفِّنَ في ثلاثةِ أَثْوَابٍ نَجْرَانِيَّة» قيل: إِلى نَجْرَانَ هذا، وقيل: إِلى نَجْرَانِ اليَمَنِ.

  ونَجْرَانُ: ع بحَوْرَانَ قُرْبَ دِمَشْقَ، وهي بِيعَةٌ عَظِيمةٌ عامرةٌ حَسنةٌ مبنيَّةً على العَمَد الرَّخام منمَّقَةٌ، بالفُسَيْفِسَاءِ، وهو مَوضعٌ مُبَارَكٌ يَنْذِرُ لهُ المسلمون والنَّصَارَى، قيل: منه يَزِيدُ بن عبدِ الله بنِ أَبي يَزِيدَ، يُكْنَى أَبا عبد الله، من أَهْل دمشق، رَوَى عن الحسن بن ذَكْوان والقاسم بن أَبي عبد الرحمن، وعنه يحيى بن حَمْزة وسُوَيد بن عبد العزيز وهِشَام بن الغَاز⁣(⁣٧) وحُمَيْدٌ قيل: هو شيخٌ لأَبي إِسْحَاق، النَّجْرانِيَّانِ، أَو هو أَي حُمَيْدٌ مِن غيرِهَا، هكذا في النُّسخ، وصوابه: مِن غَيره.

  وفاتَه: بِشْرُ بن رَافع النَّجْرانيُّ، عن يَحْيَى بن أَبِي كَثِير، وعنه عَبْدُ الرزّاق، ذكره الحافِظ ولم يَنْسبْه إِلى أَيّ نَجْران.

  قلتُ وهو من نَجْرانِ اليَمَن، وكُنْيتُه أَبو الأَسْبَاط، هكذا نسبه الحازميّ، ويُنسب إِلى نَجرانِ اليَمَن أَيضاً محمّدُ بن عَمْرو بن حَزْم الأَنْصَاريّ قَتِيل الحَرَّة، لأَنّه وُلِدَ بها في حياة رسول الله ، رَوَى عنه ابنه أَبو بَكْر. ومن نَجْرَانِ اليَمَن عُبَيْدُ الله بن العبّاس بن الرَّبِيع النَّجْرَانيّ، عن محمّد بن إِبراهيم البَيْلمَانيّ، وعنه محمَّدُ بن بَكْر بنِ خَالِد النَّيْسَابُوريّ.

  ونَجْرَانُ: ع بين الكوفَةِ وواسِطَ، على يومَيْن من الكوفَة، ولَمَّا أخْرِج نَصَارَى نَجْرانَ منها أُسْكِنوا هذا المَوْضعَ وسُمِّيَ باسم بَلَدِهم الأَوّل.

  والنَّوْجَرُ: الخَشَبَة التي يُكْرَبُ بهَا الأَرْضُ. قال ابن دُرَيْد: لا أَحسبها عَربيَّةً مَحْضةً، وقال أَيضاً: المَنْجُورُ في بعض اللُّغات: المَحَالَةُ التي يُسْنَى عليها.


(*) بعدها في القاموس: والعَطْشانُ.

(١) الجمهرة ٢/ ٨٦.

(٢) الذي في التهذيب: «ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال لأنف الباب: الرتاج، ولد رونده: النجاف والنجران، ولمترسه: القُنّاح» وفي معجم البلدان «نجران»: «ولمترسه: المفتاح».

(٣) قبلها في القاموس، وسقطت من الأصل: «والعطشان» ثم ورد فيه: وبلا لا م «ع باليمن».

(٤) ورد في جمهرة ابن حزم ومعجم البلدان «نجران» أن لسبأ ولداً اسمه زيدان.

(٥) عن معجم البلدان «نجران» وبالأصل «يزور».

(٦) عن معجم البلدان «نجران» وبالأصل «الريان».

(٧) عن معجم البلدان وتقريب التهذيب، وبالأصل «الفاز» بالفاء.