تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسر]:

صفحة 522 - الجزء 7

  والمنْسرُ كمَجْلس ومِنْبَر: مِنْقَارُه الذِي يَسْتَنْسِر به.

  ومِنْقارُ البَازِي ونَحْوه مَنْسِرُه. وقال أَبو زَيْد: مِنْسَرُ الطّائر: مِنْقَارَه بكَسْر المِيم لا غَيْر، يُقَال: نَسَرَه بمِنْسَرِه نَسْراً. وفي الصّحَاح: والمِنْسَر، بكَسْر الميم، لِسبَاع الطَّيْرِ بمنزلةِ المِنْقَارِ لغيرها.

  ويقال: خَرجَ في مِقْنَبٍ ومنْسَرٍ، ومَقانبَ ومَنَاسِرَ، المنْسر من الخَيْلِ، بالوَجْهَيْن: مَا بَيْنَ الثلاثَة إِلى العشرة، وقيل: ما بين الثَّلاثِينَ إِلى الأَرْبَعِينَ، أَو من⁣(⁣١) الأَرْبَعِين إِلى الخَمْسِين، أَو ما بين الأَربعين إِلى السِّتِّين، أَو من المِائةَ إِلى المِائِتَيْن، كلّ هذه الأَقْوَالِ ذكرَها ابنُ سِيدَه. وفي حديث عليّ ¥: «كُلَّمَا أَظَلَّ عليكم مَنْسِرٌ من مَنَاسِر أَهْل الشام أَغلَقَ كلُّ رجلٍ منكم بَابه» والمنْسَر أَيضاً: قِطْعَةٌ من الجَيْشِ تَمُرُّ قُدَّامَ الجَيْشِ الكَبِير، هكذا بالمُوَحَّدَة، وفي بَعْضِ النُّسَخ: الكَثِير، بالمُثَلثة والأُولَى الصّوابُ والميمُ زائدةٌ. قال لَبيدٌ يَرْثِي قَتْلَى هَوَازِنَ:

  سَمَا لَهُمُ ابنُ الجَعْدِ حَتَّى أَصَابَهُمْ ... بِذي لَجَبٍ كالطَّوْدِ ليسَ بمِنْسَر

  والمَنْسرُ مثال المَجْلس لغة فيه، هكذا أَنشدَه الجوهَرِيُّ.

  وقال الصّاغَانيّ: ولم أَجِدْه في شِعْرِه.

  وتَنَسَّرَ الحَبْلُ وانْتَسَر طَرَفُهُ: انْتَقَضَ وانْتَشَرَ. ونَسَرَه هو نَسْراً، ونَسَّرَه. نَشَرَه. وتَنَسَّرَ الجُرْحُ: انْتَشَرتْ مِدَّتُه لانْتِقَاضِه، قال الأَخْطَلُ:

  يَخْتَلُّهُنَّ بحَدِّ أَسْمَرَ نَاهِلٍ ... مِثْلِ السِّنَانِ جِرَاحُه تَتَنَسَّرُ

  وتَنَسَّرَ الثَّوْبُ والقِرْطاسُ: ذَهَبَا شيئاً بعْدَ شَيْءٍ، نقلَه الصاغانيّ، وتَنَسَّرَت النِّعْمَةُ عنه: تَفَرَّقَت، نقلَه الصاغَانيّ.

  والناسُورُ، بالسين والصاد: العِرْقُ الغَبِرُ الذِي لا يَنْقَطِعُ، وهو عِرْقٌ في بَاطِنه فَسَادٌ فكُلَّما بَرَأَ⁣(⁣٢) أَعْلاهُ رَجَعَ غَبِراً فاسِداً، ويقَال: أَصابَهُ غَبَرٌ في عِرْقِهِ، وأَنشدَ:

  فهْوَ لا يَبْرَأُ ما في صَدْرِه ... مِثْلَ ما لا يَبْرَأُ العِرْقُ الغَبِرْ⁣(⁣٣)

  وفي الصحاح: الناسُور، بالسّين والصَّاد جميعاً: عِلَّةٌ تَحْدُثُ في المَآقِي يَسْقِي فلا يَنْقَطع قال: وعِلَّةٌ تَحَدُث أَيضاً في حَوَالَيِ المَقْعَدَةِ. قال: وعِلَّة تَحدُث أَيضاً في اللِّثَةِ، وهو مُعَرّب.

  والنِّسَار، ككَتاب: مَوضعٌ، وقيل: جِبَالٌ صِغَارٌ، وقيل: ماءٌ لبَني عامِر بن صَعْصَعَةَ، له يَوْمٌ كان لبني أَسَدٍ وذُبْيَان على جُشَمَ بنِ مُعَاويةَ، قال بِشْرُ بنُ أَبي خازِم:

  فَلَمَّا رَأَوْنَا بالنِّسَار كأَنّنَا ... نَشَاصُ الثُّرَيَّا هَيَّجَتْهُ جَنُوبُهَا

  وقال بعضهم: النِّسَار: جَبَلٌ في ناحِيَةِ حِمَى ضَرِيَّةَ.

  ونَسْرٌ، بالفَتْح: ع بعَقِيقِ المَدِينَةِ، وهو اسمُ غَدِيرٍ هناك، ذكرَه الزُّبير في كتاب العَقِيق، وقد جاءَ ذِكْره أَيضاً في شِعْرِ الحُطَيْئَة وأَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ⁣(⁣٤). ونَسْر: جَبَلانِ ببلادِ غَنِيٍّ، وهما النَّسْرَانِ، بين مكّة وذاتِ عِرْق، وقال الأَصْمَعِيّ: سأَلْتُ رجلاً من بني غَنِيٍّ: أَينَ النِّسَارُ؟ فقال: هُمَا نَسْرَانِ، وهما أَبْرَقَانِ من جانبِ الحِمَى، ولكن جُمِعَا وجُعِلَا مَوضعاً واحداً.

  وفي المَثَلِ: «إِنَّ البغَاثَ بأَرْضنا يَسْتَنْسِرُ»، اسْتَنْسَرَ البغَاثُ: صار كالنَّسْرِ قُوَّةً، كذا نصّ الصّحاح، وقال غيره: صار نَسْراً. ومعنَى المَثلِ: أَي أَنّ الضّعيف يَصِيرُ قَوِيّاً.

  وسُفْيَانُ بن نَسْر⁣(⁣٥) بن زَيْدٍ الخَزْرَجِيّ، بَدْرِيٌّ، وقيل هو حَلِيفُ الأَنصارِ. وتَمِيمُ بن نَسْر بن عَمْرو الأَنْصَاريّ، شَهدَ أُحُداً، هكذا ضَبَطَه ابنُ مَاكُولَا بالنُّون والمُهْمَلَة؛ وابنُه كُلَيْبُ بنُ تَمِيم استُشْهد باليَمَامَة، صَحَابِيّان، ®. ويَحْيَى بن أَبي بُكَيْر بن نَسْرٍ أَو بِشْرٍ، بالموحَّدة والمُعجمة، قاضِي كِرْمانَ، وهو ثِقةٌ، وهو شَيخ مالِكٍ صاحِبِ المَذْهَب، أَكْبَرُ من يَحْيَى بن بُكَيْرٍ صاحِبِ مالكٍ.

  ومن المَجَاز: نَسَرَ فُلانَاً، إِذا وَقَعَ فِيه وعَابَه، ومنه


(١) في اللسان: ما بين.

(٢) عن التهذيب، وبالأصل «بدا».

(٣) البيت للمرار العدوي، المفضلية رقم ١٦.

(٤) يريد قوله:

بأجماد العقيق إلى مراخ ... فنعف سُويقة فنعاف نَسْرِ

(٥) قيل فيه بشر وقيل بشير، انظر أسد الغابة قال ابن الأثير: والأول أصح وأكثر، يعني: «نسر» بالنون.