تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نكر]:

صفحة 558 - الجزء 7

  مضبوطاً بخطّ أَبي عامر العَبْدَرِيّ بالنُّون، وقد صَحَّحَ عليها ثلاثَ مَرّاتٍ. وقال لي رَفيقُنَا ابن هلالة: إِنّه منسوب إِلى نُكْر، بالنّون، قَرْيَةٍ بنَيْسَابُورَ.

  واسْتَمْشَى فُلانٌ نَكْرَاءَ، بالفَتْح ممدوداً، كما ضَبطَه الصّاغَانيّ بخَطّه، أَي لَوْناً ممَّا يُسْهِلُه عند شُرْبِ الدَّوَاءِ.

  كذا في التكملة.

  ونَكُرَ الأَمْرُ، ككَرُمَ، نَكَارَةً⁣(⁣١) فهو نَكِيرٌ.: صَعُبَ واشْتَدَّ نُكْرُه. والاسمُ النَّكَر، مُحَرّكَةً، قاله ابنُ القَطَّاع.

  وطَرِيقٌ يَنْكُورٌ، بتقْدِيم التّحْتِيَّة على النّون، أَي على غَيْرِ قَصْدٍ.

  وتَناكَرَ: تَجاهَلَ، كما في الأَساس، وتَناكَر القَومُ: تَعادَوْا فهم مُتَناكِرُون، كما في التكملة والأَساس.

  ونَكِرَ فلانٌ الأَمْرَ، كفَرِحَ، نَكَراً، محرّكةً، ونُكْراً ونُكُوراً، بضمّهما، ونَكِيراً، كأَمِير، وأَنْكَرَه إِنْكَاراً، واسْتَنْكَرَه وتَنَاكَرَه إِذا جَهِلَه، عن كُرَاع. قال ابنُ سِيدَه: والصَّحِيح أَنّ الإِنْكَارَ المَصْدَر والنُّكْر الاسم، ويُقال: أَنْكَرْت الشَّيْءَ وأَنا أُنْكِرُه إِنْكَاراً، ونَكِرْتُه، مثْلُه، قال الأَعشَى:

  وأَنْكَرَتْنِي وما كانَ الّذِي نَكِرَتْ ... منَ الحَوَادِث إِلّا الشَّيْبَ والصَّلَعَا

  وفي التَّنْزِيلِ العزيز: {نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً}⁣(⁣٢) قال اللَّيْثُ: ولا يُسْتَعمَل نَكِرَ في غابِرٍ ولا أَمْرٍ ولا نَهْي.

  وقال ابن القَطَّاع: ونَكِرْتُ الشيءَ وأَنْكَرتُه، ضدُّ عَرَفْتُه، إِلّا أَنّ نَكِرْت لا يَتَصَرَّف تَصرُّفَ الأَفعالِ. وقال ابن سِيده: واسْتَنْكَرَه وتَنَاكَرَه، كلاهُمَا كنَكِرَهُ. وفي الأَساس: وقيل: نَكِرَ أَبلَغُ من أَنْكَرَ، وقيل: نَكِرَ بالقَلْبِ. وأَنْكَر بالعَيْنِ. وفي البصائر: وقد يستعمل ذلك مُنْكِراً باللّسَان، وسببُ الإِنكار باللّسَان الإِنكار بالقَلْب، لكن ربّما يُنْكِر اللّسانُ الشيءَ وصُورتُه في القَلْبِ حاضِرَةٌ⁣(⁣٣)، ويكون ذلك كاذباً، وعلى هذا قَولُه تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها}⁣(⁣٤). وفي اللّسَان: ونَكِرَهُ يَنْكَرُهُ نَكَراً فهو مَنْكُورٌ، واسْتَنْكَرَه، فهو مُسْتَنْكَرٌ، والجمع مَنَاكِير عن سيبويه، قال أَبو الحسن: وإِنّمَا أَذْكُر مثلَ هذا الجَمْعَ لأَنَّ حُكْم مثْله أَن يُجمَع⁣(⁣٥) بالواو والنون في المذكَّر، وبالأَلف والتاءِ في المُونَّث.

  والمُنْكَرُ: ضدّ المَعْرُوفِ، وكُلّ ما قَبَّحه الشَّرعُ وحَرّمَه وكَرِهَه فهو مُنْكَر. وفي البصائر: المُنْكَر: كلُّ فِعْلٍ تَحْكُم العُقُولُ الصّحِيحَةُ بقُبْحه، أَو تتوقّف في اسْتِقْبَاحه العُقُولُ فتَحكُم الشريعةُ بقُبْحِه، ومن هذا قوله تعالى: {الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣(⁣٦) قلتُ: ومن ذلك قولُه تعالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}⁣(⁣٧).

  ويُقَال: أَصابَتْهُمْ من الدَّهْر نَكْرَاءُ، النَّكْرَاءُ، ممدُوداً: الدَّاهِيَةُ والشِّدّة.

  ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ، كمُحْسَن وكَرِيم، اسمَا مَلَكَيْن. وقال ابنُ سِيدَه: هما فَتّانَا القَبُورِ.

  والاسْتِنْكارُ: استِفْهامُكَ أَمَراً تُنْكِرهُ. والإِنْكَار: الاستفهامُ عَمَّا يُنْكره، وذلك إِذا أَنْكَرْت أَن تُثْبِتَ رأَيَ السّائل على ما ذَكَر، أَو تُنْكِر أَن يكون رأْيُه على خلاف ما ذُكرَ.

  وفي حديث بَعْضهِم: «كُنْتَ لي أَشَدَّ نَكَرَةً»: النَّكَرَةُ، بالتَّحْرِيك: اسمٌ من الإِنكار، كالنَّفَقَةِ من الإِنْفاق.

  وَسَمَيْفَعُ، كسَفَرْجَل، ابنُ ناكُور بن عَمْرِو بن يُعْفِرَ بن يَزِيدَ بن النُّعْمَان، هو ذُو الكَلَاع الأَصْغَرُ⁣(⁣٨) الحِمْيَرِيّ، كَتَبَ إِليه النبيّ مع جَرِيرِ بن عبد الله وقُتلَ مع معاوِيَة، وابنه شُرَحْبِيل بن سَمَيْفَع، قُتِل يومَ الجَارُود⁣(⁣٩).

  وحِصْنٌ نَكِيرٌ، كأَمِير: حَصِينٌ، نقله الصاغانيّ. والنَّكِير أَيضاً: الإِنكار، أَي هو اسمُ الإِنكار الذي معناه التَّغْيِير⁣(⁣١٠)، وبه فُسِّرَ قولُه تعالى: {فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ}⁣(⁣١١) أَي إِنْكَارِي، ويقال: شُتِمَ فلانٌ فما كان عنده نَكِيرٌ.


(١) عن اللسان وبالأصل «نكرة».

(٢) سورة هود الآية ٧٠.

(٣) في المفردات للراغب: حاصلة.

(٤) سورة النحل الآية ٨٣.

(٥) اللسان: أنّ الجمع.

(٦) سورة التوبة الآية ١١٢.

(٧) سورة العنكبوت الآية ٢٩.

(٨) كذا بالأصل والقاموس، وفي جمهرة ابن حزم ص ٤٣٤: هو ذو الكلاع الأكبر.

(٩) في جمهرة ابن حزم: قتل يوم جازر.

(١٠) عن اللسان وبالأصل «التغير».

(١١) سورة الحج الآية ٤٤.