فصل النون مع الراء
  العَرَب؛ فلمّا مات نِزَارٌ واخْتَلفوا مَضَوْا إِلَيْه، فذكَرَ القصّة إِلى أَن قال: وقَضَى لأَنْمَارٍ بالدَّرَاهم والأَرضِ. قال سيبويه: النَّسَب إِلى أَنمارٍ أَنماريّ، لأَنّه اسمٌ للواحدِ.
  والنُّمْرَانِيَّةُ، بالضَّم: ة بالغُوطَةِ من دِمشق من ناحِيَة الوَادِي، كان مُعَاويَة بن أَبي سُفْيَان أَقطَعها نُمْرَانَ بنَ يَزِيدَ بنِ عُبَيْد المَذْحِجِيّ، حكَى عنه ابنُه عبدُ الله بن نُمْرَانَ وابنُه يَزِيد بن نُمْرَانَ. خرجَ مَعَ(١) مَرْوَانَ لِقِتَال الضَّحّاك الفِهْرِيّ بمَرْجِ راهِطٍ.
  والنَّمِرُ بنُ قاسِط بن هِنْب بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَةَ بن أَسَد بن رَبِيعَة، ككَتِف: أَبو قَبيلَة، أَعقبَ من تَيْم اللَّاتِ وأَوْس مَنَاةَ، ومن تَيْمِ الّلات بَنُو الضَّحْيَان، وهو عامرُ بن سَعْد بن الخَزْرَج بن سَعْد بن تَيْم الّلات(٢)، وإِليه كانت الرِّيَاسةُ واللِّوَاءُ والحُكُومَةُ والْمِرْباعُ. والنِّسْبَةُ بفتح المِّيم، استيحاشاً لتَوالِي الكَسَرَات لأَنّ فيه حرفاً واحداً غير مَكْسُور، ومنه المَثَلُ: «اسْقٍ أَخَاكَ النَّمَريَّ يَصْطَبحْ» بفتح المِيم، منهم حاتِمُ بن عُبَيْد الله النَّمَرِيّ شَيخٌ لسَمَّويَةَ، والحافظ أَبو عُمَر يُوسُفُ بنُ عبدِ الله بن عبد البَرِّ النَّمَرِيّ المالكيّ الأَندلسيّ، صاحب التَّمْهِيد والاستِيعاب وغيرهما.
  قلت: وشيخُنَا خاتمة المُحَدّثين باليَمَن الإمام الفقيه العلّامة رَضيّ الدين عبد الخالق بن أَبي بَكْر بن الزين المزجاجيّ الحَنَفيّ الزَّبيديّ النَّمرِيّ وآل بَيته، ولد سنة ١١٠٢ وتوفي سنة ١١٨١ بمكّة.
  والنَّمِرُ، ككَتِف، ابنُ تَوْلَبَ بن زُهَيْر العُكْلِيّ، ويُقَال: النَّمْرُ بالفَتح نقله الصاغانيّ عن أَبي حاتم، ويُقَال بالكَسْرِ: شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ لَحقَ النبيَّ ﷺ، أَوردَه الزَّيْنُ العِرَاقيّ وتلميذُه أَبو الوفاءِ الحَلَبيّ في كتاب المُخَضْرَمِين، وقال ابن فَهْد: حديثُه عند النَّسَائيّ وأَبي دَاوُود.
  ونُمَيْرُ بن عامرِ بن صَعْصَعةَ بن مُعَاويَة بن بَكْر بن هَوازن، كزُبَيْر، أَبو قبيلَة من قيس والنِّسْبَة إِليه نُمَيْريّ، قال سيبويه: وقالوا في الجَمْع النُّمَيْرُون استَخَفّوا بحذْف ياءِ الإِضافَة، كما قالوا الأَعْجَمُون.
  ومن المَجاز: نَمِرَ السَّحَابُ، كفَرِحَ نَمَراً(٣): صارَ على لَوْن النَّمِر تَرَى في خَلَله نِقَاطاً، ومن لون النَّمر اشتُقَّ السَّحابُ النَّمِر، وفي المَثَلِ: أَرِنيهَا نَمِرةً أُركَهَا مَطِرَةً، وهو قولُ أَبي ذُؤَيْب الهُذَليّ، والقياسُ نَمْراءُ، تأْنيث الأَنْمَر من السّحاب، يُضْرَبُ لمَا يُتَيَقَّنُ وُقُوعُه إِذا لاحَتْ مَخَايِلُه، كما فسّره المَيْدَانيّ. وقال الأَخفش: هذا كقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً}(٤) يريد الأَخْضَر.
  والأَنْمَرُ من الخَيْل والنَّعَم: ما على شِيَةِ(٥) النَّمرِ. وهو أَن يكون فيه بُقْعَةٌ بيضاءُ وبُقعة أُخرَى على أَيّ لَوْن كان، والجمع النُّمْرُ.
  وأَنْمَرَ الرَّجُلُ: صادَفَ ماءً نَميراً، أَي ناجعاً.
  وتَنَمَّرَ: تَمَدَّدَ في الصَّوْت عند الوَعيد، نقله الصّاغَانيّ، وهو مَجازٌ. وتَنَمَّرَ أَيضاً، إِذا تَشَبَّهَ بالنَّمِر في شَرَاسَةِ الأَخْلاق، ومنه قولُ عَمْرو بن مَعْدِيكَرِب:
  وعَلِمْتُ أَنّي يَوْمَ ذا ... كَ مُنَازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا
  قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدي ... دَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا(٦)
  أَي تَشبّهوا بالنَّمِر لاختلاف أَلْوان القِدّ والحَديد. وقال الأَصْمَعيّ: تَنَمَّر لَهُ: تَنَكَّرَ وتَغَيَّر وأَوْعَدَه، لأَنّ النَّمرَ لا يُلْقَى أَبدا إِلّا مُتَنَكِّراً غَضْبَانَ.
  قال ابنَ بَرّيّ: والنَّمِرُ من أَنْكرِ السِّبَاع وأَخْبَثِها، يقال:
  لَبِسَ فلانٌ لفلانٍ جِلْدَ النَّمر، إِذا تَنَكَّرَ له، قَال: وكانت مُلُوكُ العَرَب إِذا جَلَسَت لقَتْل إِنْسَان لبِسَت جُلُودَ النَّمِر، ثم أَمرَتْ بقتْل مَن تُريد قَتْلَه.
  وسَمَّوْا نِمْرانَ، بالكَسْر، ونُمَارَةَ، بالضّمّ، قاله ابن سيدَه.
  والأَنْمَارُ: خُطُوطٌ على قَوَائمِ الثَّوْرِ، هكذا نصّ التكملة، وزاد المصنّف الوَحْشِيّ.
  ونِمْرَى، كذِكْرَى: ة من نَوَاحِي مِصْرَ، ذكرها تقليداً
(١) عن معجم البلدان وبالأصل: «معه».
(٢) انظر جمهرة ابن حزم ص ٣٠١.
(٣) عن اللسان وبالأصل «نمرة».
(٤) سورة الأنعام الآية ٩٩.
(٥) في اللسان: «شبه» والصحاح فكالأصل.
(٦) أراد بالحلق الدروع، وبالقد: جلداً كان يلبس في الحرب، قال ابن بري: انتصبا على التمييز.