[نهتر]:
  بعَلَم الثَّوْبِ. أَوْ أَخْدُودٌ وَاضِحٌ في الطَّريق، قاله ابنُ سيدَه.
  وقيل: نِيرُ الطّرِيق: ما يَتَّضِح منه. وقال الأَزهريّ: الطُّرَّةُ من الطَّريق تُسَمَّى النِّيرَ، تَشْبيهاً بنِيرِ الثَّوْب، وهو العَلَمُ في الحاشِيَة، وأَنشدَ بعضُهم في صِفةِ طَريق:
  على ظَهْرِ ذي نِيرَيْن أَمَّا جَنَابُه ... فوَعْثٌ وأَمَّا ظَهْرُه فمُوَعَّسُ
  والنِّيرُ: ة ببَغْدادَ، منها أَبو جَعْفرٍ أَحمدُ بنُ عبد الله بن أَحمدَ بن العَبّاس بن سالم بن مِهْرانَ البَزَّازُ البَغْدَاديّ المُحَدّث عن أَبي سَعيد الأَشَجّ(١)، وعنه ابنُ شاهين وابنُ المُظفّر، مات سنة ٣٢٥(٢).
  وقال الجَوْهَريّ: النِّيرُ: جَبَلٌ لبني غاضِرة، وأَنشدَ الأَصمَعيّ:
  أَقْبَلْنَ مِن نِيرٍ ومن سُوَاجِ ... بالقَوْم قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ
  قلْت: وهو بأَعْلى نَجْدٍ، شرقيّةُ لَغنيّ بن أَعْصُر وغَربيّةُ لغاضرَة، وهو ابن صَعْصَعَةَ بن مُعَاوية بن بَكْر بن هَوَازن، وحِذاءَه الأَحساءُ، بوَادٍ يقال له [ذو](٣) بِحَارٍ. وقال أَبو هِلال الأَسديّ، وفيه دلالة على أَنه لغاضرَةِ أَسَدٍ:
  أَشَاقَتْكَ الشَّمَائلُ والجَنُوبُ ... ومِن عَلْوِ الرِّيَاحِ لها هُبُوبُ
  أَتَتْك بنَفْحَةٍ من شِيحِ نَجْدٍ ... تَضَوَّعَ والعَرَارُ بها مَشُوبُ
  وشِمْت البارِقاتِ فقُلْت جِيدَت ... جِبَالُ النِّيرِ أَو مُطِرَ القَلِيبُ
  وبالنِّيرِ قَبْرُ كُلَيْبِ بن وَائل، على ما أَخبرَنَا بعضُ طيّئٍ [على](٤) الجَبَليْن قال: وهو قُرْبَ ضَرِيَّة. قاله ياقوت.
  وثَوْبٌ مُنَيَّرٌ، كمُعَظَّم: مَنْسُوجٌ على نِيرَيْن، عن اللِّحْيَانيّ، أَي على خَيْطيْن، وهو الذي فارسيَّتُه، دُو بُود(٥) فبُود: الخَيْط ودُو الاثنين، وعَرَّبُوه فقالُوا: دَيابُوذُ. وقد تَقدّم في الذال المعجمة، ويقال له أَيضاً بالفارسيَّة: دُوباف [ويقال له](٦) في النَّسْج: المُتاءَمَةُ، وهو أَن يُنَارَ خَيْطانِ معا ويُوضَع على الحَفَّة خَيطانِ وأَمّا ما نِيرَ خَيْطاً وَاحداً فهو المُسْحَلُ فإِذا كان خيطٌ أَبيضَ وخيطٌ أَسودَ فهو المُقَاناةُ، وإِذا نُسِجَ على نِيرَيْن كان أَصْفَقَ وأَبْقَى.
  ومن المَجاز: ناقَةٌ ذاتُ نِيرَيْنِ وأَنْيَارٍ: مُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ، وربما استُعْمل في المَرْأَة، وقيل: ناقةٌ ذاتُ نِيرَيْن، إِذا حَمَلَت شَحْماً على شَحْم كان قَبلَ ذلك، وأَصلُ هذا من قَولهم: ثَوبٌ ذو نِيرَيْن، إِذا نُسِجَ على خَيْطَيْن. وفي الأَساس: ناقةٌ ذاتُ نِيرَيْن وأَنْيَارٍ: عليها سَحَائفُ(٧) من شَحْم. وفي التكملة: ناقةٌ ذاتُ أَنْيَار، أَي كَثِيفةُ اللَّحْمِ.
  وفي كلام المصنّف قُصُورٌ من وُجُوه.
  وَأَنارَ به: صاتَ به، نقله الصاغانيّ.
  والمُنَيَّرُ، كمُعَظَّم: الجِلْدُ الغَلِيظُ المَتِين، كالثَّوْب ذي النِّيرَيْن، وهو مَجازٌ.
  وأَبُو بُرْدَةَ هانىُّ بنُ نِيَار بن عَمْرو، ككِتَاب، من قُضَاعَة، حَلِيفُ الأَنصارِ، وهو خالُ البَرَاءِ بن عازب، ونِيَارُ بن ظالم بن عَبْسٍ، شهِدَ أُحُداً مع أَبيه، ونِيَارُ بنُ مَسعود(٨) بن عَبَدَة، قال الطّبريّ: شَهدَ أُحُداً مع أَبيه. ونِيَارُ بن مُكْرَمٍ الأَسْلَميّ ضُبِطَ والدُه بكسْر الرّاءِ وبفتْحها، ونِيَارٌ هذا أَحدُ مَنْ دَفَن عُثمانَ في اللَّيْل، وله رِوَايَةٌ، صحابيُّون.
  ومن المَجاز: هذا أَنْيَرُ منْهُ، أَي أَوْضَحُ منه، هنا ذَكرَه الصّاغانيُّ، وصَوابُ ذِكْرِه في الواو، لأَنّ ياءَه مُنقلبة عن وَاوٍ، وقد أَشرْنا إِليه هناك.
  وبَيْنَهُم مُنايَرَةٌ، أَي شَرٌّ، هكذا نقله الصّاغانيّ، والذي في اللّسَان: النائرةُ: الحِقْد والعَدَاوة. وقال اللَّيْث: النائرَة الكائنة تَقَعُ بينَ القَوْم. وقال غيرُه: بينهم نائرةٌ، أَي عَدَاوة.
  قلْت: وقد تَقَدّم للمصنّف في «ن أَ ر»: نَأَرَتْ نائِرَةٌ: هاجت هائجَةٌ، وهو يُشير إِلى ما قاله اللّيث، وهَمزتُها منقلِبة عن الياءِ.
(١) عن اللباب «النيري» وبالأصل «الأشبح».
(٢) في اللباب، نصاً، ومات في شعبان سنة عشرين وثلاثمئة.
(٣) زيادة عن معجم البلدان «النير».
(٤) زيادة عن معجم البلدان «النير».
(٥) في القاموس: ذُوْبُوْذُ.
(٦) زيادة عن اللسان.
(٧) عن الأساس وبالأصل «صحائف».
(٨) في القاموس «وأبو مسعود بن عبدة» والأصل كالعباب.