تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وبر]:

صفحة 576 - الجزء 7

  أَبو عَمْرو: هو الإِرَةُ والقديدُ والمُشَنَّقُ والمُشَرَّق والمُتَمَّرُ والمفرند والوَشِيقُ.

  وأَوْأَرَهُ: نَفَّرَه. وأَوْأَرَهُ: أَعْلَمَهُ، نقلهما الصّاغانيّ.

  والوِثَارُ المُمَدَّرَة⁣(⁣١) ككِتَاب: مَحَافِرُ الطِّين الّذي تُلَاطُ به الحِيَاضُ، وفي بعض الأُصول: مخاضُ الطِّين⁣(⁣٢)، وأَنشد الأَزهريّ:

  بذِي وَدَعٍ يَحُلُّ بكُلِّ وَهْدٍ ... رَوَايَا الماءِ يَظَّلِمُ الوِئارَا

  وأَرْضٌ وَئرَةٌ كفَرِحَة: كَثيرَةُ، وفي بعض الأُصول: شديدةُ الأُوَارِ. وهو الحَرُّ، مَقْلُوبٌ، قال اللَّيْث: يقال من الإِرَة.

  والوَائِرُ: الفَزعُ، أَي ككَتِف عن ابن الأَعرابيّ.

  * ومّما يُسْتَدْرك عليه:

  الإِرَةُ: شَحْمَةُ السَّنَامِ؛ والإِرَةُ: استِعَارُ النّارِ وشِدّتُها؛ والإِرَةُ: الخَلْعُ. كل ذلك عن ابن الأَعرابيّ، ويُريد بالخَلْع أَنْ يُغْلَى اللَّحْمُ والخَلُّ إِغْلاءً. ثمّ يُحْمَل في الأَسْفَار.

  والإِرةُ: العَدَاوَة قال:

  لمُعالِجِ الشَّحْنَاءِ ذي إِرَةٍ

  وقال أَبو عُبَيْد: الإِرَةُ: المَوْضع الذي تكون فيه الخُبْزَة، قال، وهي المَلَّةُ. وقال غيره: الإِرَةُ: الْموْءُورةُ: مستَوْقَدُ النّار تحتَ الحَمَّام وتَحْت أَتُّونِ الجِرَارِ [والجصّاصَةِ]⁣(⁣٣)، إِذا حَفَرْتَ حُفْرةً لإِيقاد النّار كذا في اللسان.

  [وبر]: الوَبَرُ، محرّكةً؛ صُوفُ الإِبل والأَرانبِ ونَحوِهَا. ج: أَوْبَارٌ، قال أَبو منصور: وكذلك وَبَرُ السَّمُّورِ والثَّعَالبِ والفَنَكِ، الواحد وَبَرَةُ. وقد وَبِرَ البَعيرُ، بالكَسْر، وهو وَبرٌ وأَوْبَرُ: كثيرُ الوَبَرِ، وهي وَبِرَةٌ ووَبْرَاءُ، وفي الحديث: «أَحَبُّ إِلَيَّ من أَهْل الوَبَر والمَدَر»، أَي أَهل البَوَادِي والمُدُنِ والقُرَى، وهو من وَبَرِ الإِبلِ لأَنّ بُيُوتَهُم يَتَّخِذونَهَا منه.

  وبَنَاتُ أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ مُزْغِبٌ. وقال أَبو حنيفة: بَنَاتُ أَوْبَرَ: كَمْأَةٌ كَأَمْثَال الحَصَى صِغَارٌ، وهي رَدِيئةُ الطَّعْم، وهي أَوَّل الكَمْأَةِ. وقال مرّةً: هي مثلُ الكَمأةِ وليستْ بكمأَة. وقال الأصمعيّ: يقال للمُزْغِبَة من الكَمْأَةِ: بَنَاتُ أَوْبَرَ، وَاحدُها ابن أَوْبَرَ، وهي الصِّغار. وقال أَبو زيد: بَنَاتُ الأَوْبَرِ كَمَأَةٌ صِغارٌ مُزَغَّبَةٌ بلَوْنِ التُّرَابِ، وأَنشد⁣(⁣٤):

  ولقد جَنَيْتُكَ⁣(⁣٥) أَكْمُؤاً وَعسَاقِلاً ... ولقدْ نَهيْتُكَ عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ

  ويقال: لَقِيتُ منه بَنَاتِ أَوْبَرَ، أَى الدَّاهِيَة، نقلَه الصاغانيّ.

  ومن المَجاز: وَبَّرَ رَأْلُ النَّعَامِ تَوْبِيراً: ازْلَغَبَّ⁣(⁣٦)، نقله الصّاغَانيّ والزَّمخشريّ.

  ومن المَجَاز: وَبَّرَ الرّجلُ تَوْبِيراً: تَشَرَّدَ وتَوَحَّشَ فصار مع الوَبْر في التَّوَحُّشِ، قال جَرِيرٌ:

  فما فارَقْتَ كِنْدَةَ عن تَرَاضٍ⁣(⁣٧) ... ومَا وَبَّرْتَ في شُعَبَى ارْتِعابا

  أَو وَبَّرَ تَوْبيراً، أَقامَ في مَنْزِله حِيناً لَا يَبْرَحُ، وفي التَّهْذِيب فلمْ يَبْرَحْ، ووَبَّرَ الأَيِّلُ - بفَتْح الهمزة وتَشْدِيد التّحْتِيَّة المكسورَة - أَو الثَّعْلبُ في عَدْوِه تَوْبِيراً، إِذا مَشَى على وَبَرِ قَوَائِمه في الحُزُونَة، ضِدّ السُّهولة من الأَرض، لِيَخْفَى أَثَرُهُ فلا يَتَبَيَّن، وقال الزمخشريّ: لئلا يُقْتَصَّ أَثَرُهُ؛ ويقال: وَبَّرَت الأَرْنبُ في عَدْوِهَا، إِذا جَمعَت برَاثِنَها لتُعَفِّيَ أَثَرَهَا، قال أَبو منصور: والتَّوْبير: أَنْ تَتْبَع المَكانَ الذي لا يَستبِين أَثَرُهَا فيه لصَلابَته. وذلك أَنها إِذا طُلِبَتْ نَظَرتْ إِلى صَلَابةٍ من الأَرض وحَزْنٍ فَوَثَبتْ عليه لئلّا يَستَبينَ أَثَرُها لصَلَابَته، قيل: وإِنمّا يُوَبِّرُ من الدَّوابِّ الأَرْنَبُ وعَنَاقُ الأَرض أَو الوَبْرةُ. قلْت: وهو قَول أَبي زيدٍ، ونَصّه: إِنّما يُوَبِّرُ من الدّوابّ الأَرنَبُ وشيءٌ آخَرُ لم نَحفظْه. وفي التهذيب: إِنّمَا يُوَبِّرُ من الدَّوَابّ التُّفَه وعَنَاقُ الأَرضِ والأَرنبُ. والوَبْرةُ التي ذَكرَها المصنّف يحْتَمل أَن تكون هي التُّفَه الذي ذَكرَه الأَزهريّ، أَو غيرَه، وسَيُبَيِّنه قريباً في كلامه.


(١) في اللسان «الممددة» تحريف.

(٢) وهي رواية اللسان.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) في التهذيب: وأنشد الأحمر.

(٥) في التهذيب: ولقد بنيتك.

(٦) ازلغبّ أي طلع ريشه.

(٧) صدره في التهذيب:

فما عرفتك كِندة عن يقينٍ