تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وفر]:

صفحة 595 - الجزء 7

  شيْءٍ، ج وُفُورٌ، وقد وَفرَ المالُ والنَّبَاتُ والشيءُ بنفْسه، ككَرُمَ ووَعَدَ، وَفَارَةً ووَفْراً ووُفُوراً وفِرَة ككَرَامَة ووَعْدٍ وقُعُودٍ وعِدَةٍ، أَي كَثُرَ، فهو وَافِرٌ. واتَّفَرَ الشيءُ: وَفَرَ.

  يقال: وَفَرْتُه فاتَّفَرَ، أَنشد الأَصمعيُّ لبَشير بن النِّكْث يصف دَلْواً:

  وحَوْأَبٍ أَثْجَرَ وُفِّى فاتَّفَرْ⁣(⁣١)

  ويقال: أَرْضٌ وَفْرَاءُ، إِذا كان في نَبَاتهَا فِرَةٌ، أَي كَثْرة.

  وهذه أَرضٌ [في] نَبَاتها وَفْرٌ ووَفْرَةٌ وفِرَةٌ، أَي وُفُورٌ لم تُرْعَ.

  وقال الأَزهريّ: والمُسْتَعْمَل في التَّعدِّي وَفَّرَهُ تَوْفيراً، أَي كَثَّرَهُ، كوَفَرَ له مالَهُ.

  ووَفَرَه، كوَعَدَه، وَفْراً وفِرَةً، ووَفَّرَهُ: جعلَه وَافِراً. وفي الحديث: «الحمدُ لله الذي لا يَفِرُه المَنْعُ» أَي لا يُكْثِرُه.

  ومن المَجاز: وَفَرَه عِرْضَه وَفْراً وفِرَةً، ووَفَّرَهُ لَهُ تَوْفيراً: أَثْنَى عليه ولم يَشْتِمْه ولم يَعِبْه كأَنّمَا أَبْقَاه له كثيراً طَيّباً لم يَنْقُصْه بشَتْم قال:

  أَلِكْنِي وفِرْ لابنِ الغَريرَةِ عِرْضَهُ ... إِلى خالِدٍ من آل سَلْمَى بنِ جَنْدَلِ

  ووَفَرَ عِرْضه ووَفُرَ كوَعَدَ وكَرُمَ: كَرُمَ ولم يُبْتَذَل. ووَفَرَهُ عَطَاءَهُ وَفْراً: رَدَّهُ عليه وهو رَاضٍ، أَو مُستَقِلٌّ له.

  ووَفَّرَهُ⁣(⁣٢) تَوْفيراً: أَكْمَلَهُ وجَعَلَهُ وَافِراً. ووَفَر الثَّوْبَ: قَطَعَه وَافِراً، وكذلك السِّقاءَ، إِذا لم يُقْطَع من أَدِيمه فَضْلٌ.

  والوَفْرَاءُ، ممدوداً: المَلأَى المُوَفَّرَة المِلءِ، والوَفْراءُ: المَزَادَةُ الوَافِرَةُ الجِلْدِ التَّامَّةُ التي لم يُنْقَص من أَدِيمِها شيءٌ. والوَفْرَاءُ: الأُذُنُ العَظيمَةُ الضَّخْمةُ الشَّحْمةِ.

  ووَفْراءُ: ع نقله الصاغانيّ وياقوت. والوَفْراءُ: الأَرْضُ التي لم يَنْقُص من نَبْتِها شيْءٌ قال الأَعشَى:

  عَرَنْدَسَةٍ لا يَنْقُصُ السَّيْرُ غَرْضَها ... كأَحْقَبَ بالوَفْراءِ جَأْبِ مُكَدَّمِ⁣(⁣٣)

  والوَفْرَةُ: الشَّعرُ المُجْتَمِعُ على الرأْس، أَو ما سالَ على الأُذُنَيْن منه، أَو ما جَاوَزَ شَحْمَةَ الأُذُنِ، وقيل: الوَفْرةُ أَعظمُ من الجُمَّة، قال ابنُ سيدَه: وهذا غَلطٌ، إِنّمَا هي الوَفْرَةُ ثم الجُمَّة ثمّ اللِّمَّةُ. فالوَفْرَة: ما جاوزَ شَحْمَةَ الأُذُنَيْن. واللِّمَّة ما أَلَمَّ بالمَنْكِبَيْن. وفي التَّهْذيب: والوَفْرَة: الجُمَّة من الشَّعر إِذا بَلَغَت الأُذُنَيْن، وقيل: الوَفْرَةُ: الشَّعرة إِلى شَحْمَةِ الأُذُنِ، ثم الجُمَّةُ ثم اللِّمَّةُ، ج وِفَارُ، بالكَسر. قال كُثَيِّر عَزّة:

  كأَنّ وِفَارَ القَوْمِ تَحْتَ رِحَالهَا ... إِذا حُسِرَتْ عنْها العَمَائمُ عُنْصُلُ

  وقال ابنُ دُرَيْد: الوَافِرَة: أَلْيَةُ الكَبْشِ إِذا عَظُمَتْ، في بعض اللّغَات⁣(⁣٤).

  ومن المَجاز: الوافرَةُ: الدُّنْيَا، على التّشْبيه، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:

  وعَلَّمَنَا الصَّبْرَ آباؤُنَا ... وخُطَّ لنا الرَّمْيُ في الوَافِرَهْ

  كأُمِّ وَافِرَةَ، وهذه نقلَها الصّاغانيّ. وقيل الوَافِرَةُ في قول الشاعر: الحَيَاةُ، وقيل: الوَافِرَة: كُلُّ شَحْمَةٍ مُسْتَطِيلَةٍ.

  والوَافِرُ: البَحْرُ الرّابعُ من بحور العَرُوض وَزْنُه مُفَاعَلَتُنْ ستّ مَرّات، كذا نقلَه الصاغَانيّ، وفي اللسان مُفاعلتنْ مفاعلتن فعولنْ، مرَّتين، أَو مفاعلتن مفاعلتن، مرَّتين، سُمِّي هذا الشَّطْرُ وافِراً لأَن أَجزاءَه مُوَفَّرة له وُفُورَ أَجزاءِ الكامل، غير أَنه حُذِف من حُرُوفه فلمْ يَكْمُل. والمَوْفُور والمُوَفَّرَ منه، كمُعَظَّمٍ: كلُّ جُزْءٍ يَجوز فيه الزِّحافُ فيَسْلم منه، قال ابن سيده: هذا قَول أَبى إِسحاقَ. قال: وقال مَرَّةً: المَوْفُور: ما جَازَ أَنْ يُخْرَمَ فلم يُخْرَم⁣(⁣٥) وهو فعولن ومَفاعيلنْ ومفاعلتن، وإِن كان فيها زِحافٌ غير الخَرْمِ فلم تَخْلُ من أَن تَكُون موفُورةً، قال: وإِنما سُمِّيَت موفورةً لأَنّ أَوْتادَها تَوَفّرتْ.

  ومن المَجاز: تَوَفَّرَ عليه، إِذا رَعَى حُرُمَاتِه وبَرَّهُ.


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) في اللسان: ووَفَر الشيءَ: أكمله.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: عرندسة هي الناقة الشديدة والغرض للرحل بمنزلة الحزام للسرج يريد أنها لا تضمر في سيرها فيقلق غرضها. والأحقب: الحمار، الذي بموضع الحقب منه بياض شبهها به لصلابته، والجأب الغليظ ومكدم: معضض، أي كدمته الحمير وهو يطردها عن عانته اهـ لسان».

(٤) الجمهرة ٣/ ٤٠٣.

(٥) بالأصل «يحرم» وما أثبت عن القاموس واللسان.