تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هطر]:

صفحة 625 - الجزء 7

  وهَصَرَ، قِرْنَه يَهْصِرُه هَصْراً: غَمَزَه. وهو مَجاز، وهَصَرَ رأْسَ الفَرِيسَةِ وبَرْأَسِها، إِذا افْتَرَسها، وهو مَجاز.

  ومن المَجاز قَول امرئ القَيْس:

  ولَمّا تَنازَعْنَا الحَدِيثَ وأَسْمَحَتْ ... هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذي شَمَارِيخَ مَيّالِ

  قوله: تَنازَعنا الحديثَ، أَي حدّثَتِني وحَدَّثْتُهَا، وأَسْمَحَت: انْقادتْ وتَسَهّلت بعد صُعوبَتِهَا، وهَصَرْتُ: جَذَبْت، وأَرادَ بالغُصْنِ جِسْمَها وقَدَّها في تَثَنِّيه ولِينِه كتَثَنِّي الغُصن، وشَبّه شَعرَها بشَمارِيخِ النَّخْلِ في كَثْرتهِ والْتفَافِه.

  [هطر]: هَطَرَ، أَهمله الجوهَرِيّ، وقال اللّيْثُ: هَطَرَ الكَلْبَ يَهْطِرهُ هَطْراً: قَتَلَه بالخَشَبَة، وكذلك هَبَجَه وهَزَرَه، قاله ابن القَطّاع. أَو هو مُطْلَقُ الضَّرْبِ هَطَرَه يَهْطِرُه هَطْراً، قاله ابنُ دُرَيْد⁣(⁣١)، وقال: لا أَحسَبُها عربيّة صحيحَة.

  والهَطْرَةُ: تَذَلُّلُ الفَقِيرِ لِلْغَنيّ إِذا سَأَلَه، عن ابنِ الأَعْرَابيّ.

  وهَاطَرَى مَقْصُوراً عَلَمٌ.

  وهَاطْرَى بسكون الطاءِ⁣(⁣٢): ة، بسُرّ مَنْ رَأَى، بينها وبين الجعفريّ ثَلاثة فَراسِخ، وهي دون تَكْرِيت، وأَسْفَل منها الخَربَة، وكان أَكثرَ أَهْلها اليَهُودُ، قال ياقوت: وإِلى الآنَ يقولُون: كأَنَّك من يَهُودِ هَاطْرَى.

  وهَاطْرَى: ة بأَرْضِ مَيْسَانَ مُقابل المَذَارِ، طَيّبة نَزِهَةٌ كثيرةُ النَّخْلِ والشَّجَر والمِياه والدَّجَاج.

  وتَهَطَّرَت البِئْرُ: تَهَوَّرَت، نقله الصاغانيّ:

  [هعر]: الهَيْعَرَةُ، أَهمله الجوهَرِيّ، وقال الصّاغَانيّ: هو الغُولُ، وقيل: المَرْأَةُ الفاجِرَةُ. وقد هَيْعَرَت، إِذا فَجَرَت، نقله ابنُ القَطّاع، أَو هي المَرْأَةُ النَّزِقَةُ، نقله الصاغانيّ.

  قلتْ: وهي التي لا تَستقرُّ من غير عِفَّة، كالعَيْهَرَة. وقال ابنُ دريْد⁣(⁣٣): الهَيْعَرَةُ: الخِفَّةُ والطَّيْشُ، وقال بعضُهم: الهَيْعَرُونُ: الدّاهِيَة، وتُسَمَّى العَجوزُ المُسِنَّةُ هَيْعَروناً، من ذلك، زَادَ الصَّاغَانِيّ: كما قيل لها الحَيْزَبون، قال الأَزهريّ: ولا أَحُقُّ الهَيْعَرونَ ولا أُثبِتُه ولا أَدرِي ما صِحّته.

  وقال الليث: هَيْعَرَت المرأَةُ وتَهَيْعَرَت، إِذا كانت لا تستقِرُّ في مَكان، وكذلك عَيْهَرَت وتَعَيْهَرَت: قال أَبو منصور: كأَنّه عنده مقلوب منه، لأَنّه جعلَ مَعْناهما وَاحداً.

  * وممّا يسْتَدْرَك عليه:

  [هفرفر]: هَفَرْفَرْ، كسَفرجل، من قُرَى مَرْو، نقله ياقوت.

  [هقر]: الهَقَوَّر، كعَذَوَّر، وأَوضحُ منه كعَمَلَّسِ: الطَّوِيلُ الضَّخْمُ الأَحْمَقُ من الرَّجال، وهو الهِرْطال والهِرْدَبَّة والقَنَوَّر، وأَنشد أَبو عَمْرو لِنِجَادٍ⁣(⁣٤) الخَيْبَرِيّ:

  ليسَ بجِلْحَابٍ ولا هَقَوَّرِ ... لكنَّه البُهْتُرُ وابنُ البُهْتُرِ

  عِضٌّ لَئيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ⁣(⁣٥)

  والهُقَيْرَة، تصغير الهُقْرَةٌ، بالضّمّ، وهو وَجَعٌ للغَنَمِ، كذا في اللسان.

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  هَقْرُو: قريةٌ بمصرَ من الأُشْمُونِين.

  [هكر]: الهَكْرُ: العَجَبُ أَو أَشَدُّه، ويُكْسَرُ ويُحرَّك، والفِعل كضَرَب وفَرِحَ، يقال: هَكِر يَهْكَر هكراً، مثل عَشِقَ يَعْشَقُ عِشْقاً وعَشَقاً. والهَكِرُ: المُتَعَجِّبُ، ويقال: اعْجَبْ لذلك واهْكَرْ، أَي تَعَجَّبْ أَشدَّ العَجَبِ، قال أَبو كَبير الهُذَلِيّ:

  أَزُهَيْرَ وَيْحَكِ لِلشَّبابِ المُدْبِرِ ... والشَّيْبُ يَغْشَى الرَّأْسَ غَيْرَ المُقْصِرِ

  فَقَدَ الشَبَابَ أَبوكِ إِلّا ذِكْرَهُ ... فاعْجَبْ لذلك رَيْبَ دَهْرٍ واهْكَرِ

  بدأَ بخِطَاب ابنَتِهِ زُهَيْرَةَ، ثمّ رجعَ فخاطَبَ نَفْسَه فقال: اعْجَبْ لذلك واهْكَرِ.

  ويقال: ما فيه مَهْكَرٌ ومَهْكَرَةٌ أَي مَعْجَبٌ ومَعْجَبَة.


(١) الجمهرة ٢/ ٣٧٧.

(٢) قيدها ياقوت بسكون الطاء فيلتقي ساكنان وفتح الراء. وسياق القاموس يقتضي فتح الطاء على أنها معطوفة على ما قبلها.

(٣) الجمهرة ٢/ ٣٧٧.

(٤) صححه في المطبوعة الكويتية «بجاد».

(٥) الجلحاب: الكثير الهم، البهتر: القصيرة.