تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هير]:

صفحة 631 - الجزء 7

  وقَلْبُكَ في اللهْوِ مُسْتَيْهِرُ

  واليَهْيَرُّ: الكَذِبُ. واليَهْيَرُّ: دُوَيْبَةٌ تكون في الصّحَارى، أَعْظَمُ من الجُرَذِ، وَاحدتُه يَهْيَرَّةٌ، أَنشد ابن شُمَيْل:

  فَلَاةٌ بهَا اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنَّهَا ... خُصَى الخَيْلِ قد شُدَّتْ عليها المَسَامِرُ

  واليَهْيَرُّ: الحَنْظَلُ، وهو أَيضاً: السَّمُّ، وقد نُقِلَ فيهما التَّخفيف. واليَهْيَرُّ: صَمْغُ الطَّلْحِ، عن أَبي عَمْرو، وأَنشد:

  أَطْعَمْتُ⁣(⁣١) رَاعيَّ من اليَهْيَرِّ ... فظَلَّ يَعْوِي⁣(⁣٢) حَبَطاً بشَرِّ

  خَلْفَ اسْته مثْلَ نَقيقِ الهِرِّ

  قِيل: سُمِّي به على التّشبيه بالحجارة الحُمْر الصُّلْبة.

  واليَهْيَرَّةُ، بهاءٍ، من النُّوق، قال ابنُ شُمَيْل: قيل لأَبي أَسْلَم: ما الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأَخلافِ؟ فقال: الثَّرَّةُ: الساهِرَةُ العِرْقِ، تَسمَع زَمِيرَ شُخْبِها وأَنت من ساعةٍ. قال: واليَهْيَرَّة: الّتِي يَسِيلُ لَبَنَهَا كَثْرَةً. وناقةٌ ساهِرَةُ لعِرْقِ: كثيرةُ اللّبَنِ.

  وربَّمَا زادوا فيه الأَلِفَ فقالُوا: اليَهْيَرَّى، مَقْصُوراً مُشَدَّداً، وهو: المَاءُ الكَثيرُ، كاليَهْيَرّ.

  واليَهْيَرَّى من أَسماءِ الباطِل، يقال منه: ذَهبَ مَالُه في اليَهْيَرَّى، وقال أَبو الهَيْثَم: ذهبَ صاحِبُك في اليَهْيَرَّى، أَي في الباطِل.

  واليَهْيَرَّى. نَبَاتٌ أَو شَجَرٌ، الأَخِيرُ عن ابن هانِئ⁣(⁣٣)، زِنتُه يَفْعَلّى أَو فَعْيَلَّى أَو فَعْلَلَّى.

  قالِ سيبويه في الكتاب: أَما يَهْيَرّ مشدَّدةً فالزيادةُ فيه أُوْلَى، لأَنّه ليس في الكلام فَعْيَلُّ، وقد ثُقِّل آخِرُ ما أَوّله زيادةٌ كمكوَرّ، دون الثلاثيّ الذي أَوسطُه زيادة كفَوْعَل وفَعْيَل، ولو كانت يَهْيَرّ مخفَّفةَ الياءِ كانت الأُولى هي الزائدةَ أَيضاً، لأَنّ الياءَ إِذا كانت أَوّلا بمنزلة الهمزة. وقال الصاغانيّ: واختَلَفوا في تَقديره، قيل: إِنّه يَفْعَلٌّ، وقد حَكاه الجوهريّ، وقيل: إِنّه فَعْيَلٌّ. والياءُ الثانية زائدةٌ. وقيل: إِنه فَعْلَلٌّ.

  وهِيرٌ، بالكسْر: ع، بالبَادِيَة، عن اللّيْث.

  والهَيَارُ، كسَحَابٍ: الّذي يَنْهَارُ كما يَنْهَار الرّمْلُ ويَسْقُط.

  قال كُثَيّر:

  فمَا وَجَدُوا مِنكَ الضَّرِيبَةَ هَدَّةً ... هَيَاراً ولا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَمَا

  * ومّما يسْتَدرَك عليه:

  تَهَيَّر الجُرْفُ والبِنَاءُ: انْهَدَمَ.

  وهَيَّرْتُ الجُرْفَ فتَهيَّرَ، لغة في هَوَّرْتُه فتَهَوَّرَ.

  والهائِرُ: السّاقطُ، وقد تقدّم أَيضاً في الواو.

  ويقال: اسْتَيْهِرْ بإِبلِك واقْتَيِلْ وارتجِعْ، أَي استَبدِلْ بها إِبِلاً غيرَها، وسيأْتي في ي هـ ر. واقْتَيِلْ هو افْتَعِل من المقَايَلَةِ في البَيع والمبَادَلة⁣(⁣٤).

  ويقال: ذَهبَ في اليَهْيَرّ، أَي الرِّيحِ، عن شَمِر.

  ويقال للرَّجُل إذا سأَلتَه عن شيْءٍ فأَخْطَأَ: ذَهَبْتَ في اليَهْيَرَّى. واينَ تَذْهَبْ تَذْهَبْ في اليَهْيَرَّى. وزعمَ أَبو عبَيْدَة أَنّ اليَهْيَرَّى الحِجَارةُ.

  والمسْتَيْهِر: المتَمادِي في اللَّجاجة.

  وقال الفَرّاءُ: يقَال: قد اسْتَبْهَرْتُ أَنّكم قد اصطَلَحْتُم؛ مثل: اسْتَيْقَنْت. وذَكرَه المصنّف في «وه ر» استطراداً، ويأْتي له في «ي هـ ر» أَيضاً.

  وإِذا كان التَّيْهور من تَهَيَّرَ الجُرْفُ فمَوضِع ذِكرِه هنا، وقد تقدَّم.

  واليَهْيَرُّ⁣(⁣٥)، مُشدّد الآخِرِ: الصُّلْب، عن الأَحمر، كأَنّ هاءَه عن همزة.


(١) التهذيب: «أشبعت» واللسان فكالأصل.

(٢) التهذيب: «يبكي» وضبطت فيه حبطاً بكسر الباء، وما أثبت ضبطه عن اللسان، وكلاهما صحيح، وكلاهما بمعنى انتفاخ البطن.

(٣) في التهذيب واللسان عن ابن هانئ: «اليَهْبَرُّ: شجر» وعبارة اللسان: شجرة.

(٤) التهذيب واللسان: في البيع: المبادلة بدون واو.

(٥) عن التهذيب واللسان وبالأصل «الهير».