تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يشر]:

صفحة 641 - الجزء 7

  أَلَا يا لَيْتَنِي عاصَيْتُ طَلْقاً ... وجَبّاراً ومَنْ لي مِنْ أَميرِ

  طَلْقٌ أَخوها، وجَبَّارٌ ابنُ عمّها، والأَمير هو المُستشار.

  قال المبرّد: الياءُ من نفس الكملة. وعِبارة المعجم: فلَمّا حصلتْ بين قَومها قالت: اشتَروني منه فإِنّه يَرى أَنّي لا أَختار عليه أَحداً؛ فسَقَوه الخمرَ ثمّ سامُوه⁣(⁣١) فيها، فقال: إِن اختارتْكم فقد بِعتُكم⁣(⁣٢)، فلمّا خَيّرُوها قالت: أَمَا إِني لا أَعْلَم امرأَةً أَلْقَت سِتْرَها على خَيرٍ منك أَغْنَى غَنَاءً وأَقلّ فَحْشَاء وأَحْمَى لحقيقَةٍ⁣(⁣٣)، ولقد وَلدتُ منك ما عَلمْتَ، وما مرّ عليَّ يومٌ مذ كنتُ عندَك إِلّا [و] الموتُ أَحبّ إِليّ من الحَيَاة فيه، إِني لم أَكن أَشاءُ أَنْ أَسمع امرأَةً تقول: قالت أَمَةُ عُروة إِلّا سمعتُه، لا والله لا أَنظُر إِلى وَجْهِ امرأَةٍ سمعْتُ ذلك منها أَبداً، فارجِع راشداً وأَحْسِنْ إِلى وَلَدِك. فقال:

  سَقوني الخمر ..

  إِلخ، وبعدَه:

  وقالوا: لَسْتَ بعدَ فِداءِ سَلْمَى ... بِمُفْنٍ ما لَدَيك ولا فَقيرِ

  ويُروَى: في عِضَاه اليَسْتَعُورِ. قالوا وعَضَاهُ اليَسْتَعُورِ: جَبلٌ لا يكاد يَدخُله أَحدٌ [إِلّا]⁣(⁣٤) ويرجع من خَوْفه. ويقال: ذهب اليَسْتَعُور، أَي في الباطِل، نقله الصاغانيّ.

  واليَسْتَعُورُ أَيضاً: الكِسَاءُ الذِي يُجْعَل على عَجُزِ البَعيرِ، نقَله الصاغانيّ.

  وقيل: اليَسْتَعُور: شَجَرٌ، وبه فسّر الجوهريّ شِعرَ عُرْوَة، ويُصْنَع منه المَسَاوِيكُ، ومَسَاوِيكُه غايةٌ جَوْدَةً، إِنقاءً للثَّغْر وتَبْيِيضاً له، ومَنَابِتُه بالسَّرَاة، وفيها شيْءٌ من مَرَارةٍ مع لِينٍ، وهو فَعْلَلُولٌ.

  قال سيبويه: الياءُ في يَسْتَعُور بمنزلةِ عَين عَضْرَفُوط⁣(⁣٥)، لأَن الحروف الزوائدَ لَا تَلحَق بناتِ الأَربعةِ أَوّلاً إِلّا الميم التي في الاسم المبنيّ الذي يكون على فِعْله، كمُدَحْرج وشِبْهه، فصار كفِعْل بَناتِ الثلاثةِ المَزيد. وفي ارتِشاف لضَّرَب لأَبي حَيّان: ويَسْتَعُور يَفْتَعُول، ووزنه عند سيبويه فَيَعْلُول، وجزمَ ابنُ عُصْفُور في المُمْتِع بأَنّه فَعْلَلُول، ولم يَحْكِ يَفْتَعُول. انتهى.

  وقيل في معنَى قولِهم: ذَهَب في اليَسْتَعُور، أَي في نارِ الله الحاميَةِ، كأَنّه يُرَاد السَّعيرُ، ووَزْنه فَعْلَلُول، نقله الصاغانيّ هكذا.

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  [يشر]: يشر، أَهمله كلّهم، وقد جاءَ منه مِيشارٌ، كمِحْرَاب: بَلدة من نَوَاحِي دُنْبَاوَنْد، كثيرةُ الخَيرات والشَّجرِ. ونقله ياقوت.

  [يعر]: اليَعْرُ: الشاةُ أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عند زُبْيَةِ الذِّئْبِ أَو الأَسَدِ. قال البُرَيقُ الهُذَلِيّ وكان قد تَوجَّهَ قومُه إِلى مصرَ في بَعْثٍ فبكَى على فَقْدِهم:

  فإِن أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجِيعِ ووِلْدُه⁣(⁣٦) ... ويُصْبِحَ قَوْمِي دونَ أَرْضِهِمُ مِصْرُ

  أَسائِلُ عنهمْ كلَّمَا جاءَ راكِبٌ ... مُقِيماً بأَمْلاحٍ كمَا رُبِطَ اليَعْرُ

  جعلَ نَفسَه في ضَعْفِه وقِلّةِ حِيلتهِ كالجَدْيِ المربوطِ في الزُّبْيَة، والرَّجِيعُ والأَمْلاحُ: مَوضعَانِ. كاليَعْرَةِ⁣(⁣٧)، ومنه المثَلُ: «هو أَذَلُّ من اليَعْرِ» وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: «وتُرْوِيه فِيقَةُ⁣(⁣٨) اليَعْرَةِ». هي العَنَاق. واليَعْرُ: الجَدْيُ، وبه فسَّر أَبو عُبيد قَولَ البُرَيْق، قال الأَزهريّ: وهكذا قال ابنُ الأَعرابيّ وهو الصواب، رُبِطَ عند زُبْيَةِ الذِّئب أَو لم يُرْبَط.

  واليَعْرُ: شَجَرٌ.

  وقال الصاغانيّ: يَعرٌ: جَبَلٌ. وقيل: د، وبه فَسّر السّكريُّ قول ساعِدَةَ بنِ العَجْلان:

  تَرَكْتَهُمُ وظِلْتَ بجَرِّ يَعْرٍ⁣(⁣٩) ... وأَنتَ ظَنَنْتَ ذُو خَبَبٍ مُعِيدُ

  واليُعَارُ، كغُرَاب: صَوْتُ الغَنَمِ، أَو صَوتُ الْمِعْزَى، أَو الشَّدِيدُ من أَصْوَاتِ الشَّاءِ، قال:


(١) معجم البلدان: ساوموه.

(٢) معجم البلدان: بعتها منكم.

(٣) عن معجم البلدان وبالأصل «لحقيبته».

(٤) زيادة عن معجم البلدان.

(٥) تقدم قريباً قول المبرد أن الياء «في يستعور» من نفس الكلمة.

(٦) في المطبوعة الكويتية: «وولدةٌ».

(٧) في القاموس: «أو هو عام كاليعرة».

(٨) الفيقة: ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين، لسان.

(٩) عن معجم البلدان «يعر» وبالأصل «بحر».