تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جعز]:

صفحة 30 - الجزء 8

  الزّمخْشَرِيّ: وهو ما يُجْلَزُ به، أَي يُعْصَبُ، من عَقَبٍ وغَيْرِه.

  والجَلْزُ: مُعْظَمُ السَّوْطِ، هكذا هو في النُّسخ، والّذِي في اللّسَان: جَلْزُ السِّنَانِ: أَعْلَاه، وقِيل: مُعْظَمُه، وقيل: هو الحَلْقَةُ المُسْتَديرَةُ في أَسْفَلِ السِّنانِ؛ ويقال لأَغْلَظِ السِّنَان جَلْزٌ.

  والجَلْز: الذَّهَابُ في الأَرْضِ مُسْرِعاً، كالجَلِيزِ، كأَمِيرٍ، والتَّجْلِيزِ، هذه عن أَبي عَمْرٍو، وأَنشد لِمِرْداسٍ الدُّبَيْرِيّ:

  ثُمَّ سَعَى في إِثْرِهَا وجَلَّزَا

  والجَلْز: مَقْبِضُ السَّوْطِ، سُمِّيَ باسْمِ ما يُجْلَزُ به.

  والجَلَائِزُ: عَقَبَاتٌ⁣(⁣١) تُلْوَى عَلَى كُلّ مَوْضِعٍ من القَوْس، وَاحدُهَا جِلَازٌ وجِلَازَةٌ، بكَسْرِهما، قال الشَّمّاخ:

  مُدِلٌّ بِزُرْقٍ لا يُدَاوَى رَمِيُّهَا ... وصَفْرَاءَ من نَبْعٍ عليها الجَلائزُ

  ولا تكون الجَلَائزُ إِلاّ من غَيْرِ عَيْب. وقيل الجِلَازُ⁣(⁣٢) أَعمُّ من الجِلازَةِ، أَلا تَرَى أَنّ العِصابَةَ اسمُ التي للرَّأْسِ خاصَّةً، وكُلُّ شيءٍ يُعْصَب بِه شَيْءٌ⁣(⁣٣) فهو العِصَابُ.

  وإِذ كان الرجُلُ مَعْصُوبَ الخَلْقِ واللَّحْمِ قيل: رَجُلٌ مَجْلُوزُ اللَّحْمِ والخَلْقِ، ومنه اشتُقّ ناقَةٌ جَلْسٌ، السِّين بدلٌ من الزاي، وهي الوَثِيقَةُ الخَلْقِ.

  ومن المَجَاز: رَجُلٌ مَجْلُوزُ الرَّأْيِ، أَي مُحْكَمُهُ، نقله الصاغانيّ.

  والجِلْوَاز، بالكَسْر: الشُّرَطِيّ، أَو هو الثُّؤْرُورُ⁣(⁣٤)، ج الجَلاوِزَةُ وجَلْوَزَتُهم: شِدّةُ سَعْيِهم بين يَدَيِ الأَمِيرِ، قالَه الزمخشريّ، وفي سَجَعاتِه: المَرَاوِزَة أَكْثَرُهم جَلَاوِزَة.

  والجِلَّوْزُ، كسِنَّوْرٍ: البُنْدُقُ، عربيّ حَكاه سِيبويه. ونقل الأَزْهَرِيّ في ترجمة «شكر»: والجِلَّوْز: نبتٌ له حَبٌّ إِلى الطُّولِ ما هُوَ، ويُؤْكَلُ مُخُّه، شِبْه الفُسْتُق، وقال صاحبُ المنهاج: جِلَّوزٌ هو حَبُّ الصَّنَوْبَرِ الكِبَارُ.

  والجِلَّوْزُ أَيضاً: الضَّخْمُ الشُّجَاعُ من الرِجَال.

  ومِجْلَزٌ، كمنْبَرٍ: فَرَسُ عَمْرِو بن لأْيٍ التَّيْمِيّ، نقله الصاغَانِيّ، وفي بعض النُّسخ عَمْرو بن لُؤَيّ. والأَوّل أَصَحُّ.

  وأَبو مِجْلَزٍ، وكان أَبو عُبَيْدٍ⁣(⁣٥) يقولُه بفتح المِيم وكسر اللاَّم، ونَسَبَهُ ابنُ السِّكِّيت إِلى العَامَّة، وهو مشتقّ من جَلْزِ السَّوْط، وهو مَقْبِضُه، أَو من جَلْزِ السِّنَانِ، وهو أَغْلَظه، لاحِقُ بن حُمَيْدٍ، تابِعِيٌّ مشهورٌ.

  والجِلْئِزُ، كزِبْرِجٍ: المَرْأَةُ القَصِيرَةُ، قالَه الفرّاءُ، وأَنشد أَبو ثَرْوَانَ:

  فَوْقَ الطَّوِيلَةِ والقَصِيرَةِ شَبْرُها ... لا جِلْئِزٌ كُنُدٌ ولا قَيْدُودُ

  قال: هي الفِنْئِلُ أَيضاً.

  ويقال: جَلَّزَ تَجْلِيزاً: أَغْرَقَ في نَزْع القَوْس حَتَّى بَلَغَ النَّصْلَ، قال عَدِيّ:

  أَبْلِغْ أَبا قابُوسَ إِذْ جَلَّزَ النَّ ... زْعَ ولم يُؤخَذْ لِخَطًىْ يَسَرّ⁣(⁣٦)

  وجَلَّز تَجْلِيزاً: ذَهَبَ مُسْرِعاً، قاله أَبو عَمْرو، وقد تقدّم ذلك بعَينه، فهو تَكْرَار.

  والجَلْوَزَةُ: الخِفَّةُ في الذَّهَابِ والمَجِيءِ بَيْن يَدَيِ العامِلِ، وبه سُمِّيَت الجَلاوِزَة، وقد تقَدَّم⁣(⁣٧).

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  جَلَزَ رَأْسَه برِدَائه جَلْزاً: عَصَبَه، قال النابِغَة:

  يَحُثُّ الحُدَاةَ جالِزاً برِدائهِ⁣(⁣٨)


(١) التهذيب: عَقَبٌ.

(٢) عن التهذيب، وبالأصل: «الجلازة أعم من الجلاز».

(٣) في التهذيب: «يُعصَّب به فهو العصاب» باسقاط: «شيء».

(٤) الثؤرور أتباع الشرط.

(٥) اللسان: أبو عبيدة.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ولم يؤخذ لخطّى الخ كذا في النسخ كاللسان، والذي في التكملة: ولم يوجد لخطبي سر» وفي التهذيب: ولم يوجد كظبي يسُرْ.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «في نسخة المتن المطبوع زيادة: وجالز اسم، وقد استدركه الشارح بعد».

(٨) ديوانه وعجزه:

يقي حاجبيه ما تثير القنابلُ