تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الزاى

صفحة 37 - الجزء 8

  وقال زُهَيْرٌ:

  مُقْوَرَّةٌ تَتَبَارَى لا شَوَارَ لَهَا ... إِلاَّ القُطُوعُ على الأَجْوَازِ والوُرُكُ

  و في حديث أَبِي المِنْهَال: «إِنّ في النّارِ أَوْدِيَةً فيها حَيّاتٌ أَمْثَالُ أَجْوَازِ الإِبِلِ» أَي أَوْسَاطها. ويُقَالُ: مَضَى جَوْزُ اللَّيْلِ، أَي مُعْظَمُه.

  والجَوْزُ: ثَمَرٌ، م، معروفٌ، وهو الَّذِي يُؤْكلَ، فارِسِيّ مُعَرّبُ كَوْز. وقد جَرَى في لِسَانِ العَرَب وأَشْعَارِهَا، وَاحِدَتُه جَوْزَةٌ، وج: جَوْزاتٌ. قال أَبو حَنيفَةَ: شجر الجَوْزِ كثيرٌ بأَرْضِ العَرَب من بِلادِ اليَمَنِ يُحْمَلُ ويُرَبَّى، وبالسَّرَوَاتِ شَجَرُ جَوْزٍ لا يُرَبَّى وخَشَبه موصُوف بالصَّلابَة والقُوَّة قال الجعديّ:

  كأَنَّ مَقَطَّ شَرَاسِيفِه ... إِلَى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ

  لُطِمْنَ بتُرْسٍ شَدِيدِ الصِّفَا ... قِ من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَبِ

  وقال الجَعْدِيّ أَيضاً: وذكر سفينةَ نُوح #، فزَعَمَ أَنَّهَا كانت من خَشَبِ الجَوْزِ وإِنّمَا قال ذلك لصَلَابَةِ خَشَبِ الجَوْزِ وجَوْدَته.

  يَرْفَعُ بالقارِ والحَدِيدِ من ال ... جَوْزِ طِوَالاً جُذُوعُهَا عُمُمَا

  والجَوْز: اسمُ الحِجَاز نَفْسه كلّه، ويُقَال لِأَهْلِه جَوْزِيٌّ، كأَنّه لكَوْنه وَسَط الدُّنْيَا. والجَوْزُ: جِبَالٌ لِبَنِي صاهِلَةَ بن كاهلِ بن الحارِث بن تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بن هُذَيْل.

  وجِبَالُ الجَوْزِ: من أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ.

  والجَوْزاءُ: بُرْجٌ في السَّمَاءِ، سُمِّيَتْ لأَنّها مُعْترِضةٌ في جَوْزِ السماءِ، أَي وسطِها.

  وجَوْزَاءُ: اسمُ امرأَة، سُمّيَت باسم هذا البُرْجِ، قال الرّاعِي:

  فَقُلْتُ لأَصحابِي: هُمُ الحَيُّ فالْحَقُوا ... بجَوزاءَ في أَتْرَابِهَا عِرْسِ مَعْبدِ⁣(⁣١)

  والجَوْزاءُ: الشاةُ السَّوْدَاءُ الجَسَدِ الّتِي ضُرِبَ وَسَطُهَا بِبَيَاضٍ من أَعلاها إِلى أَسْفَلِهَا، كالجَوْزَةِ، هكذا في سائر النُّسخ، وهو غَلَط، والصّواب: كالمُجَوِّزَة⁣(⁣٢)، وقيل:

  المُجَوِّزَة من الغَنَم: التي في صَدْرِهَا تَجْوِيزٌ. وهو لَوْنٌ يُخَالِفُ سائرَ لَوْنِها.

  وجَوَّزَ إِبِلَهُ تَجْوِيزاً: سَقَاها⁣(⁣٣).

  والجَوْزَةُ، السَّقْيَةُ الواحِدَةُ من الماءِ، ومنه المَثَلُ: «لِكُلّ جائلٍ جَوْزَةٌ ثُمَّ يُؤَذَّنُ»، أَي لكلّ مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَة ثمّ يُمْنَعُ من الماءِ. وفي المحكم: ثُمَّ تُضْرَب أُذُنُه، إِعْلاماً أَنّه ليس له عِنْدَهم أَكْثَرُ من ذلك، ويُقَالُ: أَذَّنْتُه تَأْذِيناً، أَي رَدَدْتُه. وقيل: الجَوْزَةُ السَّقيَة التي يَجُوزُ بها الرجُلُ إِلى غَيْرِك؛ أَو الجَوْزَة: الشَّرْبَةُ مِنْه، أَي من الماءِ، كالجَائزَةِ، قال القُطَاميّ:

  ظَللْتُ أَسْأَلُ أَهْلَ الماءِ جائزَةً⁣(⁣٤)

  أَي شَرْبَةً من الماءِ، هكذا فَسَّروهُ.

  والجَوْزَةُ: ضَرْبٌ من العِنَبِ ليس بكَبِيرٍ ولكنّه يَصْفَرُّ⁣(⁣٥) جدًّا إِذا أَيْنَع.

  والجُوَازُ، كغُرابٍ: العَطَشُ.

  والجِيزَةُ، بالكَسْر: الناحِيَةُ والجانِبُ، ج جِيزُ، بحذف الهاءِ وجِيَزٌ، كعِنَب، والجِيزُ، بالكَسْر، جانِبُ الوادِي ونَحْوِه. كالجِيزَةِ، والجِيزُ: القَبْرُ قال المتنخِّل:

  يا لَيْتَهُ كان حَظِّي من طَعَامِكُمَا ... أَنِّي أَجَنَّ سَوَادِي عَنْكُمَا الجِيزُ

  فَسَّره ثَعْلَب بأَنّه القَبْر، وقال غيرُه بأَنّه جانِبُ الوادِي.

  ومن المَجَازِ: الإِجازَةُ في الشِّعْر مُخَالَفَةُ حَرَكَاتِ الحَرْف الّذِي يَلِي حَرْفَ الرَّوِيّ، بأَنْ يكونَ الحرفُ الذي


(١) ديوانه ص ٨٢ وانظر تخريجه فيه، وعجزه فيه:

بحوراء في أترابها بنت معبد

فلا شاهد في روايته.

(٢) ضبطت عن التكملة، وضبطت في التهذيب واللسان بفتح الواو المشددة.

(٣) بعدها في القاموس، وقد نبه له بهامش المطبوعة المصرية: والأَمرَ سوَّغه وأمضاه وجعله جائزاً.

(٤) قال في التكملة: وليس الشعر للقطامي، وإنما هو لعدي بن الرقاع وتمامه:

وفي المراكي لو جادوا بها نطفُ

(٥) عن اللسان وبالأصل «يصغر».