تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمز]:

صفحة 53 - الجزء 8

  يَذْكُرْه أَحدٌ من الأَئمّة، إِلا أَن يكُون تَصَحَّف على بعضهم، فليُنْظر.

  [حمز]: الحَمْزُ، كالضَّرْب: حَرَافَةُ الشَّيْءِ وشِبْه اللَّذْعَةِ فيه، كطَعْمِ الخَرْدل. وقال أَبو حاتم: تغدَّى أَعْرَابِيٌّ مع قَوْمٍ فاعْتمدَ على الخَرْدَل، فقالُوا: ما يُعْجبُك منه؟ فقال: حمْزُه وحَرَافَتُه⁣(⁣١).

  نقله الأَزهريّ.

  ومن المَجَاز: الحَمْزُ: التَّحْدِيدُ، في لُغة هُذيْل، يُقالُ: حَمَزَ حَدِيدته، إِذا حدَّدها، وقد جاءَ ذلك في أَشْعارِهم.

  والحَمْزُ: القَبْضُ: حَمَزه يَحْمِزُه: قبَضَه وضَمَّهُ.

  وحَمَزَ الشَّرَابُ اللِّسانَ يَحْمِزُه: لَذَعَه من حَرَافَته.

  والحَمَازةُ، كسَحَابَة: الشِّدَّةُ والصَّلابَةُ، وقد حَمُزَ، ككَرُم، فهو حَمِيزُ الفُؤَادِ وحامِزُه، أَي صُلْبُ الفُؤادِ، ويُقال: حامِزٌ وحَمِيزٌ: نَزٌّ خَفيفُ الفُؤادِ شَدِيدٌ ذكِيٌّ ظرِيفٌ.

  وأَحْمَزُ الأَعْمالِ: أَمْتنُهَا وأَقْواها وأَشَدُّها، وقيل: أَمَضُّها وأَشَقُّها، وهو من حدِيث ابن عبّاس ®: «سُئِل رَسُولُ الله ، أَيّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ، فقال: أَحْمَزُهَا»، وهو مَجاز.

  ورُمَّانَةٌ حامِزةٌ: فيها حُمُوضةٌ كذا قاله الصاغانيّ، وفي الأَساس: مُزَّةٌ.

  وَحبِيبُ بنُ حِمَازٍ، ككِتابِ، الحِمَازيّ، تابِعِيٌّ، رَوى عن أَبي ذَرٍّ وعَلِيّ، ®، وعَنْهُ سِماكُ بنُ حَرْبٍ وَغيْرُه.

  وعَمْرُو بنُ زَالِفِ بنِ عَوْف بنِ حِمَازٍ الصَّدَفيّ مِمَّنْ شّهِدَ فَتْح مِصْر، ذكره ابنُ يُونُس، ويُقال: هو ابنُ حِمَارٍ، بالرّاءِ، كما نقَله الصاغانيّ.

  والحَمْزةُ: الأَسَدُ، لِشِدَّته وصَلَابَته.

  والحَمْزةُ: بَقْلةٌ حِرِّيفةٌ، وبها كُنِيَ أَنَسٌ، قال أَنسٌ: كَنّانِي رسولُ الله بِبَقْلةٍ كُنْتُ أَجْتِنيها»⁣(⁣٢)، وكان يُكْنَى أَبا حَمْزَة»؛ والبَقلةُ التي جَنَاها أَنسٌ كان في طَعْمِهَا لَذْعٌ لِلِّسان⁣(⁣٣) فسُمِّيت البقْلةُ حَمْزةً، بفِعْلِها، وكُنيَ أَنسٌ أَبا حَمْزة لجَنْيِه إِيّاها، قاله الجوهريّ.

  ويقال: إِنَّهُ لحَمُوزٌ، كصَوُرٍ، لِما حَمَزَهُ، أَي ضابِطٌ لما ضَمَّه. ومُحْتمِلٌ له، ومِنْهُ اشْتِقاقُ حَمْزَة. أَو من الحَمَازةِ بمعنَى الشِّدَّةِ، أَو مأْخوذ من الحَمْزة وهي البقْلة الحِرّيفة، أَو غير ذلك.

  وحِمِّزَانُ، كصِلِّيَانَ⁣(⁣٤): ة بنَجْرَانِ اليمنِ، نقَله الصاغانيّ، وهكذا في مُخْتصر البُلْدَان.

  ورَجُلٌ مَحْمُوزُ البَنَان، شَدِيدُه، قال أَبو خِرَاش:

  أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ البنَانِ ضَئِيلُ

  هَكذا أَنشدُوه. قلتُ: والذي قَرَأْتُ في أَشْعَارِ الهُذلِيّين لأَبِي خرَاشٍ:

  مُنِيباً وقدْ أَمْسَى تَقدَّمَ وِرْدَهَا ... أُقيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطَاعِ نَذِيلُ⁣(⁣٥)

  قال السُكَّرِيُّ: مَحْمُوز القِطاعِ، أَي شدِيدُ القِطَاع، ونَذِيلُ: نَذْلُ الهَيْئَة. وقال الأَخْفشُ: القِطَاعُ: النِّصَالُ، ومَحْمُوزُها: صُلْبُها مُحدَّدُها، قال: ومنه اشْتُقَّ حَمْزةُ.

  وحامِزٌ: ع، هكذا نقَله المصنِّف، ولعلَّه بالراءِ، وقد تَقدَّم في مَوْضِعه.

  * وممّا يُسْتدْرك عليه:

  حَمَزَ اللَّبَنُ يَحْمِزُ حَمْزاً: حمُض، وهو دُون الحازِرِ⁣(⁣٦)، والاسمُ الحمْزة.

  قال الفَرَّاءُ: اشْرَبْ من نَبيذِك فإِنَّهُ حَمُوزٌ لما تَجدُ، أَي يَهْضِمُه.

  والحامزُ: الحَامِضُ الَّذِي يَلْذَعُ اللِّسَان وَيقْرُصُه.

  والحَمَازةُ، بالفتْح: اللَّذْعُ والحِدَّةُ، ومنه حديث⁣(⁣٧): «أَنَّهُ


(١) في التهذيب: «حمزة فيه وحراوة» وفي الأساس: حرارته وحمزته.

(٢) في المطبوعة الكويتية: «أجنيها» والأصل يوافق التهذيب والنهاية واللسان.

(٣) عن اللّسان، وبالأصل «اللسان».

(٤) قيدها ياقوت بكسرتين وتشديد الزاي.

(٥) عن الجمهرة ٢/ ٣١٨ وبالأصل «ميتاً».

(٦) عن اللسان وبالأصل «الخازر».

(٧) النهاية واللسان: حديث عمر.