تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جغب]:

صفحة 371 - الجزء 1

  أَقوالٍ، وأَخْصَرُ منها قولُ أَبِي عُبَيْدٍ: الجَلَبُ في شَيْئيْنَ: يَكُونُ في سِبَاقِ الخَيْلِ، وهُوَ أَنْ يَتْبَعَ⁣(⁣١) الرَّجُلُ فَرَسَهُ فيَزْجُرَهُ فَيُجَلِّبَ عَلَيْهِ أَوْ يَصِيحَ حَثًّا لَهُ⁣(⁣١)، ففِي ذلكَ مَعُونَة لِلْفَرَسِ عَلَى الجَرْيِ، فنُهيَ عن ذلك، والآخَرُ⁣(⁣٢) أَن يَقْدَمَ المُصَدِّقُ عَلَى أَهْلِ الزَّكَاةِ فَيَنْزِلَ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ إِليهم⁣(⁣٣) مَنْ يَجْلُبُ إِليه الأَمْوَالَ مِنْ أَمَاكِنِهَا⁣(⁣٣)، فنُهِيَ عن ذلكَ، وأُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ صَدَقَاتِهِمْ في⁣(⁣٤) أَمَاكِنِهِم، وعَلَى مِيَاهِهِم، وبأَفْنِيَتِهِم، وقد ذُكِرَ القَوْلَانِ في كلامِ المصنّف، وقال شيخُنا: قال عِياض في المشارق، وتَبِعه تِلميذُه ابنُ قَرقُول في المَطالع: فسَّرَه مالكٌ في السِّباقِ، وكلامُ الزمخشريِّ في الفائقِ، وابْنِ الأَثيرِ في النهاية، والهروِيِّ في غرِيبَيْهِ يُرْجِعُ إِلى ما ذَكرْنا من الأَقْوالِ.

  وجَلَبَ لِأَهْلِه يَجْلِبُ: كَسَبَ وطَلبَ واحْتَالَ، كأَجْلَبَ، عن اللحياني.

  وجَلَبَ على الفَرسِ يَجْلُبُ جَلْباً: زَجَرَه، وهي قلِيلةٌ، كجَلَّبَ بالتَّشْدِيدِ وأَجْلَبَ، وهُما مُسْتعْملانِ وقِيل: هو إِذا ركِب فَرساً وقادَ خَلْفه آخَرَ يسْتحِثُّهُ، وذلك في الرِّهانِ، وقدْ تقدَّم في معْنى الحدِيث.

  وعَبْدٌ جَلِيبٌ، أَي مَجْلُوبٌ، والجَلِيبُ: الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ بَلدٍ إِلى غيْرِه: ج جَلْبَى وجُلَباءُ كقَتْلَى وقُتَلاءَ، وقال اللِّحيانيُّ: امْرأَةٌ جَلِيبٌ، مِنْ⁣(⁣٥) نِسْوةٍ جَلْبَى وجَلائِبَ قال قَيسُ بنُ الخَطِيم:

  فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ ... ومَنْ خَرَّ إِذْ يَحْذُونُهمْ⁣(⁣٦) كالجَلائِبِ

  والجَلُوبةُ ما يُجْلَبُ لِلْبَيْع، وفي التهذيب: ما جُلِبَ للبيع نحو النَّابِ والفَحْلِ والقَلُوصِ، فأَمَّا كِرامُ الإِبلِ الفُحُولةُ التي تُنْتَسلُ فليستْ من الجَلُوبَة، ويقالُ لصاحبِ الإِبلِ: هَلْ لك في إِبِلِك جَلُوبَةٌ؟ يَعْنِي شيئاً جَلَبَه⁣(⁣٧) للبيْع، وفي حديث سالِمٍ: «قَدِم أَعْرابِيٌّ بِجَلُوبةٍ، فنَزَل علَى طَلْحَةَ، فقالَ طَلْحَةُ: نَهَى رسولُ الله ÷ أَنْ يَبيعَ حاضِرٌ لِبَادٍ» قال:

  الجَلُوبةُ، بالفَتْحِ: ما يُجْلَبُ لِلْبَيْعِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والجَمْعُ الجلَائِبُ، وقِيلَ: الجلَائِبُ: الإِبِل التي تُجْلَبُ إِلى الرَّجُلِ النَّازِلِ علَى المَاءِ لَيْسَ له ما يَحْتَمِلُ علَيْهِ، فيَحْملونه عليها قال: والمُرَادُ في الحديثِ الأَوَّلِ كأَنَّه أَرَادَ أَن يبِيعَهَا له طَلْحَةُ، قال ابنُ الأَثير: كَذَا جاءَ في كِتَابِ أَبِي مُوسَى في حرْفِ الجِيمِ قال: والذي قَرأْنَاهُ في سُنَنِ أَبِي دَاوُد «بِحَلُوبةٍ» وهي النَّاقَةُ التي تُحْلَبُ، وقِيلَ: الجَلُوبةُ: ذُكُورُ الإِبِلِ، أَو التي يُحْمَلُ عليها مَتَاعُ القَوْمِ، الجمْعُ والوَاحِدُ فيه سَواءٌ ويُقَالُ لِلْمُنْتِج: أَأَجْلَبْتَ أَمْ أَحْلَبْتَ؟ أَيْ أَولَدَتْ إِبِلُكَ جَلُوبةً أَمْ وَلَدَتْ حَلُوبةً، وهي الإِنَاثُ، وسيأْتي قريباً.

  ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ كَمُحَدِّثٍ مُصَوِّتٌ، وغَيْثٌ مَجَلِّبٌ: كَذلِكَ. قال:

  خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا ... خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ عَشِيٍّ مُجَلِّبِ

  وفي الأَساس: وَذَا مِما يَجْلُبُ الإِخْوَانَ⁣(⁣٨)، ولُكِّلِ قَضَاءٍ جَالِب، ولِكُلِّ دَرِّ حَالِب، انتهى، وفي لسان العرب وقَوْلُ صَخْرِ الَغيِّ:

  بِحَيَّةِ قَفْرٍ في وِجَارٍ مُقِيمَةٍ ... تَنَمَّى بِهَا سَوْقُ المَنَى والجَوَالِبِ

  أَرَادَ سَاقَتْهَا جَوالِبُ القَدَرِ، وَاحِدَتُهَا: جَالِبَةٌ:

  ويقَالُ: امْرَأَةٌ جَلَّابَةٌ ومجَلِّبَةٌ كمُحَدِّثَةٍ وجِلُبَّانَةٌ بكسر الجِيمِ واللام وتشديدِ المُوَحَّدَةِ، وبِضمِّ الجِيمِ أَيضاً⁣(⁣٩)، كَمَا نَقَلَه الصاغانيّ وجِلِبْنَانَةٌ بقَلْبِ إِحدَى البَاءَيْنِ نُوناً وجُلُبْنَانَةٌ بِضَمِّهِما وكذا تِكِلَّابَة⁣(⁣١٠)، أَيْ مُصَوِّتَةٌ صَخَّابَةٌ مِهْذَارَةٌ أَي كَثِيرَةُ الكَلَام سَيِّئةُ الخُلُقِ صاحِبَةُ جَلَبَةٍ ومُكَالَبَةٍ، وقولُ


(١) عبارة الهروي: يتبع الرجلُ الرجلَ فرسع فيركض خلفه ويزجره ويجلب عليه. (وفي اللسان والنهاية فكالأصل).

(٢) في غريب الهروي: والوجه الآخر في الصدقة.

(٣) كذا بالأصل واللسان والنهاية. وفي غريب الهروي: ثم يرسل إلى المياه فيجلب أغنام أهل تلك المياه عليه فيصدقها هناك.

(٤) اللسان: «من» والعبارة في غريب الهروي: ولكن يقدم عليهم فيصدقهم على مياههم وبأفنيتهم.

(٥) اللسان: «في» بدل «من».

(٦) في اللسان: يحذونهم.

(٧) اللسان: جلبته.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الإخوان، الذي في الأساس والذي بيدي، الأحزان.

(٩) في اللسان: وجِلِّبَانَةٌ.

(١٠) عن اللسان، وبالأصل: «نكلابة».