تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طوز]:

صفحة 90 - الجزء 8

  أَي لا تُقِيمُوا⁣(⁣١) ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكْتِسَاب والتَّعَيُّشِ، رُوِي بفَتْح الجِيم وكسرها. والفِعْلُ كضَرَبَ وسَمِعَ، الأَخِيرُ حكاه الفَرَّاءُ. قال ابنُ القَطّاع: إِنه لغَة لبَعْض قَيْس.

  قلت: قال غيرُه: إِنّهَا لُغَة رَدِيئة. وسَيَأْتي في المُسْتَدْركات. يقال: عَجَز عن الأَمر وعَجِز، يَعْجِز ويَعْجَز عَجْزاً وعُجُوزاً وعَجَزَاناً، فهو عاجزُ، من قَوْم عَوَاجِزَ، قال الصّاغانيّ: وهُذَيْل وَحدَها تَجْمَع العاجِز من الرِّجال عَوَاجِز، وهو نَادِر، وعَجزَت، المَرْأَةُ، كنَصَر وكَرُم، تَعجُز عَجْزاً، بالفَتْح، وعُجُوزاً بالضّمِّ، اي صارَت عَجُوزاً، كعَجَّزت تَعْجِيزاً، فهي مُعَجِّز، والاسم العَجْز وقال يونس: امرأة مُعَجِّزة: طَعَنت في السِّنِّ، وبَعْضُهُم يقول: عَجَزَت، بالتَّخْفِيف.

  وعَجِزَت المَرْأَةُ، كفَرِح. تَعْجَز عَجَزاً، بالتَّحْرِيك، وعُجْزاً، بالضّمّ: عَظُمَت عَجِيزَتُهَا، أَي عَجُزُهَا، كعُجِّزَت، بالضّمّ، أَي على ما لم يُسَمّ فاعِلُه، تَعْجِيزاً، قاله يُونُس، لغة في عَجِزَت بالكَسْر.

  والعَجِيزَة، كسَفِينة، خاصّة بها، ولا يُقَال للرَّجل إِلاّ على التَّشْبِيه. والعَجُز لهما جميعاً، ومن ذلك

  حَدِيثُ البَرَاءِ أَنه رَفعَ عَجِيزَته في السُّجُود.

  قال ابنُ الأَثِير: العَجِيزَة:

  العَجُزُ، وهي للمَرْأَة خاصّةً، فاستَعَارَهَا للرَّجُل.

  وأَيّامُ العَجُوزِ سَبْعَة، ويقال لها أَيضاً: أَيّامُ العَجُز، كعَضُد، لأَنها تأتي في عَجُزِ الشِّتَاءِ، نقلَه شَيْخُنَا عن مَنَاهِج الفكر للورّاق، قال: وصَوّبه بعضُهم واستَظْهر تَعْلِيله، لكن الصّحِيح أَنها بالواو كما في دَوَاوِين اللّغَة قاطِبَة، وهي سَبْعَة أَيّام، كما قاله أَبو الغَوْث. وقال ابن كُنَاسَة: هي⁣(⁣٢) من نَوْء الصَّرْفَةِ، وهي صِنٌّ، بالكَسْر، وصِنَّبْر، كجِرْدَحْل، ووَبْرٌ، بالفَتْح، والآمِرُ والمُؤْتَمِرُ والمُعَلِّل، كمُحَدِّث، ومُطْفِئُ الجَمْرِ أَو مُكْفِئُ الظَّعْنِ، وعَدّهَا الجَوْهَريّ خَمْسَة: ونصُّه: وأَيّام العَجُوزِ عند العَرَب خمسَة: صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُمَا⁣(⁣٣) وَبْر ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن. فأَسْقَط الآمِر والمُؤْتَمر، قال شَيْخُنا: ومنهمُ من عدَّ مُكْفِئَ الظَّعْن ثامِناً، وعليه جَرَى الثَّعَالِبِيّ في المُضَاف والمنسوب. قال الجَوْهَرِي: وأَنشد أَبو الغَوْث لابنِ أَحمَرَ:

  كُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَةٍ غُبْرِ ... أَيّامِ شَهْلَتِنَا من الشَّهْرِ

  فإِذا انقَضَت أَيامُهَا ومَضَتْ ... صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

  وبآمِرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِرٍ ... ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفئِ الجَمْرِ

  ذَهَبَ الشِّتَاءُ مُوَلّياً عَجِلاً ... وأَتَتْكَ وَاقدَةٌ من النَّجْر

  قال بن بَرِّيّ: هذِه الأَبْيَات ليست لابنِ أَحمَر، وإِنّمَا هي لأَبِي شِبْلٍ عُصْمٍ البُرْجُميّ⁣(⁣٤) كذا ذَكره ثعلب عن ابنِ الأَعرابِيّ. قال شَيْخُنا: وأَحسنُ ما رأَيْتُ فيها قَوْلُ الشّيخ ابنِ مَالِك:

  سأَذْكُر أَيَّامَ العَجُوز مُرَتِّباً ... لهَا عَدَداً نَظْماً لَدَى الكُلّ مُسْتَمِرْ

  صِنٌّ وصِنَّبْر ووَبْرٌ مُعَلِّلٌ ... ومُطْفِئُ جَمْرٍ آمِرٌ ثمّ مُؤْتَمِرْ

  قال شَيْخُنَا: وعَدَّها الأَكْثَرُ من الكَلام المُوَلَّد، ولهُمْ في تَسْمِيَتها تَعْلِيلات، ذَكَر أَكثرَها المُرْشِدُ في بَراعَة الاستِهْلال.

  والعَجُوزُ، كصَبُور، قد أَكثر الأَئمّةُ والأُدباءُ في جمع مَعانِيه كَثْرَةً زائدَةَ، ذكرَ المُصَنّف منها سَبْعَةً وسَبْعِين مَعْنًى.

  ومن عَجَائِب الاتّفاق أَنَّه حكم أَوّل العَجُوز وآخره، وهما العَيْن والزّاي وهما بالعَدَد المَذْكور. وقال في البَصائِر: وللعَجُوز معانٍ تُنِيف على الثَّمَانِين، ذَكَرتُهَا في القاموس وغَيْره من الكُتُب المَوْضُوعة في اللغة. قلت: ولعلّ ما زاد على السَّبْعَة والسَّبْعِين ذَكَرَه في كِتاب آخر وقد رَتَّبها المُصَنِّف على حُرُوف التَّهَجّي، ومنها على أَسْمَاءِ الحَيَوَانِ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أي لا تقيمها الخ وقيل بالثغر مع العيال، كذا في اللسان».

(٢) الصحاح: في.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وأخيهما بصيغة التصغير كما ضبط باللسان شكلاً».

(٤) بالأصل «لأبي شبل عاصم بن جمر الأعرابي» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله عاصم بن جمر الذي في التكملة عصم البرجمي مضبوطاً شكلاً كقفل».