تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عرفز]:

صفحة 101 - الجزء 8

  عَزُزَتْ، ومِثْلُه قَلِيل⁣(⁣١)، وقد أَعَزَّت، إِذا كانَتْ عَزُوزاً، وكذلِك تَعَزَّزَت، والاسم العَزَز والعَزَازُ.

  وعَزّه يَعُزّه عَزًّا كمَدَّه: قَهَرَه وغَلَبهَ في المُعَازَّةِ، أَي المُحَاجَّةِ. قال الشاعِرُ يَصِف جَمَلاً:

  يَعُزُّ على الطَّرِيق بمَنْكِبَيْه ... كما ابتَرَكَ الخَلِيعُ على القِدَاحِ⁣(⁣٢)

  أَي يَغْلِب هذا الجَمَلُ الإِبلَ على لُزُوم الطَّرِيقِ، فشَبَّهَ حِرْصَه عليه وإِلحَاحَه في⁣(⁣٣) السَّيْر بِحِرْص هذا الخَلِيعِ على الضَّرْب بالقِدَاحِ لعلّه يَسْتَرْجِع بعضَ ما ذهب من مالِه، والخَلِيع: المَخْلُوع المَقْمُور مالَه. والاسم العِزَّة، بالكَسْر، وهي القُوَّة والغَلَبة، كعَزْعَزَه عَزْعَزَةً. وعَزَّه في الخِطَابِ، أَي غَلَبَه في الاحْتِجَاج، وقيل: غَالَبَه كعَازَّه مُعَازَّةً، وقوله تعالى: {وَ} عَزَّنِي {فِي الْخِطابِ}⁣(⁣٤) أَي علبنِي، وقُرِئَ: وعَازَّنِي، أَي غَالَبَنِي، أَو عَزَّنِي: صَارَ أَعزَّ مِنّي في المُخَاطَبة والمُحَاجَّة، ويقال: عَازَّني فعَزَزْتُه، أَي غَالَبَنِي فغَلَبْتُه، وضَمّ العَيْنِ في مثل هذا مُطَّرِدٌ ولَيْس في كلّ شيْءٍ يُقَال فاعَلَني فَفعَلْتُه.

  والعَزّة، بالفَتْح: بِنْتُ الظَّبْيَة، وقال الراجز:

  هَانَ على عَزَّةَ بِنْتِ الشَّحّاجْ ... مَهْوَى جِمَالِ مالِكٍ في الإِدْلَاجْ

  وبهَا سُمِّيَت المَرْأَة عَزَّة، وهي بنتُ جَمِيل الكِنانِيّة صاحِبة كُثَيِّر، وجَمِيلٌ هو أَبو بَصْرة الغِفَارِيّ.

  والعَزَازُ، كسَحَاب: الأَرْضُ الصُّلْبَةُ، وفي كِتَابِه لوَفْدِ هَمْدانَ: «علَى أَنّ لهم عَزَازَها» وهو ما صَلُبَ من الأَرْض وخَشُنَ واشتَدَّ، وإِنَّمَا يَكُون في أَطْرافهَا، ويقال: العَزَاز: المَكَانُ الصُّلبُ السَّرِيعُ السَّيْلِ. قال ابنُ شُمَيْل: العَزَازُ: ما غَلُظَ من الأَرْض وأَسْرَعَ سَيْلُ مَطَرِه، يكونُ من القِيعَانِ والصَّحاصِح وأَسْنادِ الجِبَالِ والآكامِ وظُهُورِ القِفَافِ. قال العَجّاج:

  من الصَّفَا العَاسِي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ ... عَزَازَهُ ويَهْتَمِرْن مَا انْهَمَرْ

  وقال أَبو عَمرو في مَسايِلِ الوَادِي: أَبعَدُهَا سَيْلاً الرَّحَبَةُ، ثمّ الشُّعْبَةُ، ثمّ التَّلْعَة، ثمّ المِذْنَبُ ثمّ العَزَازَةُ. وفي الحَدِيث «أَنَّه نَهَى عن البَوْل في العَزَاز» لئلاً يَتَرشَّشَ عليه.

  وفي حَدِيث الحَجَّاج في صِفَة الغَيْث: وأَسَالت العَزَازَ.

  وأَعَزَّ الرَّجلُ إِعْزَازاً: وَقَعَ فيها، أَي في أَرْضٍ عَزَازٍ وسارَ فيها، كما يُقَال أَسْهَلَ، إِذا وَقَع في أَرْضٍ سَهْلَةٍ.

  وعن أَبِي زَيد: أَعَزَّ فُلاناً: أَكْرمَه وأَحَبَّه، وقد ضَعَّفَ شَمِرٌ هذِه الكلمةَ عن أَبي زَيْد.

  وعن أَبي زَيْد أَيضاً: أَعَزَّت الشَّاةُ من المَعْزِ والضَّأْن، إِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا وعَظُمَ ضَرْعُهَا، قال: وكذلِك أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ واضْرَعَت، بمعنًى وَاحِدٍ. وأَعَزَّت البَقَرَةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُهَا وقال ابنُ القَطَّاع: ساءَ حَمْلُهَا.

  وعَزَاز، كسَحَاب: ع باليَمَن. وعَزَاز: د بالرِّقّة قُرْبَ حَلَبَ شَمَاليَّها. قالوا: إِذا تُرِكَ تُرَابُها على عَقْربٍ قَتَلَهَا بالخَوَاصّ، فإِن أَرضَها مُطلْسمه، وقد نسِب إِليها الشِّهَابُ العَزَازِيّ أَحدُ الشّعراءِ المُجِيدِين، كان بعدَ السَّبْعِمائَة، وقد ذَكَرَه الحَافِظُ في التَّبْصِير.

  والعَزَّاءُ، بالمدّ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ، قال:

  ويَعْبِطُ الكُومَ في العَزَّاءِ إِن طُرِقَا

  ويقال: هُوَ مِعْزازُ المَرَضِ، كمِحْرَاب، أَي شَدِيدُه.

  والعُزَّى، بالضَّمّ: العَزِيزَةُ من النِّساءِ وقال ابنُ سِيدَه: العُزَّى تَأْنِيث الأَعَزّ، بمنزلة الفُضْلَى من الأَفْضَل، فإِن كان ذلك فاللامُ في العُزَّى ليست بزائِدَة، بل هي فِيهِ على حَدّ اللاّم في الحَارِث والعَبَّاس، قال: والوَجْهُ أَن تكُون زائِدَةً، لأَنَّا لم نَسْمَع في الصِّفَات العُزَّى، كما سَمِعْنَا فيها الصُّغْرَى والكُبْرَى.

  وقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَ} الْعُزّى⁣(⁣٥) جاءَ في التَّفْسِير أَنّ الَّلاتَ صَنَمٌ كان لِثَقِيف، والعُزَّى: صَنَمٌ كان لُقرَيْش وبَنِي كِنَانَةَ، قال الشاعر:


(١) عبارة الأزهري في التهذيب: وليس ذلك بقياس.

(٢) البيت لجرير، ديوانه ص ٩٧.

(٣) التهذيب واللسان: على.

(٤) سورة ص الآية ٢٣.

(٥) سورة النجم الآية ١٩.