تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لحز]:

صفحة 142 - الجزء 8

  واللَّزُّ: لُزُومُ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ وإِلزَامُه به، بمَنْزلَة لِزَازِ البَيتِ، قاله اللَّيْثُ.

  واللَّزُّ الزُّرْفِينُ، قَال ابنُ مُقْبل:

  لم يَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِيقُ لَهَاتَه ... ورأَيْتُ قارِحَه كلَزِّ المِجْمَرِ

  يَعْني كزُرْفِين الْمِجْمَر إِذا فَتَحْتَه.

  ولَزّ: ع بجَزيرَةِ قَيْسٍ، عنده مَسجدٌ مُتَبَرَّكٌ به، قالَهُ الصّاغَانيُّ.

  ويقال: فلانٌ لِزُّ شَرٍّ، بالكَسْر، ولَزِيزُه، أَي لَصِيقُه.

  وهو مَجَازٌ، وكذلك نِزُّ شَرٍّ ونَزِيزُه. ويقال أَيضاً: لَزُّ شَرٍّ، بالفَتْح، ولِزَازُ شَرٍّ، ككِتَابٍ.

  ولازَزْتُه: لاصَقْتُه وقَارَنْتُه، لِزَازاً.

  ورجُلٌ كَزٌّ لَزٌّ، إِتباعٌ له. قال أَبو زَيْد: إِنّه لكَزٌّ لَزٌّ، إِذ كان مُمْسِكاً.

  وقال ابنُ الأَعرابيِّ؛ عَجُوزٌ لَزُوزٌ، وكَيِّسٌ لَيِّسٌ، إِتباعٌ له. والمِلَزُّ، بالكَسْر: الرجُلُ الشَّديدُ الخُصُومَةِ واللَّزُومُ لِمَا طَالَبَ، وهو مَجاز، قال رُؤْبَةُ:

  ولا امْرُؤٌ ذو⁣(⁣١) جَلَدٍ مِلَزِّ

  هكذا أَنشدَه الجوهَريُّ، وإِنما خُفِضَ على الجِوار.

  واللِّزَازُ، ككِتابٍ: خَشَبَةٌ يُلَزُّ بها أَي يُتْرَسُ بها البابُ، وهو نِطَاقُه الذي يُشَدّ به، كاللَّزَزِ، محرَّكَةً وهو المَتْرَسُ.

  ولِزَازٌ، بلا لامٍ: عَلَم رجلٍ من بني أَسَدٍ.

  ولِزَازٌ: فَرَسٌ للنّبيِّ سُمِّيَ به لِشدَّةِ تَلَزُّزِه واجْتمَاعِ خَلْقِه، وهي التي أَهْدَاها المُقَوْقِسُ مَلِكُ الإِسْكَنْدَريَّة مع مارِيَةَ القِبْطيَّةِ. قلتُ: وهي من جُمْلَة الخُيُول الخَمسة التي هي: لِزَازٌ ولِحَافٌ⁣(⁣٢) والمُرْتَجِزُ والسَّكْبُ واليَعْسُوبُ، كما ذَكَره ابنُ الكَلْبيِّ، وتفصيلُه في كُتُب السِّيَر، وقد مَرَّ ذِكْرُ بعضٍ منها.

  واللَّزِيزُ، كَأَميرٍ، كما في التَّكْملَة، والذي في اللِّسَان، واللَّزيزَةُ: مُجْتَمَعُ اللَّحْمِ من البَعير فَوْقَ الزَّوْرِ ممّا يَلِي المِلَاطَ، والجَمْعُ اللَّزَائزُ وهي الجَنَاجِنُ، قال إِهَابُ بنُ عُمَيْر:

  إِذا أَرَدْتَ السَّيْرَ في المَفاوِزِ ... فاعْمِدْ لهَا ببَازِلٍ تُرَامِزِ

  ذي مِرْفَقٍ بانَ عن اللَّزَائز

  وتَلَزْلَزَ: تَحَرَّكَ، مَقْلُوبُ تَزَلْزَلَ.

  والمُلَزَّزُ. كمُعَظَّمٍ: المُجْتَمِعُ الخَلْق الشَّديدُ الأَسْرِ المُنْضَمُّ بعضُه إِلى بَعضٍ. وقد لَزَّزَه الله تعالَى: جَعَلَه كذلك.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  اللَّزَزُ، محرَّكةً: الشِّدَّةُ.

  واللِّزَازُ، بالكَسْر: المُقَارَنَةُ، يقال: إِنه لَلِزَازُ خُصُومَةٍ، أَي لَازِمٌ لها، مُوَكَّلُ بها، يَقْدِرُ عليها.

  ورجُلٌ مِلَزٌّ، وامرأَةٌ مِلَزٌّ - بغير هاءٍ - أَي شَديدُ اللُّزُومِ، ويقال: جَعلتُ فُلاناً لِزَازاً لفُلانٍ، أَي لا يَدَعُه يُخَالِفُ ولا يُعَانِدُ، وكذلك جَعلتُه ضَيْزَناً له، أَي⁣(⁣٣) بُنْداراً عليه ضاغِطاً.

  ويُقَال للبَعيرَيْن إِذا قُرِنَا في قَرَنٍ وَاحدٍ: قد لُزَّا، وكذلك وَظِيفَا البَعيرِ يُلَزّانِ في القَيْد، إِذا ضُيِّقَ، قال جَرير:

  وابنُ اللَّبُونِ إِذا مَا لُزَّ في قَرَنٍ ... لم يَسْتَطعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيسِ

  ولَزَّ به الشَّيْءُ، أَي لَصِقَ به؛ كأَنَّه يَلْتَزِقُ بالمَطْلُوب لسُرْعَته، وهو مَجَازٌ.

  ومن المَجَاز أَيضاً: لَزَّه إِلى كذَا، أَي اضْطَرَّه.

  وأَلْزَزْتُ به، أَي أَلْصَقْتُ به، ولم يُجِزْه الأَصمعيُّ، كذا في التَّكْملَة.

  وهو لِزَازُ مالٍ، أَي مُصْلِحٌ له، وهو مَجَازٌ.


(١) عن الصحاح وبالأصل: «ذي جلد» تحريف، فامرؤ معطوف على «حية» في شطر قبله وروايته:

لا توعدني حيّة بالنكيز

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ولحاف كذا بالنسخ، والذي في القاموس: وكأمير أو زبير فرس لرسول الله كأَنه كان يلحق الأرض بذنبه أهداه له ربيعة بن أبي البراء اه وقال في مادة ل خ ف وكأمير أو زبير فرس للنبي أو هو بالحاء وتقدّم اه وعبارة اللسان: ولحاف واللحيف فرسان لرسول الله . اه».

(٣) عن اللسان وبالأصل «أن».