تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نوز]:

صفحة 164 - الجزء 8

  وانْتَهَزَ الشَّيْءَ، إِذا قَبِلَه وأَسْرَعَ إِلى تَنَاوُلِه.

  وانْتَهَزَها وناهَزَها: تَنَاوَلَهَا من قُرْب.

  ويقَال للصَّبِيِّ إِذا دَنَا للفِطَام: نَهَزَ للفِطَام، فهو نَاهِزٌ، والجَارِيَةُ كذلك.

  ونَهَزَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه: مثْلُ لَهَزَه.

  ونَهَزَ النّاقَةَ نَهْزاً: ضَرَبَ ضَرَّتَها لتَدرَّ صُعُداً.

  والنَّهُوزُ من الإِبل: التي يَمُوتُ وَلَدُهَا فلا تَدِرُّ حتى يُوجَأَ ضَرْعُهَا، قال:

  أَبْقَى على الذُّلِّ منَ النَّهُوزِ

  وقيل: نَاقَةُ نَهُوزٌ: شَديدَةُ الدَّفْعِ للسَّيْرِ، قال:

  نَهُوزٍ بأُولاهَا زَجُولٍ بصَدْرهَا⁣(⁣١)

  وأَنْهَزَت النّاقَةُ، إِذا نَهَزَ وَلَدُهَا ضَرْعَهَا، هكذا قالَه ابن الأَعْرَابيِّ، ورَوَى قولَ الشاعر:

  ولكنَّهَا كانَتْ ثَلاثَاً مَيَاسِراً ... وحائلَ حُولٍ أَنْهَزَتْ فَأَحَلَّتِ

  ورَوَاه غيرُه «أَنْهَلَتْ» باللام.

  ونَهَزَ الدَّلْوَ يَنْهَزُهَا نَهْزاً: نَزَعَ بها.

  ودِلَاءٌ نَوَاهِزُ، قال الشَّمّاخ:

  غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ كمَا غَدَتْ ... على ماءِ يَمْؤُودَ الدِّلَاءُ النَّوَاهِزُ

  يقول: غَدَتْ هذه الحُمُرُ لهذا الماءِ كما غَدَت الدِّلاءُ النَّواهِزُ في يَمْؤُدَ. وقيل: النَّواهِزُ: اللاّتِي يُنْهَزْنَ في المَاءِ، أَي يُحَرَّكْنَ؛ ليَمْتَلِئْنَ، فاعِلٌ بمعنى مَفْعُولٍ.

  وهما يَتَنَاهَزَان إِمَارَةَ بَلَدِ كذَا، أَي يَتَبَادَرَان إِلى طَلَبِهَا وتَنَاوُلِهَا. والمُنَاهَزَةُ: المُسَابَقَةُ.

  ونَهَزَ الرجُلُ: مَدَّ بعُنُقِه ونَأَى بصَدْرِه؛ ليَتَهَوَّعَ.

  ونَهَز قَيْحاً: قَذَفَه. ويقال: نَهَزَتْني إِليكَ حاجَةٌ، أَي جاءَتْ بي إِليكَ.

  واسْتَدْرَك شيخُنَا من التَّوْشيحِ للجَلال: أَنْهَزَه إِنْهازاً: دَفَعَه.

  وأَنْهَزَه أَيضاً، كأَنْهَضَه، وَزْناً ومَعْنًى.

  وقد سَمَّوْا مُنَاهِزاً ونُهَيزاً.

  [نوز]: التَّنْويزُ: التَّقْلِيلُ، أَهملَه الجوهريُّ، ونقَلَه شَمِرٌ عن القَعْنَبِيِّ في تَفْسير حَديثِ حِزَامِ بنِ هشَامٍ عن أَبيه، قال: «رأَيْتُ عُمَرَ ¥ أَتاه رجُلٌ من مُزَيْنَةَ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمَادَةِ، فشَكَا إِليه سُوءَ الحال، وإِشْرَافَ عِيَاله على الهَلَاكِ، فأَعْطَاه ثَلاثَةَ أَنْيَابٍ جَزَائرَ⁣(⁣٢) وجَعَلَ عليهنَّ غَرَائرَ فيهنّ رِزَمٌ من دَقيق، ثم قال له: سِرْ فإِذا قَدِمْتَ فانْحَرْ ناقَةً، فأَطْعِمْهم بوَدَكِهَا ودَقِيقهَا، ولا تُكْثِرْ طَعامَهم في أَوّلِ ما تُطْعِمُهم، ونَوِّزْ. فَلَبِثَ حِيناً، ثمّ إِذا هو بالشَّيْخ المُزَنِيَّ فسأَلَه، فقال: فَعَلْتُ ما أَمَرْتَني [به]⁣(⁣٣)، وأَتَى الله بالحَيَا، فبعْتُ ناقَتَينْ، واشتَريتُ للعِيَال صُبَّةً من الغَنَم، فيه تَرُوحُ عليهم»⁣(⁣٤). قال شَمِرٌ: قال القَعْنَبيُّ: قَولُه: نَوِّزْ، أَي قَلِّلْ، قال شَمِرٌ: ولم أَسْمَعْ هذه الكَلمَةَ إِلاّ له، وهو ثقَةٌ. هكذا هو نَصُّ الأَزْهَريِّ في التهذيب، وخالَفَه الصّاغَانيُّ فقال: قال شَمِرٌ: ولم أَسمع هذه الكَلمَةَ إِلاّ لعُمَرَ ¥.

  ونُوزُ، بالضَّمّ: ة من قُرَى بُخَارَا، ويقال لها أَيضاً: نُوزَابَاذُ. قولُ شيخِنا: وقولُه: بالضَّمّ، أَي مَبْنيّاً للمَجْهُول لأَنَّه من إِطلاقاته في الأَفْعَال، مَحَلُّ تَأَمُّل؛ وكأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَته إِشارَةُ القَرْيَة، وهو سَهْوٌ ظَاهرٌ. وأَفَادَ ياقُوتٌ أَن نُوزاً معناه بالُّلغة الخُوارَزْميّة: الجَديدُ، وبه سُمِّيَت القَريَةُ نوزكاث⁣(⁣٥)، أَي الحائِط الجديد؛ ونُسِبَ إِليها الإِمَامُ المحدِّثُ المُطَهَّر بن سَديدٍ النُّوزيُّ اسْتُشْهِدَ في وَقْعَةِ التَّتَارِ.


(١) نسبه في الأساس لذي الرمة. وهو في ديوانه وروايته:

زجولٍ برجليها نهوزٍ برأسها ... إِذا ائتزَرَ الحادي ائتزار المَصَارعِ

(٢) عن التهذيب، وبالأصل «متأثر» وفي اللسان «حنائر» وفي النهاية: ثلاثة أنياب.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) قوله: الجزائر: جمع جزور وهي الناقة قبل أن تنحر. وقوله رزم من دقيق، الرزمة نحو ثلث الغرارة أو ربعها، والحيا: الخصب. والصبة ما بين العشر إلى الأربعين. قاله الزمخشري، أنظر الفائق ١/ ١٩١.

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «بالمثناة الفوقية».