[نوز]:
  وانْتَهَزَ الشَّيْءَ، إِذا قَبِلَه وأَسْرَعَ إِلى تَنَاوُلِه.
  وانْتَهَزَها وناهَزَها: تَنَاوَلَهَا من قُرْب.
  ويقَال للصَّبِيِّ إِذا دَنَا للفِطَام: نَهَزَ للفِطَام، فهو نَاهِزٌ، والجَارِيَةُ كذلك.
  ونَهَزَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه: مثْلُ لَهَزَه.
  ونَهَزَ النّاقَةَ نَهْزاً: ضَرَبَ ضَرَّتَها لتَدرَّ صُعُداً.
  والنَّهُوزُ من الإِبل: التي يَمُوتُ وَلَدُهَا فلا تَدِرُّ حتى يُوجَأَ ضَرْعُهَا، قال:
  أَبْقَى على الذُّلِّ منَ النَّهُوزِ
  وقيل: نَاقَةُ نَهُوزٌ: شَديدَةُ الدَّفْعِ للسَّيْرِ، قال:
  نَهُوزٍ بأُولاهَا زَجُولٍ بصَدْرهَا(١)
  وأَنْهَزَت النّاقَةُ، إِذا نَهَزَ وَلَدُهَا ضَرْعَهَا، هكذا قالَه ابن الأَعْرَابيِّ، ورَوَى قولَ الشاعر:
  ولكنَّهَا كانَتْ ثَلاثَاً مَيَاسِراً ... وحائلَ حُولٍ أَنْهَزَتْ فَأَحَلَّتِ
  ورَوَاه غيرُه «أَنْهَلَتْ» باللام.
  ونَهَزَ الدَّلْوَ يَنْهَزُهَا نَهْزاً: نَزَعَ بها.
  ودِلَاءٌ نَوَاهِزُ، قال الشَّمّاخ:
  غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ كمَا غَدَتْ ... على ماءِ يَمْؤُودَ الدِّلَاءُ النَّوَاهِزُ
  يقول: غَدَتْ هذه الحُمُرُ لهذا الماءِ كما غَدَت الدِّلاءُ النَّواهِزُ في يَمْؤُدَ. وقيل: النَّواهِزُ: اللاّتِي يُنْهَزْنَ في المَاءِ، أَي يُحَرَّكْنَ؛ ليَمْتَلِئْنَ، فاعِلٌ بمعنى مَفْعُولٍ.
  وهما يَتَنَاهَزَان إِمَارَةَ بَلَدِ كذَا، أَي يَتَبَادَرَان إِلى طَلَبِهَا وتَنَاوُلِهَا. والمُنَاهَزَةُ: المُسَابَقَةُ.
  ونَهَزَ الرجُلُ: مَدَّ بعُنُقِه ونَأَى بصَدْرِه؛ ليَتَهَوَّعَ.
  ونَهَز قَيْحاً: قَذَفَه. ويقال: نَهَزَتْني إِليكَ حاجَةٌ، أَي جاءَتْ بي إِليكَ.
  واسْتَدْرَك شيخُنَا من التَّوْشيحِ للجَلال: أَنْهَزَه إِنْهازاً: دَفَعَه.
  وأَنْهَزَه أَيضاً، كأَنْهَضَه، وَزْناً ومَعْنًى.
  وقد سَمَّوْا مُنَاهِزاً ونُهَيزاً.
  [نوز]: التَّنْويزُ: التَّقْلِيلُ، أَهملَه الجوهريُّ، ونقَلَه شَمِرٌ عن القَعْنَبِيِّ في تَفْسير حَديثِ حِزَامِ بنِ هشَامٍ عن أَبيه، قال: «رأَيْتُ عُمَرَ ¥ أَتاه رجُلٌ من مُزَيْنَةَ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمَادَةِ، فشَكَا إِليه سُوءَ الحال، وإِشْرَافَ عِيَاله على الهَلَاكِ، فأَعْطَاه ثَلاثَةَ أَنْيَابٍ جَزَائرَ(٢) وجَعَلَ عليهنَّ غَرَائرَ فيهنّ رِزَمٌ من دَقيق، ثم قال له: سِرْ فإِذا قَدِمْتَ فانْحَرْ ناقَةً، فأَطْعِمْهم بوَدَكِهَا ودَقِيقهَا، ولا تُكْثِرْ طَعامَهم في أَوّلِ ما تُطْعِمُهم، ونَوِّزْ. فَلَبِثَ حِيناً، ثمّ إِذا هو بالشَّيْخ المُزَنِيَّ فسأَلَه، فقال: فَعَلْتُ ما أَمَرْتَني [به](٣)، وأَتَى الله بالحَيَا، فبعْتُ ناقَتَينْ، واشتَريتُ للعِيَال صُبَّةً من الغَنَم، فيه تَرُوحُ عليهم»(٤). قال شَمِرٌ: قال القَعْنَبيُّ: قَولُه: نَوِّزْ، أَي قَلِّلْ، قال شَمِرٌ: ولم أَسْمَعْ هذه الكَلمَةَ إِلاّ له، وهو ثقَةٌ. هكذا هو نَصُّ الأَزْهَريِّ في التهذيب، وخالَفَه الصّاغَانيُّ فقال: قال شَمِرٌ: ولم أَسمع هذه الكَلمَةَ إِلاّ لعُمَرَ ¥.
  ونُوزُ، بالضَّمّ: ة من قُرَى بُخَارَا، ويقال لها أَيضاً: نُوزَابَاذُ. قولُ شيخِنا: وقولُه: بالضَّمّ، أَي مَبْنيّاً للمَجْهُول لأَنَّه من إِطلاقاته في الأَفْعَال، مَحَلُّ تَأَمُّل؛ وكأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَته إِشارَةُ القَرْيَة، وهو سَهْوٌ ظَاهرٌ. وأَفَادَ ياقُوتٌ أَن نُوزاً معناه بالُّلغة الخُوارَزْميّة: الجَديدُ، وبه سُمِّيَت القَريَةُ نوزكاث(٥)، أَي الحائِط الجديد؛ ونُسِبَ إِليها الإِمَامُ المحدِّثُ المُطَهَّر بن سَديدٍ النُّوزيُّ اسْتُشْهِدَ في وَقْعَةِ التَّتَارِ.
(١) نسبه في الأساس لذي الرمة. وهو في ديوانه وروايته:
زجولٍ برجليها نهوزٍ برأسها ... إِذا ائتزَرَ الحادي ائتزار المَصَارعِ
(٢) عن التهذيب، وبالأصل «متأثر» وفي اللسان «حنائر» وفي النهاية: ثلاثة أنياب.
(٣) زيادة عن التهذيب.
(٤) قوله: الجزائر: جمع جزور وهي الناقة قبل أن تنحر. وقوله رزم من دقيق، الرزمة نحو ثلث الغرارة أو ربعها، والحيا: الخصب. والصبة ما بين العشر إلى الأربعين. قاله الزمخشري، أنظر الفائق ١/ ١٩١.
(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «بالمثناة الفوقية».