تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أدس]:

صفحة 180 - الجزء 8

  يَتْرُكْنَ في كلِّ مُنَاخٍ أَبْسِ⁣(⁣١) ... كُلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ في الغِرْسِ

  ويُكْسَرُ، عن ابن الأَعرَابيِّ.

  وقال ابنَ الأَعْرَابيِّ: الأَبْسُ: ذَكَرُ السَّلاحِف، قال: وهو الغَيْلَمُ.

  وقال أَيضاً: الإِبْسُ بالكَسْر: الأَصْلُ السُّوءُ.

  وقال ابنُ السِّكِّيتِ: امرَأَةٌ أُبَاسٌ، كغُرَابٍ، إِذا كانت سَيِّئَةَ الخُلُقِ، وأَنشَد لخِذامٍ الأَسَديِّ:

  رَقْرَاقَة مثل الفَنيق عَبْهَرَهْ ... ليسَتْ بسَوْداءَ أُبَاسٍ شَهْبَرَهْ⁣(⁣٢)

  وتَأَبَّسَ الشيْءُ، إِذا تَغَيَّرَ، قالَه الجوهريُّ، وأَنشدَ قولَ المُتَلَمِّس.

  تُطيفُ به الأَيّامُ ما يَتَأَبَّسُ

  وهكذا أَنشدَه ابنُ فارسٍ. قلت: وأَوَّلُه:

  أَلمْ تَرَ أَنّ الجَوْنَ أَصبَحَ راسِياً

  أَو هُوَ تَصْحيفٌ من ابن فَارسٍ والجَوْهريِّ، والصَّوَابُ «تَأَيَّس» بالمُثَنّاة التَّحْتيَّة بالمعنى الذي ذَكَرَه في هذا التَّرْكيب، كما نَقَلَه الصّاغَانيُّ في كتابَيْه في هذه المادّة، وقال أَيضاً في مادة «أَيس»: والصَّوابُ إِيرادُهما؛ أَعْني بَيْتَيِ المُتَلَمِّس وابن مِرْداسٍ هاهنا، لُغَةً واستشهاداً، وإِنّمَا اقْتَدَى بمَنْ قَبْلَه، ونَقَلَ من كُتُبهم، من غيرِ نَظَرٍ في دَوَاوينِ الشُّعَراءِ، وتَتَبُّع الخُطُوطِ المُتْقَنَة؛ فقولُ شَيْخنَا: تَبعَ فيه ابنَ بَرِّيٍّ، وتَعَقَّبُوه وصَوَّبُوا ما نَقَلَه ابنُ فارس، مَحَلُّ تَأَمَّلٍ ونَظَرٍ بوُجُوهٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  التَّأْبيسُ: التَّعْييرُ. وقيل: الإِرغامُ. وقيل: الإِغْضَابُ. وقيل: حَمْلُ الرَّجُلِ على إِغلاظِ القَوْل له.

  وبكلِّ ذلك فُسِّرَ حديثُ جُبَيْر السّابقُ.

  وحَكَى ابنُ الأَعْرَابيِّ: إِبَاءٌ أَبْسٌ [مُخْزٍ كاسرٌ]⁣(⁣٣). قال المُفَضَّلُ: إِنّ السُّؤَالَ المُلِحَّ يَكْفيكَه الإِباءُ الأَبْسُ. وقال ثعلبٌ: إِنّمَا هو الإِباءُ الأَبْأَسُ، أَي الأَشَدُّ.

  وأَبْسُسُ، بفتحٍ فسكونٍ وضمِّ السِّين الأُولى: اسمُ مدينة قُرْبَ أَبُلُسْتَيْنَ من نَواحِي الرُّومِ، وهي خَرَابٌ، وفيها آثَارٌ غَريبةٌ مع خَرَابهَا، يقال: فيهَا أَصحابُ الكَهْف والرَّقيم.

  قالَهُ ياقُوت.

  [أدس]: * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  الإِدَاسُ - ككِتَابٍ - لغةٌ في الحِدَاس، بالحاءِ المهملة.

  يقال: بَلَغَ به الإِداسَ، أَي الغايةَ التي يَجْري إِليها. أَو هي لغةٌ. وقد أَهْمَلَه الجَوْهريُّ والصّاغَانيُّ، وذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان والأَزْهَريّ في ح د س.

  [أرس]: الإِرْسُ، بالكَسْر: الأَصْلُ الطَّيِّبُ هكذا وَقَعَ في سائر الأُصُول هذا الحرفُ مكتوباً بالسَّوَاد، وهو الصَّوابُ. وفي التَّكْملَة: أَهملَه الجوهَريّ. وكأَنَّه سَبْقُ قَلَمٍ؛ فإِنَّه موجُودٌ في نُسَخ الصّحاح.

  وقال ابن الأَعْرَابيِّ: الأَريسُ⁣(⁣٤) والإِرِّيسُ، كجَليسٍ وسِكِّيت: الأَكّارُ. والأَخير عن ثَعْلب أَيضاً، فالأَوَّل ج أَرِيسُونَ⁣(⁣٥)، والثّاني جَمْعُه إِرِّيسُونَ، وأَرَارِسَةٌ، وأَرَارِيسُ وأَرَارِسُ، وأَرَايِسَةٌ تَنْصَرفُ، وأَرَارِسُ لا تَنْصَرفُ.

  والفعْلُ منهما: أَرَسَ يَأْرسُ أَرْساً، وَأَرَّسَ يُؤَرِّسُ تَأْريساً.

  وفي حديث مُعَاويَةَ: «أَنَّه كَتَبَ إِلى مَلكِ الرُّومِ: لأَرُدَّنَّكَ إِرِّيساً منَ الأَرَارِسَة، تَرْعَى الدَّوَابِلَ». وفي حديثٍ آخَرَ: «فَعَلَيْكَ إِثْمُ الإِرِّيسِيِّينَ»، مَجْمُوعاً مَنْسُوباً، والصَّحيحُ بغير نَسَبٍ، ورَدَّه عليه الطَّحَاويُّ، وحُكِيَ عن أَبي عُبَيْد


(١) ويروى: «مناخ إنس» بالنون والإضافة. أراد مناخ ناسٍ. أي الموضع الذي ينزله الناس أو كل منزل ينزله الإنس.

(٢) عن التكملة وبالأصل «لجذام».

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) عن التهذيب واللسان، وبالأصل والقاموس: «الأريسيّ» وما أثبت الصواب ففي القاموس: الأريسي كجليسٍ.

(٥) عن القاموس وبالأصل «أريسيون».