تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جرجس]:

صفحة 223 - الجزء 8

  مَرْوَ، رَوَى عن أَبيهِ، وأَبُوه هو الّذِي نَزَل مَرْوَ ودُفِنَ بها بمَقْبَرَةِ حصين، وهيَ مَقْبَرَةُ مَرْوَ، كما سَيأْتِي.

  وجَاوَرْسان: ة، هكَذَا نَقله الصّاغانِيُّ ولم يُعَيِّن في التَّكْمِلَة، وهي بالرَّيَّ⁣(⁣١)، كما صَرَّحَ به في العُباب.

  وقُهْ جاورْسَان هكذا بضَمِّ القاف وسُكُون الهاءِ: ة بأَصْبهَانَ وقُهْ: معرَّبٌ، معناه القَرْيَةُ.

  والجَرِيسَةُ: ما يُسْرَقُ من الغَنَمِ باللَّيْلِ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وأَجْرسَ الرَّجُلُ: علا صَوْتُه.

  والطّائِرُ إِذا سَمِعْت صَوْتَ مَرِّهِ، قالَ جَنْدَلُ بنُ المُثنَّى الحارِثِيُّ:

  حَتّى إِذا أَجْرَسَ كُلُّ طائِرِ ... قامَتْ تُعَنْظِي بِكَ سَمْعَ الحَاضِرِ

  وأَجْرَسَ الحَادِي؛ إِذا حَدَا للإِبِلِ، عن ابنِ السِّكِّيتِ، وأَنْشد للرّاجِزِ:

  أَجْرِسْ لَها يا بن أَبِي كِبَاشِ ... فمَا لَها اللَّيْلَةَ من إِنْفاشِ⁣(⁣٢)

  أَي احْدُ لهَا لتَسْمَع الحُداءَ فتَسِير، قال الجوْهَرِيُّ: ورواه ابنُ السِّكِّيتِ بالشّينِ وأَلِفِ الوَصْلِ والرُّواةُ على خِلافِه.

  ومن المجَازِ: أَجْرَسَ الحَلْيُ: صارَ مثْل صَوْتِ الجَرَسِ، قال العجّاجُ:

  تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسَا ... وارْتَجَّ في أَجْيادِهَا وأَجْرَسَا

  زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصَادَ اليَبَسَا

  وأَجْرسَ السَّبُعُ: سَمِعَ جَرْسَ الإِنْسَانِ من بَعِيدٍ.

  ومن المجَازِ: التَّجْرِيسُ: التَّحْكِيمُ والتَّجْرِبَةُ، ومنه

  الحَدِيثُ: قالَ عُمَرُ لَطلْحَة ®(⁣٣): «قَدْ جَرَّسَتْكَ الدُّهُورُ»، أَي حَنَّكَتْكَ وأَحْكَمتْكَ وجَعَلَتْك خَبِيراً بالأُمُورِ مُجَرّباً، ويُرْوَى بالشِّين بمعناه. ورجُلٌ مُجَرِّسٌ ومُجَرَّسٌ كمُحَدِّثٍ ومُعَظَّمٍ، على الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، ونَاقَةٌ مُجَرَّسَةٌ: مُدَرَّبَةٌ مُجَرَّبَةٌ في السّيْرِ والرُّكُوبِ.

  والتَّجْرِيسُ بالقَوْمِ، التَّسْمِيعُ بِهِم والتَّنْدِيدُ، عن ابنِ عَبّادٍ، والاسْمُ الجُرْسَةُ، بالضّمّ.

  وقال أَبو سَعِيدٍ وأَبُو تُرَابٍ: الاجْتِرَاسُ: الاكْتِسَابُ، والشِّينُ لُغَةٌ فيه.

  والتَّجَرُّسُ: التَّكَلُّمُ والتَّنَغُّمُ، عن أَبي تُرَابٍ، وقد تَقَدَّم في كلامِه، فهو تَكْرَارٌ.

  وفي العُبَابِ: التَّرْكِيبُ يَدُلُّ على الصّوْتِ، ومَا بَعْدَ ذلِكَ فمَحْمُولٌ عَلِيهِ، وقد، شَذَّ عَنْ⁣(⁣٤) هذَا التَّرْكِيبِ: الرَّجُلُ المُجَرَّسُ، ومَضَى جَرْسٌ من اللَّيْلِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  جَرسُ الطَّيْرِ، محَرَّكَةً⁣(⁣٥) صوْتُ مناقِيرِهَا عَلَى شَيْءٍ تَأْكُلُه، ومنهُ الحَدِيثُ: «فيَسْمَعُونَ صَوْتَ جَرْسِ طَيْرِ الجَنَّةِ أَي صَوْت أَكْلِهَا، وقد جَرَسَ وأَجْرَسَ، إِذا صَوَّتَ، قال الأَصْمَعِيُّ: كنتُ في مَجْلِسِ شُعْبَةَ قال: «فيَسْمَعُونَ جَرْشَ طَيْرِ الجَنَّة»، بالشِّينِ، فقُلْتُ: جَرْسَ، فنَظرَ إِليَّ وقَالَ: خُذُوهَا عَنْهُ فإِنَّه أَعْلَمُ بهذَا مِنّا، وقد تَقدَّمَتْ له الإِشَارَةُ في الخُطْبَةِ في التَّصْحِيفِ.

  والجَرَسُ، محرَّكَةً: الحَرَكةُ، عن كُرَاع.

  وأَرضٌ خِصْبةٌ جَرِسَةٌ، وهي التي تُصَوِّتُ إِذا حُرِّكت وقُلِّبت.

  وأَجْرَسَ الحَيُّ: سَمِعْتَ جَرْسَه، وفي التَّهْذِيب: أَجْرَسَ الحَيُّ: سَمِعْتَ [صَوْتَ]⁣(⁣٦) جَرْسِ شَيْءٍ.

  وفُلانٌ مَجْرَسٌ لفُلانٍ: يَأْنَسُ بكَلامِه ويَنْشَرِحُ بالكَلامِ عِنْدَه.

  وقال أَبو حَنِيفَة |: فُلانٌ مَجْرَسٌ لفُلانٍ، أَي مَأْكَلٌ ومُنْتَفَعٌ، وقال مَرَّةً: فلانٌ مَجْرَسٌ لفُلانٍ، أَي يَأْخُذُ منه ويَأْكُل [من عنده]⁣(⁣٧).


(١) في معجم البلدان: محلة بهمذان أو قرية.

(٢) التكملة ونسبه لمسعود عبد نبي الحارث بن حجر بن حذيفة الفزاري، قال: والرواية: «روح بنا» بدل «اجرس لها».

(٣) في النهاية واللسان: ومنه حديث عمر: قال له طلحة.

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «من».

(٥) في الصحاح واللسان بفتح فسكون.

(٦) زيادة عن التهذيب.

(٧) زيادة عن اللسان.