تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خرس]:

صفحة 258 - الجزء 8

  ويُقَال في هذا البيتِ: الخَرُوسُ: هي التي يُعْمَلُ لَهَا الخُرْسَةُ، زادَ بعضُهُم: عند الوِلادَةِ.

  والخَرُوسُ، أَيضاً: القَلِيلَةُ الدَّرِّ. نقله الصّاغَانِيُّ.

  وخَرِسَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: شَرِبَ بالخَرْسِ، أَي الدَّنِّ. نقله الصاغانِيُّ.

  وخَرِسَ خَرَساً: صارَ أَخْرَسَ بَيِّنَ الخَرَسِ، مُحَرَّكةً، وهو ذَهَابُ الكَلام عِيًّا أَو خِلْقَةً، مِنْ قَوْمٍ خُرْسٍ وخُرْسَانٍ، بضَمِّهما، أَي مُنْعَقِدَ اللِّسَانِ عَن الكَلامِ عِيًّا أَو خِلْقَةً.

  وأَخْرَسَه الله تَعالَى: جَعَلَه كذلك.

  والأُخَيرِسُ، مُصَغَّراً: سَيْفُ الحَارِثِ بنِ هِشَام ابنِ المُغِيرَةِ⁣(⁣١) المَخْزُومِيِّ، ¥، نَقَلَه الصاغَانِيُّ، وأَنشدَ في العُباب له:

  فمَا جَبُنَتْ خَيْلِي بِفحْلَ⁣(⁣٢) ولَا وَنَتْ ... ولا لُمْتُ يَوْمَ الرَّوْعِ وَقْعَ الأُخَيْرِسِ

  ومن المَجَازِ: كَتِيبةٌ خَرْسَاءُ، هي الَّتِي لا يُسْمَعُ لها صَوْتٌ، لوَقَارِهِمْ في الحَرْبِ، أَو هي الَّتِي صَمَتَتْ من كَثْرة الدُّرُوعِ، أَي ليس لها قَعَاقِعُ، وهذا عن أَبِي عُبِيْدٍ.

  ومن المَجَازِ: نَزَلْنَا ببَني أَخْنَسَ، فسَقَوْنا لَبَناً أَخْرَسَ، يقال: لَبَنٌ أَخْرَسُ: خائِرٌ لا صَوْتَ له في الإِناءِ، لِغلَظِه.

  وفي الأَسَاسِ: خاثِرٌ لا يَتَخَضْخَضُ في إِنائِه.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وسمِعْتُ العَرَبَ تقولُ لِلَّبَنِ الخَاثِر: هذِه لَبَنَةٌ خَرْسَاءُ، لا يُسْمَعُ لهَا صَوْتٌ إِذا أُرِيقَتْ.

  وفي المُحْكَم: وشَرْبَةٌ خَرْسَاءُ، وهي الشَّرْبَةُ الغَلِيظَةُ من اللَّبَنِ.

  ومن المَجَازِ: عَلَمٌ أَخْرَسُ: لَمْ يُسْمَع فيه، وفي الأَسَاسِ: منه صَوْتُ صَدًى، وفي التَّهْذِيب: لا يُسْمَعُ في الجَبَلِ له صَدًى، يَعْنِي أَعْلَامَ الطَّرِيقِ التي يُهْتَدَى بها⁣(⁣٣)، قالَه اللَّيْثُ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُ:

  وأَيْرَمٍ أَخْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ⁣(⁣٤)

  قال: وأَنْشَدَنِيهِ أَعرابيٌّ آخَرُ: «وإِرَمٍ أَعْيَسَ».

  وقد تقدّم ذكره في «ح ر س».

  ومن المَجَازِ: رَمَاه بخَرْساءَ، الخَرْسَاءُ: الدّاهِيَةُ، وأَصْلُهَا الأَفْعَى، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.

  ومن المَجَازِ: الخَرْساءُ: السَّحَابَةُ ليسَ فيها رَعْدٌ ولا بَرْقٌ، ولا يُسْمَعُ لها صوتٌ، وأَكْثَرُ ما يكُون ذلك في الشِّتَاءِ؛ لأَنّ شِدَّةَ البَرْدِ تُخْرِسُ الرَّعْدَ وتُطْفِئُ البَرْقَ. قاله أَبو حَنِيفَةَ.

  ورَجُلٌ خَرِسٌ، ككَتِفٍ: لا يَنامُ: باللَّيْلِ⁣(⁣٥)، أَو هو خَرِشٌ، بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، كما سَيَأْتِي، والوَجْهَانِ ذَكَرَهُمَا الأُمَوِيّ: والخُرْسَى، كحُبْلَى: التي لا تَرْغُو من الإِبِلِ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ، عن ابنِ عَبَّادٍ، وهو مَجازٌ.

  وخُرَاسَانُ، بالضّمِّ، وإِنَّمَا أَطْلَقَهُ لشُهْرَتِه: بِلادٌ مشهورَةٌ بالعَجَمِ، والنِّسْبَةُ إِليْهَا خُرَاسَانِيُّ، قال سِيبَوَيْهِ: وهو أَجْوَدُ، وخُرَاسِنيٌّ، بحذف الأَلِفِ الثانيةِ مع كَسْرِ السِّينِ، وخُرَسَنِيٌّ، بحَذْفِ الأَلِفَيْنِ، وخُرْسِيٌّ، بحذفِ الأَلِفَيْنِ والنون، وخُرَاسِيٌّ، ذَكَر الجَوْهَرِيُّ منها الأَوَّلَ والرّابِعَ والخَامِسَ.

  وخَرَّسَ عَلَى المَرْأَةِ تَخْرِيساً: أَطْعَمَ في وِلَادَتِهَا، كخَرَسَهَا يَخْرُسُهَا، عن الَّلحْيَانِيِّ، وكذا خَرَّسْتُهَا تَخْرِيساً، وخَرَّس عَنْهَا، كِلَاهُمَا: عَمِلَهَا لَهَا. قال:

  ولله عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثْلَ مِقْيَسٍ ... إِذَا النُّفَسَاءُ أَصْبَحَتْ لمْ تُخَرَّسِ

  وقد خُرِّسَتْ هي، أَي يُجْعَلُ لَهَا الخُرْسُ.

  وتَخَرَّسَتْ هِي اتَّخَذَتْهُ لِنَفْسِهَا ومنه المَثَلُ «تَخَرَّسِي يا نَفْسُ لَا مُخَرِّسَةَ لَكِ» أَيْ اصْنَعِي لنَفْسِكِ الخُرْسَةَ. قالَتْهُ


(١) عن جمهرة ابن حزم ص ١٤٥ وبالأصل «مغيرة».

(٢) عن معجم البلدان «فحل» وضبطت فيه بكسر الفاء.

(٣) عبارة التهذيب: «وعلم أخرس: إذا لم يسمع فيه صوت صدى، يعني العلم الذي يهتدى به، والأصل كاللسان ولم يعز العبارة للأزهري.

(٤) ويروى «وايرم أحرس» بالحاء المهملة. والإيرم العلم فوق القارة يهتدى به. والأحرس: العادي القديم مأخوذ من الحرس، وهو الدهر.

(٥) عن القاموس وبالأصل «لا ينام الليل».