تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خرمس]:

صفحة 260 - الجزء 8

  والأَرْضَ، والمَكْبُوسُ منه بالخَلِّ ينفَعُ الطِّحَالَ، أَكْلاً وضِماداً.

  وبالضّمِّ، الخُسُّ بنُ حابِسٍ: رَجُلٌ من إِيادٍ معروفٌ، وهو أَبُو هِنْد بِنْتِ الخُسِّ الإِيادِيَّةِ، التي جاءَتْ عَنْهَا الأَمْثَالُ، وكانَتْ مَعْرُوفَةً بالفَصَاحَةِ. نَقَلَه ابنُ دُرَيْد.

  وفي نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: يُقَال فيه: خُسٌّ، وخُصٌّ، بالسينِ والصاد، وهو خُصُّ بنُ حابِسِ بنِ قُرَيْطٍ الإِيَادِيُّ.

  وقال أَبو مُحَمَّدٍ الأَسْودُ: لا يجوزُ فيه إِلا الخُسُّ، بالسينِ.

  أَو هي⁣(⁣١)، أَي ابْنَةُ الخُسِّ: من العَمَالِيقِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ. والإِيادِيَّةُ: هي جُمْعةُ بنتُ حابِسٍ الإِيَادِيّ، وكِلْتاهما مِن الفِصَاحِ.

  والصَّوَابُ أَنَّ ابْنَةَ الخُسِّ المَشْهُورَةَ بالفَصَاحَةِ وَاحِدَةٌ، وهي من بَنِي إِيادٍ، واخْتُلِف في اسْمِها، فقيل هِنْد، وقيل: جُمْعَةُ، ومن قال: إِنّهَا بِنْتُ حابِسٍ فقد نَسَبَهَا إِلى جَدِّهَا، كما حَقَّقَهُ غيرُ وَاحدٍ.

  ونقلَ شيخُنَا عن ابنِ السِّيدِ في الفَرْق، أَنهُ يُقَال لامْرَأَةٍ من العَرَبِ حَكِيمَةٍ: بنتُ الخُصِّ، وابنةُ الخُسِّ، فهذا يَدُلُّك على أَنَّهَا امرأَةٌ وَاحِدَةٌ، والاخْتِلَافُ في اسْمِها، فتأَمَّلْ.

  قلتُ: ونَقَلَ الأُرْمَوِيُّ في كِتَابِه عن اللِّحْيانِيّ: قال الخُسُّ لِبِنْتِه: إِنِّي أُريدُ أَلاّ أُرْسِلَ في إِبِلِي إِلاّ فَحْلاً وَاحِداً. قالت: لا يُجْزِئُهَا إِلاَّ رَبَاعٌ قِرْفَاصٌ، أَو بَازلٌ خُجَأَةٌ.

  والخُسَّانُ، كرُمَّانٍ: النُّجُومُ الَّتِي لا تَغْرُب⁣(⁣٢)، كالجَدْيِ، والقُطْبِ، وبَنَاتِ نَعْشٍ، والفَرْقَدَيْنِ، وشِبْهِه هكذا تُسمِّيها العَرَبُ. نقله ابنُ دُرَيْدٍ.

  وخَسَّ نَصِيبَه يَخُسُّه، بالضَّمِّ: جَعَلَه خَسِيساً دَنِيئاً حَقِيراً.

  ويُقَال: خَسِسْتَ بَعْدِي، بالكَسْرِ، خِسَّةً، بالكَسْرِ، وخَسَاسَةً، بالفَتْحِ، إِذا كانَ في نَفْسِهِ خَسِيساً أَي دَنِيئاً حَقِيراً.

  وخَسِسْتَ وخَسَسْتَ تَخِسُّ خَسَاسَةً، وخُسُوساً⁣(⁣٣) وخِسَّةً: صِرْتَ خَسِيساً. وخَسِيسَةُ النّاقَةِ: أَسْنَانُهَا دونَ الإِثنَاءِ، يُقَال: جَاوَزَتِ الناقةُ خَسِيستَهَا، وذلك في السَّنَةِ السَّادِسَةِ، إِذا أَلْقَتْ ثَنِيَّتَها، وهي التي تَجُوزُ في الضَّحَايَا والهَدْيِ.

  ومِن المَجَازِ: يقال: رَفَعْتُ مِن خَسِيسَتِه، إِذَا فَعَلْتَ به فِعْلاً يكونُ فِيه رِفْعَتُه. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ الأَزْهَرِيّ: يقال: رَفَعَ الله خَسِيسَةَ فُلانٍ، إِذا رَفَعَ الله حالَه بعدَ انْحِطَاطِهَا.

  والخُسَاسَةُ، بالضَّمِّ: عُلَالَةُ الفَرَسِ. والقَلِيلُ مِن المالِ أَيضاً، نقلهما الصاغانِيُّ.

  ويُقَال: هذه الأُمُورُ خِسَاسٌ بينَهُمْ، ككِتَابٍ: أَي دُوَلٌ، نقله ابنُ فارِسٍ، أَي يَتَدَاوَلُونَهَا.

  وأَخْسَسْتَ يا رَجُلُ، إِذا فَعَلْتَ فِعْلاً خَسِيساً، عن ابنِ السِّكِّيتِ، أَو جِئْتَ بخَسِيسٍ في الأَفْعَالِ.

  وأَخْسَسْتَ فُلَاناً: وَجَدْتَه خَسِيساً.

  واسْتَخَسَّه: عَدَّه كذلِكَ، أَي خَسِيساً. نقلَه الجَوْهَرِيُّ.

  والمُسْتَخِسُّ، ويُفْتَحُ الخاءُ: الشيْءُ الدُّونُ.

  والمُسْتَخِسُّ، والمُسْتَحسُّ: القَبِيحُ الوَجْهِ الدَّمِيمُه، وهِي بِهاءٍ، مُشْتَقٌّ من الخِسَّةِ.

  وتَخَاسُّوه: تَدَاوَلُوه وتَبَادَرُوه. نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  خَسَّ الشَّيءُ يَخَسُّ ويَخِسُّ خِسَّةً وخَسَاسَةً، فهو خَسِيسٌ: رَذُلَ.

  وشيْءٌ خَسِيسٌ، وخُسَاسٌ، ومَخْسُوسٌ: تَافِهٌ.

  ورَجُلٌ مَخْسُوسٌ: مَرْذُولٌ.

  وقَوْمٌ خِسَاسٌ: أَرْذالٌ.

  وخَسَّ الحَظُّ، وأَخَسَّه: قَلَّلَهُ ولم يُوَفِّرْه⁣(⁣٤). قالَ أَبو مَنْصُورٍ: العَرَبُ تقول: أَخَسَّ الله حَظَّه، وأَخَتَّه، بالأَلف، إِذا لم يَكُنْ ذا جَدٍّ ولا حَظٍّ في الدنْيا ولا شيءٍ من الخَيْر.


(١) في القاموس: «أو هو» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «أو هي».

(٢) في اللسان: لا تعزب.

(٣) في اللسان: وخسوسة.

(٤) عبارة اللسان: وخسّ الحظ خسًّا، فهو خسيس، وأخسّه كلاهما: قلّله ولم يوفره.