تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دهرس]:

صفحة 296 - الجزء 8

  شيخُنَا. قلتُ: وقد صرَّحَ غيرُ وَاحدٍ أَنَّ الدَّهْسَ، بالفَتْح، إِنّمَا يُقَال في جَمْعِه: أَدْهاسٌ، كما سبقَ.

  وأَدْهَسُوا: سَلَكُوه، وسارُوا فيه، كما يُقَال: أَوْعَثُوا: سَارُوا في الوَعْثِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  ورَمْلٌ أَدْهَسٌ: بَيِّنُ الدَّهَسِ، قال العَجَّاج.

  أَمْسَى مِنَ القَابِلَتَيْنِ سُدَّسَا ... مُوَاصِلاً قُفًّا ورَمْلاً أَدْهَسَا⁣(⁣١)

  ورِمالٌ دُهْسٌ: سَهْلَةٌ لَيِّنةٌ.

  والدُّهْسَةِ⁣(⁣٢) بالضَّمِّ، مَعْطُوفٌ على ما قَبلَه، أَي بَيِّنُ الدَّهَسِ والدُّهْسَةِ. قالَ ابنُ سِيدَه: هو لَوْنٌ يَعْلُوه أَدْنَى سَوَادٍ، يكون في الرِّمال والمَعْزِ.

  والدَّهَاسَةُ، بالفَتْحِ: سُهُولَةُ الخُلُقِ، وهو دَهَّاسٌ، ككَتَّانٍ، سَهْلُ الخُلُقِ دَمِثُهُ.

  وامْرأَةٌ دَهْساءُ ودَهَاسٌ، كسَحَاب: عَظِيمَةُ العَجُزِ، الأُولَى عن ابنِ عَبَّاد، نقلَه الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب، ويجوز أَن تكون: امرأَةٌ دَهَاسٌ، مَجَازاً على التَّشْبِيه.

  وعَنْزٌ دَهْسَاءُ، كالصَّدْآءِ، وهي السَّوْدَاءُ المُشْرَبَةُ حُمْرَةً إِلاَّ أَنَّه أَقَلُّ مِنْهَا حُمْرَةً، قالَهُ أَبو زَيْدٍ. وأَنْشَدَ الزَّجَّاجُ يَصِفُ الْمِعْزَى:

  وَجَاءَتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفَايَا ... يَصُورُ عُنُوفَهَا أَحْوَى زَنِيمُ⁣(⁣٣)

  وسيأْتِي.

  والدَّهُوسُ كصَبُورٍ: الأَسَدُ ويُقَال: ادْهَاسَّتِ الأَرْضُ ادْهِيسَاساً: صَارَتْ دَهْساءَ اللَّوْن، أَي كلَوْنِ الرِّمَالِ وأَلْوَانِ الْمِعْزَى.

  وقالَ الصّاغَانِيُّ: ادْهَاسَّ النَّبْتُ، إِذا صَارَ أَدْهَسَ اللَّوْنِ، وكذا ادْهاسَّت الأَرْضُ.

  [دهرس]: الدَّهْرَسُ، كجَعْفَرٍ: الدَّاهِيَةُ، ج، دَهَارِسُ، أَنْشَدَ يَعْقُوبُ:

  مَعِي ابْنَا صَرِيمٍ جَازِعَانِ كِلَاهُمَا ... وعَرْزَةُ لَوْلَاهُ لَقِينَا الدَّهَارِسَا

  ويُجْمَع أَيضاً على الدَّهَارِيسِ. قال المُخَبَّلُ:

  فَإِنْ أَبْلَ لَاقَيْتُ الدَّهَارِيسَ مِنْهُمَا ... فَقَدْ أَفْنَيَا النُّعْمَانَ قَبْلُ وتُبَّعَا

  قال ابنُ سِيدَه: وَاحِدُهَا دِهْرِسٌ⁣(⁣٤) ودُهْرُسٌ، فلا أَدْرِي لِمَ ثَبَتَت الياءُ في الدَّهارِيسِ؟ ونقَل ابنُ الأَعْرَابِيّ الدَّراهِيسَ، أَيضاً.

  والدَّهْرَسُ: الخِفَّةُ والنَّشَاطُ، قالَ أَبُو عَمْرٍو: يُقَال: ناقَةٌ ذاتُ دَهْرَسٍ، أَي ذاتُ خِفَّةٍ ونَشَاطٍ، وأَنشد:

  ذاتُ أَزَابِيَّ وذاتُ دَهْرَسِ

  [دهمس]: الدَّهْمَسَةُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقال الفَرَّاءُ: هو السِّرَارُ، كالرَّهْمَسَةِ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  والدَّهْمَسَةُ: المُسَاوَرَةُ⁣(⁣٥) والبَطْشُ.

  وفي التَّهْذِيبِ: قال أَبو تُرَابِ: سمِعْتُ شَبَانَةَ يَقُولُ: هذا؛ أَمْرٌ مُدَهْمَسٌ ومُدَغْمَسٌ، ومُنَهْمَسٌ، أَي مَسْتُورٌ، وقد تقدَّم.

  [ديس]: الدَّيْسُ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  وقال الصّاغَانِيُّ في آخرِ مادّة «دوس» الدَّيْسُ: الثَّدْيُ، عِرَاقِيَّةٌ لا عَرَبِيَّةٌ⁣(⁣٦).

  قلت: فإِذا كانَتْ ليستْ بعَرَبِيَّةٍ فما فائدةُ اسْتِدْرَاكِهَا على الجَوْهَرِيِّ الذي شَرطَ في كِتَابِه أَلاّ يَأْتِيَ فيه إِلاَّ بما صَحَّ عِنْدَه، وكأَنَّه قلَّدَ الصَّاغَانِيَّ فيما أَوردَه. فتأَمَّلْ.

  ودِيسَانُ، بالكَسْرة: ة بهَرَاةَ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَيضاً.

  قلْت: وذكره الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً في المُشْتَبِه، ونَسَب إِليهَا رَجُلاً من المُتَأَخِّرِينَ مِمَّنْ حَدَّثَ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  دِيسوه، بالكَسْر: قريتان بمِصْرَ إِحداهما بالغَرْبِيَّة، والثانية في حَوْفِ رَمْسِيسَ.


(١) ويروى «بلون أدهساً»، ويروى: «برمل أدهسا» وهي رواية الديوان والأولى رواية اللسان.

(٢) ضبطت في القاموس: والدُّهسةُ مرفوعة.

(٣) اللسان ونسبه للمعلي بن جمال العبدي.

(٤) ضبطت عن اللسان.

(٥) في القاموس: «المشاورة» والأصل كالتكملة.

(٦) نص التكملة في مادة ديس: وأهل العراق يقولون للثدي: الدَّيْسُ، وليس من كلام العرب.