تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الذال) المعجمة مع السين

صفحة 300 - الجزء 8

  قلت: ورُؤَاسٌ اسمُه الحَارِثُ وعَقِبُه مِنْ ثلاثةٍ: بِجَادٍ⁣(⁣١) وبُجَيْدٍ وعُبَيْدٍ، أَولادِ رُؤاسٍ لِصُلْبِهِ.

  ومِن وَلَدِ رُؤَاسٍ: وَكِيعُ بن الجَرَّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيّ بنِ الفَرَسِ⁣(⁣٢) الفَقِيهُ.

  ومنهم حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حُمَيْدٍ، الرُّؤَاسِيُّونَ.

  مُحَدِّثُون. قال الأَزْهَرِيُّ: وكانَ أَبو عُمَرَ الزاهِدُ يَقُولُ في أَبِي جَعْفَرٍ الرُّؤاسِيِّ أَحَدِ القُرَّاءِ والمُحَدِّثِين: إِنَّهُ الرَّوَاسِيُّ، بفتح الرّاءِ وبالوَاوِ من غَيْر هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاس: قَبِيلَةٍ من سُلَيْمٍ، وكانَ يُنْكِرُ أَنْ يُقَال⁣(⁣٣): الرُّؤَواسيُّ، بالهَمْزِ، كمَا يَقُولُه المُحَدِّثُون وغيرُهم.

  قلت: ويَعْنِي بأَبِي جَعْفَرٍ هذا مُحَمَّدَ بنَ أَبي سارةَ⁣(⁣٤) الرَّوَاسِيّ. ذكرَ ثَعْلَبٌ أَنَّه أَوَّلُ مَن وَضَعَ نحوَ الكُوفِيِّينَ. وله تَصانِيفُ. وقد تقدَّم ذِكْرهُ في المُقَدِّمة.

  والرُّؤَاسِيُّ أَيضاً: العَظِيمُ الرَّأْسِ، ومِمَّن نُسِبَ إِلى ذلِكَ مسْعَرُ بنُ كِدَامٍ الفَقِيهُ وغيرُه، ومنهم مَن يقولُه بتشْدِيدِ الواوِ، من غَيْرِ هَمْزٍ، وهو غَلَطٌ.

  ويُقَال: رَأَّسْتُه تَرْئيساً، إِذا جَعَلْتَه رَئيساً على القَوْمِ.

  وارْتَأَسَ هو: صارَ رَئيساً، كتَرَأّسَ، مثلُ تَأَمَّرَ.

  وفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: ارْتَأَسَ زَيْداً، إِذا شَغَلَه. وأَصْلُه أَخْذٌ بالرَّقَبَةِ وخَفْضُهَا إِلى الأَرْضِ، ومثله: اكْتَأَسَه وارْتَكَسَه واعْتَكَسَه، كلُّ ذلِكَ بمَعْنًى وَاحِدٍ.

  والمُرَائِسُ، كمُقَاتِلٍ: المتَخَلِّفُ عن القومِ في القِتَالِ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  رُئِسَ الرجُلُ: كعُنِيَ: شَكَا رَأْسَه، فهو مَرْؤُوسٌ.

  والرَّئِيس: الَّذِي قَدْ شُجَّ رَأْسُه، ومنه قولُ لَبِيدٍ:

  كَأَنَّ سَحِيلَهُ شَكْوَى رَئيسٍ ... يُحَاذِرُ مِنْ سَرَايَا وَاغْتِيَالِ

  والمَرْؤُوسُ: مَنْ أَصَابَهُ البِرْسَامُ. قاله الأَزْهَرِيُّ⁣(⁣٥).

  وأَصَابَ رأْسَه: قَبَّلَهُ، وهو كِنَايَةٌ.

  وارْتَأَسَ الشَّيْءَ: رَكِبَ رأْسَه.

  وفَحْلٌ أَرْأَسُ، وهو الضَّخْمُ الرَّأْسِ، كالرُّؤَاسِ والرُّؤَاسِيّ. وقيل: شاةٌ أَرْأَسُ، ولا تَقُلْ: رُؤاسِيٌّ، عن ابنِ السِّكِّيتِ.

  والرَّائِسُ: رَأْسُ الوَادِي. وكُلُّ مُشْرِفٍ: رَائِسٌ.

  ورَأْسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه وسَيَأْتِي للمصَنِّفِ في «ر وس».

  وهُم رأْسٌ عَظِيمٌ، أَي جَيْشٌ على حِيَالِهِ لا يَحْتَاجُون إِلى إِحْلاب⁣(⁣٦).

  ورأْسَ الْقَوْمَ يَرْأَسُهُم رَآسةً: فَضَلَهُمْ. ورأَسَ عليهم.

  قاله الأَزْهَرِيُّ. ورَوَّسُوهُ على أَنفُسِهم، قالَ: وهكَذَا رأْيتُه في كِتَابِ اللَّيْثِ، والقِيَاسُ: رَأَسُوه. وقالَ ابن الأَعْرَابِيِّ: رَأَسَ الرَّجُلُ رَآسَةً، إِذا زَاحَمَ عليها وأَرَادَهَا. قال: وكانَ يُقَال: الرَّآسَةُ تَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بها رَأْسُ مَنْ لا يَطْلُبُها.

  وفي الحَدِيث: «رَأْسُ الكُفْرِ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ» وهو مَجَازٌ، يكون إِشَارَةً إِلى الدَّجَّالِ أَوْ غَيْرِه من رُؤَسَاءِ الضَّلَالِ الخَارِجِينَ بالمَشْرِقِ.

  ورَئِيسُ الكِلابِ وَرائِسُهَا: كَبِيرُها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَصِ، وهو مَجازٌ.

  وكَلْبَةٌ رَائِسَةٌ: تَأْخُذُ الصَّيْدَ برَأْسِه.

  وكَلْبَةٌ رَؤُوسٌ، كصَبُورٍ: تُسَاوِرُ رَأْسَ الصَّيْدِ.

  ويُقَال: أَعْطِنِي رَأْساً مِن الثُّومِ، وسِنًّا منه، وهو مَجَازٌ.

  ويقال: كَمْ في رَأْسِك مِن سِنٍّ؟ وهو مَجَازٌ.

  والضَّبُّ رُبَّمَا رأّسَ الأَفْعَى ورُبَّمَا ذَنَّبَها، وذلِكَ أَنَّ الأَفْعَى تأْتِي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه، فيَخْرُجُ أَحْيَاناً برأْسِه


(١) لم يرد في بني رؤاس عند ابن حزم انظر ص ٢٨٧.

(٢) عن جمهرة ابن حزم وبالأصل «الغرس».

(٣) عن اللسان وبالأصل «أن يقول».

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «محمد بن سادة».

(٥) عبارة الأزهري في التهذيب: ورجلٌ أريس ومرؤوس وهو الذي رأسه السِّرْسُام فأصاب رأسه.

(٦) بالأصل: «على جبالهم لا يحتاجون إلى الإجلاب» وما أثبت عن الأساس.