تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رهس]:

صفحة 313 - الجزء 8

  وأَبو حاتِمٍ عبدُ الرَّحْمنِ بن عليِّ بنِ يَحْيَى بنِ رَوَّاسٍ، كشَدَّادٍ، مُحَدِّثٌ.

  والرَّوَّاسِيُّ، بالتَّشْدِيدِ: نَسَبُ كَبيرِ الرَّأْسِ، منهم مِسْعَرُ بن كِدَامٍ، وأَبُوه، وقد تَقَدَّم.

  وبَنو الرَّائِس: بَطْنٌ من العَرب.

  [رهس]: الرَّهْسُ، كالمَنْع، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): هو الوَطْءُ الشَّدِيدُ، وقد رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً، مثل دَهَسَه، أَخْبَر به أَبو مَالكٍ عن العَرَب.

  والرَّهْوَسُ، كجَرْولٍ: الأَكَولُ، عن ابنِ فارِس.

  وارْتَهَسَ الوَادِي ارْتِهَاساً: امْتَلأَ ماءً. وارْتَهَسَ القَوْمُ: ازْدَحَمُوا، بالسِّين وبالشِّين. قالَهُ شُجَاعٌ، كارْتَكَسُوا.

  وارْتَهَسَتْ رِجْلَا الدَّابَّةِ، وارْتَهشَتْ، إِذا اصْطَكَّتا وضَرَب بَعْضُها⁣(⁣٢) بعضاً.

  وارْتَهَسَ الجَرَادُ: رَكِبَ بَعْضُه بَعْضاً حتى لا يَكَاد يُرَى التُّرَابُ معه. يُقَال⁣(⁣٣) للرّائدِ: كَيْفَ البِلادُ التي ارْتَدْتَ؟ قال: تَرَكْتُ الجَرَادَ يَرْتَهِسُ، ليس لأَحَدٍ فيها نُجْعَةٌ. والشِّين لغةٌ فيه.

  وتَرَهَّسَ، إِذا تَمَخَّضَ وتَحَرَّك، قال العَجَّاج:

  عَضْباً إِذَا دِمَاغُهُ تَرَهَّسَا ... وحَكَّ أَنْيَاباً وخُضْراً فُؤَّسَا

  وتَرَهَّسَ: اضْطَرَبَ، عن ابنِ عَبّادٍ، كارْتَهَسَ. ومنه حَدِيثُ عُبَادَةَ بنِ الصّامِت: «وجَرَاثِيمُ العَرَبِ تَرْتَهِسْ»، أَي تَضْطَرِبُ في الفِتْنَةِ، ويُرْوَى بالشين: تَصْطَكُّ⁣(⁣٤) قَبَائِلُهم في الفِتن. وفي حديث العُرَنِيِّين: «عَظُمَتْ بُطونُنا وارْتَهَسَتْ أَعْضَادُنا»، أَي اضْطَرَبَتْ، ويُرْوَى بالشين.

  [رهمس]: الرَّهْمَسَةُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ والصّاغانِيُّ في التكملة، وفي اللِّسَان والعُبَاب: هو السِّرَارُ، كالدَّهْمَسَةِ والرَّهْسَمَةِ⁣(⁣٥)، ومنه قَول الحَجَّاج وقد أُتِيَ بِرَجُل: «أَمِنْ أَهْلِ الرَّيِّس والرَّهْمَسَةِ أَنْت؟» كأَنَّه أَرادَ المُسَارَّةَ في إِثارَةِ الفِتْنةِ، وشَقِّ العَصَا بين المُسْلِمِين، كالدَّهْمَسَةِ.

  وهُو يُرَهْمِسُ ويُرَهْسِم، إِذا سارَّ وسَاوَرَ.

  وقيل: هو التَّعْرِيض بالشَّرِّ، عن ابنِ عَبَّادٍ، وبه فُسِّر قولُ الحَجّاجِ أَيضاً.

  وقال شَبَانةُ: أَمْرٌ مُرَهْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ ومُنهْمَسٌ، أَي مَسْتُورٌ لا يُفْصَحُ به كُلِّه، ومنه: رَهْمَسَ الخَبَرَ، إِذا أَتى منه بطَرَفٍ ولم يُفْصِحُ بجَمِيعِه، كرَهْسَمَ.

  [ريس]: رَاسَ يَرِيسُ رَيْساً، عن ابنِ دُرَيْدٍ، ورَيَسَاناً، عن غَيْرِه: مَشَى مُتَبَخْتِراً يكون للإِنْسَانِ والأَسَدِ، ومنه قولُ أَبي زُبَيْدٍ الطّائِيِّ:

  فَبَاتُوا يُدْلِجُونَ وباتَ يَسْرِي ... بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوسُ

  إِلى أَنْ عَرَّسُوا وأَغَبَّ عَنْهُمْ ... قَرِيباً ما يُحَسُّ له حَسِيسُ⁣(⁣٦)

  فَلَمَّا أَنْ رَآهُمْ قد تَدَانَوْا ... أَتاهُمْ بَيْنَ أَرْحُلِهِمْ يَرِيسُ

  وَصَفَ رَكْباً يَسِيرُونَ والأَسَدُ يَتْبَعُهُم.

  وراسَ الشَّيْءَ رَيْساً: ضَبَطَهُ وغَلَبَهُ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وراسَ القَوْمَ: اعْتَلَى عليهم، والهَمْزُ فيهم أَعْلَى.

  ورَيْسُونُ، بالفَتْحِ: ة، بالأُرْدُنِّ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الرَّيَّاسُ، كشَدَّادٍ: الأَسَدُ.

  وارْتَاسَ ارْتِيَاساً؛ تَبَخْتَر.

  والرَّيِّسُ، كقَيِّمٍ: الرَّئيسُ، وفي اليَمَنِ يُطْلِقُونَه على من يَحْلِقُ الرأْسَ خاصَّةً.

  وسأَلْتُ مَرَّةً شيخَنا المُحَدِّثَ الُّلغَوِيَّ عبدَ الخَالِقِ بنَ أَبِي


(١) الجمهرة ٢/ ٣٣٩.

(٢) في اللسان والتكملة: بعضهما.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يقال الخ، كذا بالنسخ، ولعله: قيل».

(٤) كذا بالأصل واللسان والنهاية، وفي التكملة: يعني اضطراب قبائلهم في الفتن.

(٥) عن اللسان وبالأصل «الرهمسة».

(٦) أغب عنهم: قصر في سيره، ولا يحس له حسيس: لا يسمع له صوت.