تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرس]:

صفحة 325 - الجزء 8

  وتَشاخَسَ أَمْرُهُم: اخْتلفَ وافْتَرَقَ.

  وتَشَاخَسَ رَأْسُه مِنْ ضَرْبي: افْتَرَقَ فِرْقَتَيْنِ، يُقَال: ضَرَبَه فتَشَاخَسَ قِحْفَا رَأْسِه، أَي تَبَايَنَا واخْتَلَفَا، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقد استُعْمل في الإِبْهام، قالَ:

  تَشَاخَسَ إِبْهَامَاكَ إِنْ كُنْتَ كاذِباً ... ولا بَرئَا مِنْ دَاحِسٍ وكُنَاعِ

  وقد يُسْتَعْمَلُ في الإِنَاءِ، يُقَال: شَاخَسَ الشَّعَّابُ الصَّدْعَ، أَي صَدْعَ القَدَحِ: مَايَلَهُ، وفي التَّكْمِلَة: بَايَنَهُ فبَقِيَ غَيْرَ ملْتَئِمٍ، وقد تَشاخَسَ. أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ:

  ونَحْنُ كصَدْعِ العُسَّ إِنْ يُعْطَ شاعِباً ... يَدَعْهُ وفِيهِ عَيْبُه مُتَشَاخِسٌ

  أَي مُتَبَاعِدٌ فاسِدٌ، وإِنْ أُصْلِحَ فهو مُتَمَايِلٌ لا يَسْتَوِي.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الشَّخِيسُ، كأَمِيرٍ: المُخَالِفُ لمَا يُوْمَرُ به.

  وشَاخَسَ أَمْرُ القَوْمِ: اخْتلَفَ.

  وشَاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ، وذلك عند الهَرَمِ، قال الطِّرِمَّاحُ يَصِف وَعْلاً، وفي التَّهْذيب: بَعِيراً:

  وشَاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ حتَّى كأَنَّهُ ... مُنَمِّسُ ثِيرَانِ الكَرِيصِ الضَّوَائِنِ⁣(⁣١)

  والشُّخَاسُ والشَّاخِسَةُ⁣(⁣٢) فِي الأَسْنَانِ، والمُتَشَاخِسُ: المتَمَايِلُ.

  ويقَال: أَخْلاقُه مُتَشَاكِسَةٌ وأَقْوَالُه⁣(⁣٣) مُتَشَاخِسَة، وهو مَجَازٌ.

  [شرس]: الشَّرَسُ، محرَّكةً: سُوءُ الخُلُق، والنُّفُورُ، وشِدَّةُ الخِلَافِ، كالشَّرَاسَةِ. والشَّريسِ، كأَمِيرٍ، وهوَ أَشْرَسُ وشَرِسٌ، ككَتِفٍ، وشَرِيسٌ، كأَمِيرٍ، وقد شَرِسَ شَرَساً، كفَرِحَ فقط، وشَرِسَتْ نَفْسُه شَرَساً، وشَرُسَتْ شَرَاسَةً فهي شَرِيسَةٌ، كفَرِحَ وكَرُمَ، قال.

  فَرُحْتُ ولِي نَفْسَانِ نَفْسٌ شَرِيسَةٌ ... ونَفْسٌ تَعَنَّاهَا الفِرَاقُ جَزُوعُ

  هكذا أَنْشَدَه اللَّيْثُ، وما ذَكَرْناهُ مِنْ تَعْيينِ البابَيْنِ وتَمْيِيزِهِما هو الذي صَرَّحَ به ابنُ سِيدَه وغيرُه، وكلامُ المُصنِّفِ لا يَخْلُو عن قُصُورٍ في التَّحْرِيرِ؛ فإِنَّ الشَّرَاسَةَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ فِعْلُه مَضْمُوماً، والشَّرَسَ محرَّكةً أَنْ يَكُونَ مَكْسُوراً.

  ويُقال: ناقَةٌ شَرِيسٌ: ذات شِرَاسٍ. وفي حَدِيثِ عَمْرَو بنِ مَعْدِيكَرِبَ: «هُمْ أَعْظَمُنَا خَمِيساً وأَشَّدُّنا شَرِيساً» أَي شَرَاسَةً.

  والشَّرَسُ، مُحَرَّكةً: ما صَغُرَ مِن شَجَرِ الشَّوْكِ، حكاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، | كالشِّرْسِ، بالكَسْرِ، وهو مِثْل الشُّبْرُمِ والحَاج، وقيل: الشِّرْسُ: عِضَاهُ الجَبَلِ، وله شَوْكٌ أَصْفَرُ، وقِيلَ: هو ما رَقَّ شَوْكُه، ونَبَاتُه الهُجُولُ والصَّحَارِيَ، ولا يَنْبُت في قِيعَانِ الأَوْدِيَةِ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: وهو الشُّكَاعَى والقَتَادُ والسَّحَا وكُلُّ ذِي شَوْكٍ مِمّا يَصْغُر، وأَنْشَدَ:

  وَاضعَةٌ تَأْكُلُ كُلَّ شِرْسِ

  وشَرِسَ، كفَرِح: دامَ علَى رَعْيِه، كذا في التَّكْمِلَة، وهو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيّ، ونَصُّ أَبي حنيفةَ: شَرَسَتِ الماشِيَةُ تَشْرُسُ شَرَاسَةً: اشتَدَّ أَكلُهَا، ولم يَخُصّ بالشِّرْسِ، ومثلُه قولُ أَبِي زَيْدٍ، كما سَيَأْتِي.

  وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ: شَرِسَ الرجُلُ، كفَرِحَ، إِذا تَحَبَّب إِلى النّاسِ.

  والأَشْرَسُ هو: الجَرِيءُ في القِتَالِ، نقلَه الصّاغَانِيُّ، والذي في التَّهْذِيب أَنَّ الجرِيءَ في القِتَالِ هو الأَشْوَسُ، فصحَّفه الصاغانِيُّ، وتَبِعَهُ المصنِّفُ، فتأَمَّلْ. ومنه الأَشْرَسُ: الأَسَدُ، لجَرَاءَتِه أَو لِسُوءِ خُلُقِهِ، كالشَّرِيسِ، كأَمِيرٍ،.

  والأَشْرَسُ بنُ غاضِرَةَ الكِنْدِيُّ، صحابِيٌّ.

  وأَرْضٌ شَرْساءُ وشَرَاسٌ كثَمَانٍ وشَنَاحٍ ورَبَاعٍ وحَزَابٍ وزَمانٍ ومَكَانٍ وسَرَابٍ، فإِعْرَاب الأَوَّل بالتقدير في غيرِ النَّصْبِ، والثاني يُعرَبُ بالحَرَكاتِ مُطْلَقاً: شَدِيدَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظَةٌ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «يقول: خالف بين أسنانه الكبر، فبعضها طويل وبعضها منكسر. والضوائن: البيض، كذا في التكملة».

(٢) في التهذيب: «والمشاخسة» والأصل كاللسان.

(٣) في الأساس: وأفعاله.