تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة

صفحة 396 - الجزء 1

  القَفِيلُ: السُّوْطُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قوله تعالى {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}⁣(⁣١) أَيْ لَصِقْتُ بالأَرْضِ لِحُبِّ الخَيْلِ حَتَّى فَاتَتْنِي الصَّلاةُ⁣(⁣٢) أَوْ أَحَبَّ البَعِيرُ إحْبَابا: أَصَابَهُ كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ قال ثعلبٌ: ويقال لِلْبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبُّ، وأَنْشَدَ يَصِفُّ امْرَأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَت⁣(⁣٣) بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا:

  جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ ... فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ

  وقال أَبُو الهَيْثَمِ: الإِحْبَابُ: أَنْ يُشْرِفَ البَعِيرُ عَلَى المَوْتِ من شِدَّةِ المَرَضِ فَيَبْرُكَ وَلَا يَقْدِرَ أَنْ يَنْبَعِثَ، قال الراجز:

  مَا كَانَ ذَنْبِي مِنْ مُحَبٍّ بَارِكْ ... أَتَاهُ أَمْرُ اللهِ وهُوَ هَالِكْ

  والإِحْبَابُ: البُرْءُ من كُلِّ مَرَضٍ، يقال: أَحَبَّ فُلَانٌ إِذا بَرَأَ مِنْ⁣(⁣٤) مَرَضِهِ، وأَحَبَّ الزَّرْعُ وَأَلَبَّ صَارَ ذَا حَبٍّ، ووذَلِكَ إِذا دَخَلَ فيه الأُكْلُ ( *) وتَنَشَّأ الحَبُّ واللُّبُّ فيه.

  واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المَالِ إِذَا أَمْسَكَتِ المَاءَ وطَالَ ظِمْؤُهَا، وإِنما يكون ذلك إِذَا التَقتِ الصَّرْفَةُ⁣(⁣٥) والجَبْهَة وطلعَ بهما سُهيل.

  والحَبَّةُ: وَاحِدَةُ الحَبِّ، والحَبُّ: الزَّرْعُ صغيراً كان أَو كبيراً، والحَبُّ: معروفٌ مستعملٌ في أَشياءَ: حَبَّةٌ مِنْ بُرٍّ، وحَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ، حَتَّى يقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ، والحَبَّةُ منَ الشَّعِيرِ والبُرِّ ونحوِهِمَا ج حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ كتُمْرَانٍ في تَمْرٍ، وهذه الأَخيرةُ نادرةٌ، لأَنَّ فَعْلَة لا يُجْمَعُ⁣(⁣٦) على فُعْلَانٍ إِلا بَعْدَ⁣(⁣٧) الزَّائِدِ.

  والحَبَّةُ: الحَاجَةُ. والحُبَّةُ بالضَّمِّ: المُحَبَّةُ وقد تَقَدَّمَ، وعَجَمُ العِنَبِ، وقد يُخَفَّفُ فيقال: الحُبَةُ كَثُبَةٍ.

  والحِبَّةُ بالكَسْرِ بُزُورُ البُقُولِ ورَوَى الأَزهريُّ عن الكِسَائيِّ: الحِبَّة: حَبُّ الرَّيَاحِينِ ووَاحِدَةُ الحِبَّةِ حَبَّةٌ أَو هِيَ نَبْتٌ يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صَغِيرٌ أَو⁣(⁣٨) هي الحُبُوبُ المُخْتَلِفَةُ من كلِّ شيءٍ وبِهِ فُسِّرَ حديثُ أَهلِ النارِ «فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ» والحَمِيلُ: ما يَحْمِلُ السَّيْلُ من طِينٍ أَو غُثَاءٍ⁣(⁣٩)، والجَمْعُ حِبَبٌ، وقِيلَ: مَا كَانَ له حَبٌّ منَ النَّبَاتِ فاسمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّةُ أَو هي ما كانَ من بَزْرِ العُشْبِ قاله ابن دريد أَو هي جَمِيعُ بُزُورِ النَّبَاتِ قاله أَبو حنيفَةَ، وقيل: الحِبَّةُ بالكسر: بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ وَوَاحِدُهَا حِبَّةٌ بالكَسْرِ، وحَبَّةٌ بالفَتْحِ عن الكسائِيِّ، قال: فَأَمَّا الحَبُّ فليْسَ إِلَّا الحِنْطَةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بالفَتْحِ، وإِنَّمَا افْتَرَقا في الجَمْع، وقال الجوهريّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبّ⁣(⁣١٠) الحِنْطَةِ ونحوِهَا من الحُبُوبِ، أَو الحِبَّةُ بالكسرِ بَزْرُ كلِّ ما نَبَتَ وَحْدَه بِلَا بَذْرٍ، وكُلُّ مَا بُذِرَ فَبالفَتْحِ وقال أَبُو زِيَادٍ: الحِبَّةُ بالكسرِ اليَبِيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَرَاكِمُ بعضُه على بعضٍ، رواه عنه أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ أَبِي النَّجْمِ:

  تَبَقَّلَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّبَقُّلِ ... فِي حِبَّةٍ حَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

  قال الأَزهريّ: ويقال لِحَبِّ الرَّيَاحِين حِبَّةٌ، أَي بالكسر، والوَاحِدَةُ⁣(⁣١١) منها حَبَّةٌ أَي بالفتح أَو الحِبَّة: يابسُ البَقْل والحِبَّة حُبُّ⁣(⁣١٢) البَقْلِ الذي يَنْتَثِرُ، قال الأَزهَريّ، وسمعتُ العرَبَ يقولونَ⁣(⁣١٣): رَعَيْنَا الحِبَّةَ، وذلك في آخِرِ الصَّيْفِ إِذَا هَاجَتِ الأَرْضُ وَيَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَنَاثَرَتْ بُزُورُهَا وَوَرَقُهَا، فإِذَا رَعَتْهَا النَعَمُ سَمِنَتْ عليها. قال: ورأَيْتُهُمْ يُسَمُّونَ الحِبَّةَ بعدَ الانْتِثَارِ القَمِيمَ والقَفَّ، وتَمَامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعدَ التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ


(١) سورة ص الآية ٣٢.

(٢) زيد في اللسان: وهذا غير معروف في الإنسان، وإنما هو معروف في الإبل.

(٣) اللسان: وأرسلت.

(٤) في القاموس: بريء وفي نسخة أخرى فكالأصل.

(*) وفي نسخة من القاموس: [ودخل فيه الأكل].

(٥) في اللسان: الظرف.

(٦) اللسان: لا تجمع.

(٧) في اللسان: بعد طرح الزائد.

(٨) اللسان: صغار.

(٩) في اللسان: والحميل: موضع يحمل فيه السيل.

(١٠) عن الصحاح؛ وبالأصل «حبة».

(١١) اللسان: وللواحدة.

(١٢) عن اللسان، وبالأصل «حبة».

(١٣) اللسان: تقول.