تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع السين المهملة

صفحة 330 - الجزء 8

  وفَرَسٌ لشَبِيبِ بنِ جَرَادٍ أَحَدِ بني الوَحِيد من هَوَازِنَ، فهي خَمْسَةُ أَفْرَاسٍ، ذَكَر منها ابنُ الكَلْبِيِّ وابنُ سِيدَه الثانِيَة، وابن سِيدَه فقطٍ الخامِسَةَ، والباقي عن الصّاغَانِيِّ.

  وقال أَبو سَعِيدٍ: الشَّمُوسُ: هَضْبَةٌ مَعْرُوفةٌ، سُمِّيَتْ به لأَنَّهَا صَعْبَةُ المُرْتَقَى.

  ومِنَ المَجَازِ: شَمَسَ له، إِذا أَبْدَى عَدَاوَةً* وكادَ يُوقِعُ، كذا في الأَسَاسِ، وفي المُحْكَم: شَمَسَ لي فُلانٌ، إِذا بَدَتْ عَدَاوْتُه فلَمْ يَقْدِرْ على كَتْمِهَا، وفي التَّهْذِيبِ: أَبْدَى عَدَاوتَه كأَنَّه هَمَّ أَنْ يَفْعَلَ.

  والتَّشْمِيسُ: بَسْطُ الشَّيْءِ في الشَّمْسِ لِيَيْبَسَ، وهو أَيضاً: عِبَادَةُ الشَّمْسِ، يُقَالُ: هو مُشَمِّسٌ، إِذا كانَ يَعْبُدُها، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  وقالَ النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرّجالِ: الذِي يَمْنَعُ ما وَرَاءَ ظَهْرِه، وهو القَويُّ الشَّدِيدُ القُومِيَّةِ، هذا هو نَصُّ النَّضْرِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: الشَّديدُ القُوَّةِ، وبَيَّض له في اللسَان، كأَنَّه شَكَّ، وقد ضَبَطَه أَبو حامِدٍ الأُرْمَوِيُّ على الصّوابِ كما ذَكَرْنا، قال: والبَخِيلُ غايَةً أَيضاً مُتَشَمِّسٌ، وهو الذين لا يُنَال منه خَيرٌ، يقال: أَتَيْنَا فُلاناً نتَعَرَّض لمعرُوفهِ فتَشَمَّسَ علينا، أَي بَخِلَ.

  و [المُنْتَصِبُ للشَّمسِ] **.

  والمُتَشَمِّسُ: وَالِدُ أَسِيدٍ التابِعِيّ، يَرْوِي عن أَبِي موسَى، وعنه الحَسَنُ.

  وشَمَاسَةُ، كثُمَامَةَ، ويُفْتَحُ: اسمٌ.

  وشَامِسْتانُ، وفي التَّكْمِلَة: شَامِسْتِيانُ⁣(⁣١)، ة ببَلْخ.

  وجَزِيرَةُ شامِسَ: من الجَزَائر اليُونانِيَّةِ، ويُقَال: إِنَّهَا فوقَ الثَّلاثِمائَةِ جَزِيرَةٍ.

  ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  يومٌ شَمْسٌ، بالفَتح، وشَمِسٌ، ككَتِفٍ: صَحْوٌ لا غَيْمَ فيه.

  وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وحُكِيَ عن ثَعْلَبٍ: يَومٌ مَشْمُوسٌ كشَامِسٍ.

  وتَشَمَّسَ الرَّجُلُ: قَعَدَ في الشَّمْسِ وانْتَصَبَ لهَا. وتَصْغِيرُ الشَّمْسِ: شُمَيْسَةٌ.

  والشَّمُوسُ من النسَاءِ: التي لا تُطَالِعُ الرِّجَالَ ولا تُطْمِعُهُمْ، قال النّابِغَةُ:

  شُمُسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفَاحِشِ المِغْيَارِ

  وقد شَمَسَتْ⁣(⁣٢)، وقولُ أَبِي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ:

  قِصَارِ الخُطَا شُمٍّ شُمُوسٍ عَنِ الخَنَا ... خِدَالِ الشَّوَى فُتْخِ الأَكُفِّ خَرَاعِبِ

  جَمَعَ شامِسَة [على شُمُوس]⁣(⁣٣) كقَاعِدَةٍ وقُعُودٍ، كَسَّرَه على حَذْفِ الزَّائِدِ، والاسْمُ: الشِّمَاسُ، كالنِّوَارِ.

  ورجُلٌ شَمُوسٌ: صَعْبُ الخُلُقِ، ولا تَقُلْ: شَمُوصٌ.

  ورجُلٌ شَمُوسٌ: عَسِرٌ في عَدَاوَاتِه شَدِيدُ الخِلافِ على مَن عَانَدَهُ.

  وشَامَسَهُ مُشَامَسَةً وشِمَاساً: عَانَدَهُ وعادَاه، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  قَوْمٌ إِذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنَادِ وإِنْ يَاسَرْتَهُمْ يَسَرُوا⁣(⁣٤)

  وجِيدٌ شامِسٌ: ذُو شُمُوسٍ، على النَّسَبِ قال:

  بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْزِ لم يَجْرِ فِيهِما ... ضَمَانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شَامِسِ

  وبَنُو الشَّمُوسِ: بَطْنٌ. وشُمْسٌ، بالضّمّ وبالفَتْح، وشميسٌ كأَمِيرٍ، وزُبَيْرِ: أَسْمَاءٌ.

  والشَّمْسُ⁣(⁣٥) والشَّمُوسُ: بلدٌ باليَمَنِ، قال الراعي:

  وأَنا الَّذِي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْرِبٍ ... وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي⁣(⁣٦)

  ويُرْوَى: «الشَّمِيس».

  وشَمْسانِيَّةُ: بُلَيْدَةٌ بالخَابُورِ.


(*) في القاموس: أبدى له عداوة.

(**) بين معكوفتين فقط بالمطبوعة المصرية والكويتية.

(١) ومثلها في معجم البلدان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقد شمست هو مضبوط في اللسان شكلاً بفتح أوله وثانيه».

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) نسبه بحواشي المطبوعة الكويتية لخارجة بن فليح الملليّ.

(٥) في اللسان: والشميس.

(٦) ديوانه ص ١١٨ وانظر فيه تخريجه.