تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع السين

صفحة 365 - الجزء 8

  أَي تَعْتَمِدُه.

  ودارَةُ عَسْعَسٍ: غَرْبِيَّ الحِمَى لبَنِي جَعْفَرٍ، وقد تقدَّم.

  والعَسْعاسُ، بالفَتْح: السَّرَابُ، قال رُؤْبة:

  وبلَدٍ يَجْرِي عَلَيْهِ العَسْعَاسْ ... مِن السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ

  وقال ابنُ عَرفَة: عَسْعَسَ اللَّيْلُ: أَقْبَلَ ظَلامُه أَوْ أَدْبَرَ، وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {وَاللَّيْلِ إِذا} عَسْعَسَ {وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ}⁣(⁣١) قيل: هو إِقْبَالُه بظَلامِه، وقيل: هو إِدبارُه، وقال الفَرَّاءُ: أَجْمَعَ المفسِّرُون عَلَى أَنَّ معنَى عَسْعَسَ: أَدْبَرَ، وكان أَبو حاتِم وقُطْرُب يَذْهَبَانِ إِلى أَنَّ هذا الحَرْفَ من الأَضْدَادِ، وكانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَقُول: عَسْعَسَ الليلُ: أَقْبَلَ، وعَسْعَسَ: أَدْبَر. وأَنْشَد:

  مُدَّرِعَاتِ اللَّيْلِ لَمَّا عَسْعَسَا

  أَي أَقْبَلَ، وقالَ الزِّبْرِقانُ:

  وَرَدْتُ بأَفْرَاسٍ عِتَاقٍ وفِتْيَةٍ ... فَوَارِطَ في أَعْجَازِ لَيْلٍ مُعَسْعِسِ⁣(⁣٢)

  أَي مُدْبِرٍ مُوَلٍّ.

  وقال أَبو إِسْحَاقَ بنُ السَّرِيِّ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ، إِذا أَقْبَلَ، وعَسْعَسَ، إِذا أَدْبَر، والمَعنيَان يَرْجِعَانِ إِلى شيْءٍ وَاحدٍ، وهو ابْتِدَاءُ الظَّلامِ في أَوَّلهِ وإِدْبَارُه في آخِره.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: العَسْعَسَة: ظُلْمةُ اللَّيلِ كلِّه، ويقال: إِدبارُه وإِقْبالُه.

  وعَسْعَسَ الذِّئْبُ: طافَ باللَّيْلِ وكذا كُلُّ سَبُعٍ.

  وعَسْعَسَ السَّحَابُ: دَنَا من الأَرْضِ لَيْلاً، لا يقال ذلِكَ إِلاّ باللَّيْلِ، إِذا كانَ في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وأَنْشَدَ أَبُو البِلادِ النَّحْوِيّ:

  عَسْعَسَ حتَّى لو يَشاءُ إِدَّنَا ... كان لَهُ مِن ضَوْئِه مَقْبِسُ⁣(⁣٣)

  هكذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِيُّ، وقال: إِدَّنا: أَصله إِذْ دَنا، فأَدْغم، وأَنْشَدَه ابنُ سِيدَه من غيرِ إِدْغام، وقال: يَعْنِي سَحاباً فيه بَرْقٌ، وقد دَنا من الأَرْضِ.

  وعَسْعَسَ الأَمْرَ: لَبَّسهُ وعَمَّاهُ، وأَصلُه من عَسْعَسةِ اللَّيْلِ: وهي ظُلْمَتُه.

  وعَسْعَسَ الشيْءَ: حَرَّكَه، نقله الصّاغَانِيُّ.

  ويقالُ: جِئْ بالمالِ من عَسِّك وبَسِّكَ، لغةٌ في حَسِّكِ، وحَسّك وَبَسّك اتْباعٌ، لا يَنْفَصِلانِ، أَي من حَيْثُ كانَ ولم يَكُنْ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  واعْتَسَّ: اكْتَسبَ وطَلَب، كاعْتَسَمَ، عن أَبي عَمْرو.

  واعْتَسَّ: دَخَلَ في الإِبِلِ ومَسَحَ ضَرْعَها لِتَدُرَّ، وأَنشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لابنِ أَحْمَر الباهِلِيّ:

  وراحَتِ الشَّوْلُ ولم يَحْبُها ... فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّ

  والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ قاله أَبو عَمْرٍو، وأَنشد:

  كمَنْخِرِ الذِّئْبِ إِذا تَعَسْعَسَا

  والتَّعَسْعُسُ: طَلَبُ الصَّيْدِ باللَّيْلِ، وقد تَعَسْعَسَ الذِّئْبُ.

  والمَعَسُّ: المَطْلَبُ، نقله ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للأَخْطَل:

  مُعَقَّرةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَها ... إِذَا لم يَكْنُ فِيهَا مَعَسٌّ لحَالِبِ⁣(⁣٤)

  والعَسَاعِسُ: القَنَافِذُ، يُقَال ذلك لَها لكَثْرةِ تَردُّدِهَا باللَّيْلِ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  اعْتَسَّ الشيْءَ: طَلَبَه باللَّيْلِ، أَو قَصَده.

  ويقال: اعْتَسَسْنا الإِبِلَ فما وَجَدْنا عَسَاساً ولا قَسَاساً، أَي أَثَراً.


(١) سورة التكوير الآيتان ١٧ و ١٨.

(٢) روايته في المقاييس:

نجوت بأفراس عتاق وفتية ... مغاليس في أدبار ليل معسعس

(٣) ورد في المقاييس برواية مختلفة.

(٤) روايته بالأصل:

معفرة لا ينكه السيف وسطها ... إذا لم يكن فيها معسّ وطالب

وما أثبتناه عن التهذيب واللسان ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان لعجز البيت.