تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فقنس]:

صفحة 401 - الجزء 8

  فِيها، أَوْ أَفْسَدَهَا، والصاد لُغَةٌ فيه، وهو أَعْلَى، وسيأْتي له بالشِّين أَيضاً.

  وفَقَسَ الحَيَوَانَ: قَتَلَه، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وفَقَسَه عَنِ الأَمْرِ: وَقَمَه.

  وفَقَسَ فُلانٌ فُلاناً: جَذَبَه بِشَعَرِه سُفْلاً، وهُما يَتَفَاقَسانِ بشُعُورِهِما ورُؤُوسِهما، أَي يَتَجَاذَبانِ، كِلاهُما عن اللِّحْيَانِيِّ أَو الصَّوابُ في الثَّلاثِ الأَخِيرَة تَقْديمُ القَاف. فيه إِيماءٌ إِلى الرَّدِّ على الجَوْهَرِيّ، تَبَعاً للصّاغانِيِّ حيثُ قال: وقد انْقَلَبَتْ هذه اللُّغةُ على الجَوْهَرِيِّ. قلتُ: وسيَأْتِي في «ق ف س» أَنّ اللِّحْيَانِيَّ رَوَى هذَا الحَرْفَ بالوَجْهَيْنِ، فلا انقِلابَ ولا خَطأَ، فتأَمَّلْ.

  والفُقَاسُ، كغُرَابٍ: داءٌ في المَفَاصِلِ شَبِيهٌ بالتَّشَنُّجِ، قالَه ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١)، ووُجِدَ في بَعْض نُسَخِ الجَمْهَرَةِ بتقديم القافِ.

  والفَقُّوسُ، كتَنُّورٍ: البِطِّيخُ الشَّاميُّ، أَي الَّذي يقَال له: البِطِّيخُ الهِنْديُّ، لغةٌ مصْريّة، وأَهْلُ اليَمَن يُسَمُّونَه الحَبْحَب، هكذا نقلَه الصّاغَانيُّ. ولم يَذْكُر أَنّهَا لُغَةٌ مِصْريَّة⁣(⁣٢) هنا مع ذِكْرهَا في «فيدس» وأَشْبَاهه.

  وفَاقُوسُ، كقَابوس: د، بمصْرَ شَرْقيَّها، على أَرْبَعَةٍ وخمسين ميلاً، منها ناصِر الدِّينِ محَمَّدُ بنُ البَدْرِ حَسَنِ بن سَعْدِ بن محَمَّدِ بن يُوسفَ بن حَسَنٍ الزُّبَيْريُّ القُرَشيُّ الفاقُوسيُّ، ووَلَدَاه: التَّقِيُّ عبد الرَّحْمن، حَضَرَ على التَّنُوخيِّ، وابن الشِّحْنَة والعِرَاقيِّ والهَيْتَميِّ، وتُوُفِّيَ سنةَ ٨٦٤، والمُحِبُّ محمّد، سَمِعَ على العِرَاقيِّ والهَيْتَميّ وابن أَبي المَجْد، والتَّنُوخيِّ، وتُوُفِّيَ سنة ٨٦٣، وحَفِيداه: محَمَّدٌ ومحَمَّدٌ ابْنا عبد الرّحْمن، ممَّن سَمِعَا خَتْمَ البُخَاريِّ في الظّاهريَّة.

  وفُقَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ.

  وقالَ النَّضْر: المِفْقَاس كمِحْرَابٍ؛ العُودُ المُنْحَنِي في الفَخِّ الَّذي يَنْفَقِس علَى الطَّيْر، أَي يَنْقَلِب فيَفْسَخُ عُنُقَه ويَعْقِرُه⁣(⁣٣)، وقد فَقَسَه الفَخُّ، وقال غيرُه: الْمِفَقَاس: عُودَان يُشَدُّ طَرَفاهُمَا في الفَخِّ، وتُوضَعُ الشَّرَكَةُ فَوقَهُمَا، فإِذا أَصابَهُمَا شيْءٌ فَقَسَتْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  فَقَسَ، إِذا وَثَب.

  وفَقَسَ الشَّيْءَ فَقْساً: أَخَذَه أَخْذَ انْتزَاعٍ وغَصْبٍ.

  [فقعس]: فَقْعَسُ بنُ طَرِيف بن عَمْرو بن قُعَيْن بن الحارث بن ثَعْلَبَةَ بن دُودَانَ: أَبُو حَيٍّ من أَسَد بن خُزَيْمَةَ بن مُدْركَةَ، عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ قِياسِيٌّ، قال الأَزْهَرِيُّ: ولا أَدْرِي ما أَصْلُه في العَرَبِيَّةِ. قلتُ: وهو أَبُو حَجْوَانَ⁣(⁣٤) ودِثَار ونَوْفَل⁣(⁣٥) ومُنْقِذ وحَذْلَم، ولِكُلٍّ عَقِبٌ.

  [فقنس]: الفَقَنَّسُ، كعَمَلَّسٍ، أَهْمَلَه الجَمَاعةُ، قال الدَّمِيرِيُّ في حَيَاةِ الحَيَوانِ⁣(⁣٦): هو طائِرٌ عَظِيمٌ، بمِنْقَارِه أَرْبَعُون ثَقْباً يُصَوِّتُ بكُلِّ الأَنْغَام والأَلْحانِ العَجيبة المُطْرِبَة، يَأْتِي إِلى رأْسِ جَبَلٍ فيَجْمَعُ مِن الحَطَب ما شَاءَ ويَقْعُد يَنُوحُ على نَفْسِه أَرْبَعِينَ يَوْماً ويَجْتَمِع إِليه العالَمُ يَسْتَمعُونَ إِليه ويَتَلَذَّذُونَ بحُسْن صَوْته ثُمَّ يَصْعَدُ عَلَى الحَطَب، ويُصَفِّقُ بجَناحَيْهِ، فتَنْقَدِحُ مِنْه نارٌ، ويَحْتَرقُ الحَطَبُ والطَّائِرُ، ويَبْقَى رَمَاداً فيَتَكَوَّنُ منه طائِرٌ مِثْلُه، ذَكَرَه ابنُ سينا في الشِّفاءِ، فالعُهْدَةُ عَلَيْه، وقد ذَكَرُوه في شَرْحِ قولِه⁣(⁣٧):

  والَّذِي حارَتِ البَرِيَّةُ فِيه

  بيتُ التَّلْخِيصِ، وشَرْحُه في المُطَوَّلِ وحَوَاشِيه، وكأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَةِ شَيخِنَا فنَسَب المُصَنِّفَ إِلى القُصُور، وهو كما تَرَى ثابِتُ في سائر النُّسَخ.

  وقال القَزْوِينيُّ: هو قِرْقِيس⁣(⁣٨)، ثمّ ذَكر قِصَّتَه بمِثْلِ ما ذَكَرها الدَّمِيريُّ، وزادَ: فإِذا سَقَط المَطَرُ عَلَى ذلِك الرَّمَادِ


(١) الجمهرة ٣/ ٣٧.

(٢) ورد في التكملة أنها «لغة مصرية» ولعله يعني أن صاحب القاموس لم يذكر ذلك.

(٣) في اللسان والتكملة: «يعتفره».

(٤) كذا بالأصل وجمهرة ابن حزم ص ١٩٥ وفي القاموس «جحو»: جحوان بتقديم الجيم على الحاء.

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «نوفر».

(٦) عند الدميري: قوقيس.

(٧) انظر حياة الحيوان للدميري ٢/ ٢٦٧ باختلاف العبارة. وعجائب المخلوقات للقزويني على هامش حياة الحيوان ٢/ ٢٨٧.

(٨) في عجائب المخلوقات المطبوع: قوقيس.