تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قسس]:

صفحة 415 - الجزء 8

  والقَسُّ: لَقَب عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله. ويقَال: عبد الله بنُ عَبْد الرّحْمن بن أَبي عَمّارٍ المَكِّيِّ العابِد التّابِعيِّ الَّذِي كانَ هَوِيَ سَلاَّمَةَ المُغَنِّيَةَ ثم أَنابَ، ولُقِّبَ به لعِبَادَتِه.

  والقَسُّ: إِحْسَانُ رَعْيِ الإِبلِ، كالتَّقْسِيس، ويقَالُ هو قَسٌّ بهَا، للعَالِم بها، كما تَقدَّم.

  والقَسُّ: السَّوْقُ، عن أَبي عُبَيْدَةَ، كالقَسْقَسَة، يقَال: قَسَّ الإِبلَ يَقُسُّها قَسًّا، وقَسْقَسَهَا: سَاقَهَا، وقيلَ: همَا لِشِدَّةِ السَّوقِ.

  والقَسُّ؛ ع، بَيْنَ العَرِيشِ والفَرَماءِ، مِن أَرْضِ مِصْرَ بينَهَا وبَيْنَ الفرَماءِ سِتَّةُ بُرُدٍ في البَرِّ تَقْرِيباً، وقالَ بَعْضُهُم: دونَ ثلاثِينَ مِيلاً، وهوَ على ساحِلِ بحرِ الْمِلْحِ، فيما بين السَّوَادَةِ والوَارِدَةِ، وقد خَرِبَ مِن زمَانٍ، وآثارُه باقِيَةٌ إِلى اليَوْمِ، وهناك تَلٌّ عَظِيمٌ من رَمْلٍ خارِجٍ في البَحْر الشامِيّ، وبالقُرْب مِن التَّلِّ سِبَاخٌ يَنْبُتُ فيه الْمِلحُ تَحْمِله العُرْبَانُ إِلى غَزَّةَ والرَّمْلَةِ، وبِقُرْبِ هذا السِّبَاخِ آبارٌ تَزْرَع عِنْدَها العُربانُ مَقَاثِئ تِلْكَ البَوَادِي. كذا في تاريخِ دِمْيَاطَ.

  ومنه الثِّيَابُ القَسِّيَّةُ، وهي ثِيَابٌ مِن كَتَّانٍ مَخْلوطٍ من حَرِيرٍ كانَتْ تُجْلَب مِن هُناكَ، وقد وَرَدَ النَّهْيُ عن لُبْسِهَا، وقد يُكسَرُ القَافُ، وهكذا يَنْطِق به المُحَدِّثون⁣(⁣١)، وأَهلُ مِصْرَ يَقُولُونه بالفَتْحِ، وقال أَبو عُبَيْدٍ: هو القَسِّيُّ، مَنسوبٌ إِلى بلادٍ يُقَال لها: القَسُّ، قال: وقد رَأَيْتُهَا، ولم يَعْرِفْها الأَصْمَعِيُّ. أَو هي القَزِّيَّةُ، مَنسوبٌ إِلى القَزِّ، وهو ضَرْبٌ مِن الإِبْرِيَسم فأُبْدِلت الزّايُ سِينا، عن شَمِرٍ، قال رِبيعَةُ بنُ مَقْرُوم:

  جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْمَاطٍ خُدُوراً ... وأَظْهَرْنَ الكَرَادِيَ والعُهُونَا

  عَلَى الأَحْدَاجِ واسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً ... عِرَاقِيًّا وقَسِّيًّا مَصُونَا⁣(⁣٢)

  وقِيلَ: هو مَنْسُوبٌ إِلى القَسِّ، وهو الصَّقِيعُ، لِنُصُوعِ بَيَاضِه، وقد تَقَدَّم. والقَسُّ: سَاحِلٌ بأَرْضِ الهِنْدِ، وهو مُعَرَّبُ كَشّ، أَو قَصّ، كما يأْتِي في الصّادِ.

  ودَيْرُ القَسِّ: بِدِمَشْقَ.

  ودِرْهَمٌ قَسِّيٌّ، وتُخَفَّفُ سِينُه، أَي رَدِيءٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  والقَسَّةُ: القَرْيَةُ الصَّغِيرَةُ، وفي بعضِ النُّسَخِ: القِرْبَةُ، بكسر القافِ وبالمُوَحَّدة.

  وقَسَّهُم: آذَاهُم بِكَلامٍ قَبِيحٍ، كأَنَّهُ تَتَبَّعَ أَذَاهُم وتَبَغَّاه.

  وقَسَّ ما عَلَى العَظْمِ يَقُسّه قَسًّا: أَكَلَ لَحْمَه وامْتَخَخَهُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، كقَسْقَسَه، وهذِه لغةٌ يَمانِيَةٌ.

  والقَسُوسُ، كصَبُورٍ: ناقَةٌ تَرْعَى وَحْدَها، مِثْلُ العَسُوسِ، وقد قَسَّتْ تَقُسُّ قسًّا: رَعَتْ وَحْدَهَا، والجَمْع: القُسُّ⁣(⁣٣).

  والقَسُوسُ أَيضاً: الَّتي ضَجِرَتْ وسَاءَ خُلُقُها عنْدَ الحَلبِ⁣(⁣٤) كالعَسُوس والضَّرُوسِ، وهذا عن ابن السِّكِّيت.

  أَو القَسُوسُ: الَّتي وَلَّى لَبَنُهَا فلا تَدُرُّ حَتَّى تَنْتَبِذَ.

  وقُسُّ بنُ سَاعِدَةَ بنِ⁣(⁣٥) عَمْرو بنِ عَديِّ بن مالك بن أَيدعان بن النّمِر بن وَائلة⁣(⁣٦) بن الطَّمَثان الإِيَاديُّ، بالضَّمِّ: بَلِيغٌ مَشْهُورٌ، وهو حَكِيم العرَبِ، وهو أَسْقُفُّ نَجْرَانَ، كما في اللِّسَان، وإِيادٌ: هو ابنُ نِزار بن مَعَدّ. ومنه الحَديثُ: «يَرْحَمُ الله قُسًّا، إِنِّي لأَرْجو يَوْمَ القِيَامَة أَنْ يُبْعَث أُمَّةً وَحْدَه». ونصُّ الحَديث: «لمَا قَدِم وَفْدُ إِيادٍ عَلى رَسول الله قال: أَيُّكُم يَعْرِفُ قُسًّا؟ قالُوا: كُلُّنا نَعْرفُه، قال: فما فَعَل؟ قالُوا: ماتَ، قال: يَرْحَمُ الله قُسًّا، إِنِّي لأَرْجو أَنْ يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَه».

  وقُسُّ النَّاطِفِ: ع، قُرْبَ الكُوفة، على شاطئِ الفُرَات، كانتْ عِنْدَه وَقْعَةٌ بَيْن الفُرْس وبين المُسْلمين، وذلك في خِلافَة سيِّدِنا عُمَرَ، رضي الله تعَالى عنه، قُتِل فيه أَبو عبَيْدِ بنُ مَسْعودٍ الثَّقفيّ.


(١) في النهاية: القسّ بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الكرادي، نقل بهامش اللسان أن الذي في معجم البلدان لياقوت: الكراري بالراء بدل الدال» والذي في معجم البلدان المطبوع: الكداري.

(٣) اللسان: القسس.

(٤) عن التهذيب وبالأصل «عند الغضب».

(٥) عن جمهرة الأنساب ص ٣٢٧ وبالأصل «أي».

(٦) عن جمهرة الأنساب وبالأصل «واثلة».