تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كبس]:

صفحة 438 - الجزء 8

  العُرَنيِّ، منْ بَني عُرَيْن بن ثَعْلَبَةَ بن يَرْبُوع⁣(⁣١)، وفيهَا يَقُولُ:

  وقُلْتُ لكَأْسٍ أَلْجِمِيهَا فإِنَّما ... نَزَلْنَا الكَثَيبَ منْ زَرُودَ لنَفْزَعَا⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  سَقاه الكَأْسَ الأَمَرَّ: هو المَوْتُ.

  ويُسْتَعَارُ الكَأْسُ في جَميع ضُرُوبِ المَكَارِهِ، كقولهم: سَقَاه كأْساً من الذُّلِّ، وكَأْساً من الحُبِّ، والفُرْقَةِ، والمَوْتِ.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: كاصَ فُلانٌ من الطَّعَام والشَّرَاب، إِذا أَكْثَرَ منه، وتَقُولُ: وَجَدْتُ فُلاناً كُؤُصاً⁣(⁣٣)، بضمَّتينَ، أَي صَبُوراً باقِياً على شُرْبهِ وأَكْلهِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَحْسَب الكَأْسَ مأْخُوذاً منه، لأَنَّ الصادَ والسِّين يَتعاقَبانِ في حُرُوفٍ كَثِيرةٍ لقُرْبِ مَخْرَجَيْهِما.

  [كبس]: كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهُمَا كَبْساً: طَمَّهُما ورَدَمَهُمَا وطَوَاهُما بالتُّرابِ، وكذلِك الحُفْرَةَ. وذلِك التُّرابُ كِبْسٌ، بالكَسْرِ، وهو من الأَرْضِ ما يَسُدُّ مِن الهَوَاءِ مَسَدًّا.

  وكَبَس رَأْسَه في ثَوْبِه كُبُوساً: أَخْفاهُ وأَدْخَلَه فيه.

  وقِيلَ: تَقَنَّع ثُمَّ تَغَطَّى بطائِفَتِه.

  رُوِيَ عن عقيلِ بنِ أَبِي طالِبٍ ¥ أَنّه قال: «إِنَّ قُرَيْشاً أَتَتْ أَبا طالِب فقالت له: إِنّ ابْنَ أَخيكَ قد آذَانَا، فانْهَهُ عنّا، فقالَ: يَا عَقِيلُ انْطَلِقْ فائْتِنِي بمُحَمَّدٍ، فانْطَلَقْتُ إِليه فاسْتَخْرَجْتُه منْ كِبْسٍ». قيل: مَعْنَاه مِن غَار في أَصْلِ الجَبَلِ، ويُرْوَى بالنُّونِ، من الكِنَاسِ، وهو بَيْتُ الظَّبْيِ.

  ومِن المَجَازِ: كَبَسَ دَارَه: هَجَمَ عليهِ واحْتَاطَ بِه، واقْتَصرَ ابنُ القَطَّاعِ على الهُجُوم.

  وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ: وكَبَّسَ تكْبِيساً، مِثْلُه، أَي اقْتَحَمَ عليهِ.

  والكِبْسُ، بالكَسْرِ: الرَّأْسُ الكَبِيرُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وهو على التَّشْبِيه بما بَعْدَه. والكِبْسُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ مِنْ طِينٍ، سُمِّيَ بِه لأَنَّ الرَّجُلَ يَكْبِسُ فيه رَأْسَه، قالَ شَمِرٌ: ويَجوز أَن يُجْعَلَ البَيْتُ كِبْساً، لِمَا يُكْبَسُ فيه، أَي يُدْخَلُ، كما يَكْبِسُ الرَّجُلُ ثوْبَه في رَأْسِهِ، وبه فُسِّر حَدِيثُ عَقِيلٍ السَّابِقُ، والجَمْع: أَكْبَاسٌ.

  والكِبْسُ: الأَصْلُ، ويقال: هو فِي كِبْسِ غِنًى وكِرْسِ غِنًى، أَي في أَصْلِهِ، حكاه أَبُو زَيْدٍ.

  والأَكْبَسُ: الفَرْجُ النّاتِئُ، لِضَخَامَته.

  ورَجُلٌ أَكْبَسُ: بَيِّنُ الكَبَسِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، وفي التَّهْذِيبِ: مَنْ أَقْبَلَتْ هَامَتُه وأَدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ. زادَ ابنُ القَطَّاعِ: وقد كَبِسَ كَبَساً، كفَرحَ.

  والكُبَاسُ، كغُرَابٍ: الذَّكَرُ [الضَّخْمُ] *، عن شَمِر، وأَنْشَدَ للطِّرِمّاح:

  ولو كُنتَ حُرًّا لمْ تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقَا ... وجِعْثِنُ تُهْبَى بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ

  تُهْبَى، أَي يُثَارُ مِنها الغُبَارُ؛ لشِدَّةِ العَمَلِ بها، وقِيلَ: هو الذَّكَرُ العَظِيمُ، وقد يُوصَفُ به فيُقَالُ: ذَكَرٌ كُبَاسٌ.

  والكُبَاسُ: العَظِيمُ الرَّأْسِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والكُبَاسُ: مَنْ يَكْبِسُ رَأْسَه في ثِيَابِه ويَنَامُ، رجُلٌ كُبَاسٌ غَيْرُ خُبَاسٍ، وهو الذي إِذا سأَلتَه حاجَةً كَبَسَ برَأْسِه في جَيْبِ قَمِيصِه، قال الشاعر يَمْدَح رجُلاً:

  هُو الرُّزْءُ المُبَيِّنُ لا كُبَاسٌ ... ثَقِيلُ الرَّأْسِ يَنْعِقُ بالضَّئِينِ

  وكُبَاسُ بنُ جَعْفَرِ بنِ ثَعْلَبَة بن يَرْبُوعِ بنِ حَنْظلَة.

  وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ حَسَن بن قُسَيْم، كزُبَيْر، ابنِ كُبَاسٍ المِصْرِيّ: مُحَدِّثٌ، عن أَبِي الفَتْحِ بنِ سِيبُخْتَ⁣(⁣٤)، وعنه ابنُ ماكُولَا.

  والكِبَاسَةُ، بالكَسْر: العِذْقُ الكَبِيرُ التامُّ بشَمَارِيخه وبُسْرِه، وهو من التَّمْرِ بمَنْزِلَةِ العُنْقُودِ مِن العِنَب، والجَمْع: الكَبَائسُ، واستعار أَبو حنيفةَ الكِبَاسَ لِشَجَرِ الفُوفَلِ، فقال: تَحْمِل كَبَائِسَ فيها الفُوفَل. مِثْل التَّمْرِ.

  والكَبِيسُ، كأَمِيرٍ: ضَرْبٌ من التَّمْر، وهو ثَمَرُ النَّخْلَةِ


(١) في اسمه خلاف انظر جمهرة أنساب العرب ص ٢٢٤ خزانة الأدب ١/ ١٨٩ الكامل للمبرد ١/ ٣ والكلحبة أمه، وهي من جرم قضاعة.

(٢) روايته في الكامل للمبرد ١/ ٤ فقلت ... حللت الكثيب ... لأفزعا قال: وكأس: اسم جارية.

(٣) في اللسان كأصاً بزنة كعصاً.

(*) بين معكوفتين سقط بالمصرية والكويتية.

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «شيخت».