تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كنكس]:

صفحة 452 - الجزء 8

  تَعْنِي القائمَةَ الَّتي عَرْقَبها⁣(⁣١) فهي مُخَضَّبةٌ بالدَّمِ⁣(⁣٢).

  وكاسَتِ الحَيَّةُ تَكُوسُ كَوْساً: تَحَوَّتْ في مَكَاسِهَا⁣(⁣٣)، وفي بعْضِ نُسَخِ التَّهْذيبِ: في مَسَاكِهَا، وفي أُخْرَى: في مَكانِهَا⁣(⁣٤).

  وكاسَ فُلاناً يَكُوسُه، إِذا صَرَعَهُ، وقيلَ: كَبَّه على رَأْسِه، كأَكَاسَهُ إِكاسَةً، قالَ الصّاغَانِيُّ: وهذا أَفْصَحُ منْ كاسَهُ قالَ أَبو حِزَامٍ العُكْلِيُّ:

  ومَعي صيغَةٌ وجَشَّاءُ فيها ... شِرْعَةٌ حَشْرُهَا حَرًى أَنْ يُكِيسَا

  صيغَةٌ، أَي سِهَامٌ. والجَشَّاءُ: القَوْسُ⁣(⁣٥). والحَشْرُ: المَحْشُورُ أَي المَبْرِيّ.

  وكاسَ فُلانةَ: طَعَنَهَا في الجِمَاعِ، نقلَه الصّاغَانِيُّ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  والكَوْسُ في البَيْعِ: اتِّضَاعُ الثَّمَنِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وهو الوَكْسُ فيه، ومنه قولُهُم: لَا تَكُسْنِي يا فُلانُ في الثَّمَنِ، وقيلَ: الكَوْسُ في البَيْعِ مثْل الوَكْسِ، وهو على وَزْن: لا تَقُسْنِي.

  والكَوْسُ في السَّيْرِ: مثْلُ التَّهْوِيدِ.

  والكَوْسُ: نَيِّحَةُ الأَزْيَبِ منَ الرِّيَاحِ، وفي العُبَاب: سَفْرُ الهِنْدِ إِذا أَيْمَنُوا فرِيحهم الأَزْيَبُ، وإِذا رَجَعُوا واحْتَجَزُوا فالكَوْسُ، قال: وقَولُ اللَّيْثِ إِنّ الكَوْسَ كَلمَةٌ تُقَالُ عنْدَ خَوْفِ الغَرَقِ، رَجْمٌ بالغَيْب، وحَدْسٌ من الكَلامِ، وقولَ ابن دُرَيْدٍ مثْلُ قولِ اللَّيْثِ، ونَصُّه⁣(⁣٦): والكَوْسُ: كَأَنَّهَا أَعْجَميَّةٌ، والعَرَبُ تكَلَّمَتْ بهَا، وذلكَ أَنهُ إِذا أَصابَ النَّاسَ خَبٌّ في البَحْرِ، فخافُوا الغَرَقَ فيه، قِيلَ: خافُوا الكَوْسَ. وقالَ ابنُ سيدَه: الكَوْسُ: هَيْجُ البَحْرِ وخَبُّهُ ومُقَارَبَةُ الغَرَقِ، وقيلَ: هو الغَرَقُ، وهو دَخيلٌ. والكُوسُ بالضَّمِّ غَيْر مُشْبَعٍ: الطَّبْلُ، ويُقَالُ: هُوَ مُعَرَّبٌ. قلتُ: وبه سُمِّيَ الفَرْسَخُ كُوساً؛ لأَنَّه غايَةُ ما يُسْمَعُ فيه دَقُّ الكُوس.

  وقال اللَّيْثُ: الكُوسُ⁣(⁣٧): خَشَبةٌ مُثَلَّثَةٌ تَكُونُ مع النَّجّارِ يَقيسُ بها تَرْبيعَ الخَشَبِ، وهي فارسيَّةٌ.

  والكُوسِيُّ من الخَيْلِ: القَصيرُ الدَّوارِج، فلا تَرَاه إِلاّ مُنَكْساً إِذا جَرَى، والأُنْثَى كُوسيَّةٌ، وقيل: هو القَصيرُ اليَدَيْنِ.

  وكُوسِينُ: ة.

  ومُكَوَّسٌ، كمُعَظَّمٍ: اسمُ حمَار، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ فضَبَطَه بقَلَمِه على مَفْعَلٍ، وإِذا كانَ لُغَةَ، كما نَقَلَه بعضُهم، فلا يكون وَهَمٌ، فتَأَمَّلْ.

  وكاسانُ: د، كَبِيرٌ بِما وراءَ النَّهْرِ، وهو قاسَانُ الَّذي تقدَّم ذِكْرُه، وسَبَقَ هناكَ أَنّ الكافَ لغةُ العَامَّةِ، ومنه الكاسانِيُّ صاحِبُ البَدَائِعِ، من أَئمَّة الحَنَفيَّةِ.

  وعن ابنِ عبّادٍ: لُمْعَةٌ كَوْسَاءُ: مُتَرَاكِمَةٌ مُلْتَفَّةٌ كثيرَةُ النَّبْتِ، ولِمَاعٌ كُوسٌ جَمْع كَوْسَاءَ، وذلك إِذا تَدانَتْ أُصُولُهَا والتَفّتْ فُرُوعُها، وقال أَبُو بكرٍ: لُمْعَةٌ كَرْسَاءُ، بالرَّاءِ، بهذا المَعْنى، وقد تَقَدَّم. وكذلك رِمَالٌ كُوسٌ، إِذا كانَتْ مُتَرَاكِمَة، بعضُها فوقَ بَعْضٍ.

  وكَوْساءُ: ع، قال أَبو ذُؤَيْب:

  إِذا ذَكَرَتْ قَتْلَى بكَوْسَاءَ أَشْعَلَتْ ... كَوَاهيَةِ الأَخْرَاتِ رَثٍّ صُنُوعُها

  يُريدُ بواهيَةِ الأَخْرات: المَزَادَةَ، جَمْع خَرْتٍ، وهو الثَّقْبُ.

  وأَكَاسَ البَعيرَ إِكاسةً: حَمَله على أَن يَكُوسَ بعَرْقَبتِه.

  وَكَوَّسَهُ الله تَكْويساً: كَبَّه على رَأْسهِ، وقيلَ: قَلَبَهُ وجَعَلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَه.

  وتَكَاوَسَ لَحْمُ الغُلام: تَرَاكَبَ وتَرَاكَم وتَزَاحم.

  وتَكَاوَسَ النَّخْلُ والشَّجَرُ والعُشْبُ: كَثُر وكَثُفَ، هكذا


(١) عن التهذيب واللسان وبالأصل «خضبها».

(٢) في التهذيب: بالدماء.

(٣) في القاموس: «مكانها» وعلى هامشه عن نسخة أخرى «مكاسها» كالأصل.

(٤) الذي في التهذيب المطبوع: «مكاسها» كالأصل.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: القوس، عبارة التكملة: القوس الحنانة الهتوف.

(٦) الجمهرة ٣/ ٤٨.

(٧) ضبطت في اللسان بفتح الكاف، وفي التهذيب والتكملة ضبطت بالضم كما يقتضي سياق القاموس.