تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لعس]:

صفحة 462 - الجزء 8

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يقَال للغُلام الخَفِيفِ الرُّوحِ النَّشِيطِ: لُسْلُسٌ وسُلْسُلٌ.

  وهو يَلُسُّ لِي الأَذَى، أَي يَدُسُّه، وهو مَجازٌ.

  [لطس]: اللَّطْسُ؛ ضَرْبُ الشيْءِ بالشْيءِ العَرِيضِ، لَطَسَه يَلْطُسُه لَطْساً.

  واللَّطْسُ: الرَّمْيُ بالحَجَرِ ونَحْوِه، كاللَّدْسِ، وقد لَطَسَ بِه، إِذا رَمَاه أَو ضَرَبه به.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: اللَّطْسُ: اللَّطْمُ.

  واللَّطْسُ: ضَرْبُ الحَجَرِ بالحَجَرِ لَيُكْسَرَ.

  والْمِلْطَسُ، كمِنْبَرٍ: المِعْوَلُ الغَلِيظُ لِكَسْرِ الحِجارةِ⁣(⁣١).

  وأَيْضاً: حَجَرٌ ضَخْمٌ يُدَقُّ به النَّوَى، مِثْلُ الْمِلْدَمِ والمِلْدامِ، كالمِلْطَاسِ فيهمَا، والجَمْع: المَلَاطِسُ والمَلَاطِيسُ.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: المَلَاطِيسُ: المَنَاقِيرُ من حَديدٍ تُنْقَر بها الحِجَارَةُ. والْمِلطَاسُ: ذُو الخَلْفَيْن الطَّوِيلُ الَّذِي له عَنَزَةٌ، وعَنَزَتُه حَدَّهُ الطَّوِيلُ، وقال أَبو خَيْرةَ: الْمِلْطَسُ: ما نَقَرْتَ به الأَرْحَاءَ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  ويَرْدِي عَلَى صُمٍّ صِلابٍ مَلَاطِسٍ ... شَدِيداتِ عَقْدٍ لَيِّنَات مِتَانِ

  وقالَ الفَرّاءُ: ضَرَبه بِمِلْطَاسٍ، وهي الصَّخْرَةُ العَظِيمَةُ، وقال غيرُه: هوَ حَجَرٌ عَرِيضٌ فيه طُولٌ.

  [وخُفُّ البَعِير] *.

  والمِلْطَسُ والمِلْطاسُ: حَافِرُ الفَرَس إِذا كان وَقَاحاً، أَي شَدِيدَ الوَطْءِ، والجَمْعُ: المَلَاطِسُ، وهو مَجَازٌ، قال الشَّمّاخُ:

  تَهْوِي عَلَى شَرَاجِعٍ عَلِيَّاتْ ... مَلَاطِسِ الأَخْفافِ افْتَلِيَّاتْ

  ومِن المَجاز: مَوْجٌ مُتَلَاطِسٌ، أَي مُتَلاطِمٌ، نقلَه الزَّمَخْشَرِيُّ⁣(⁣٢) والصّاغَانِيُّ، عنِ ابنِ عَبّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اللَّطْسُ: الدَّقُّ والوَطْءُ الشَّدِيدُ. ولَطَسَه البَعِيرُ بِخُفِّه، إِذا وَطِئَه.

  وقال حاتمٌ:

  وسُقِيتُ بالمَاءِ النَّمِيرِ ولَمْ ... أُتْرَكْ أُلَاطِسُ حُمْأَةَ الحَفْرِ

  قال أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى أُلَاطِسُ: أَتَلَطَّخُ بِها.

  [لعس]: اللَّعْسُ، كالمَنْع: العَضُّ، يقال: لَعَسَنِي لَعْساً، أَي عَضَّنِي، ومنه سُمِّيَ الذِّئْبُ لَعْوَساً، كما سَيَأْتِي.

  واللَّعَسُ، بالتَّحْرِيكِ: سَوادٌ مُسْتَحْسَنٌ في الشَّفَةِ واللِّثَةِ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، وقال الجَوْهَرِيُّ: اللّعَسُ: لَوْنُ الشَّفَةِ إِذا كانَتْ تَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ قَلِيلاً، وذلك مِمّا يُسْتَمْلَحُ، يقال: شَفَةٌ لَعْسَاءُ. انتهى. وقيل: اللَّعَسُ: سَوَادٌ في حُمْرةٍ، قال ذُو الرُّمَّة:

  لَمْيَاءُ في شَفتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ ... وفي اللِّثَاتِ وفي أَنْيَابِهَا شَنَبُ

  أَبْدَلَ اللَّعَسَ⁣(⁣٣) من الحُوّة.

  لَعِسَ، كفَرِحَ، لَعَساً، والنَّعْتُ أَلْعَسُ، وهي لَعْسَاءُ، من فِتْيَةٍ ونِسْوَةٍ لُعْسِ، في شِفَاهِهم سَوادٌ، وجَعَل العَجَّاجُ اللُّعْسَةَ في الجَسَدِ كُلِّه، فقال:

  وبَشَرٍ⁣(⁣٤) مَعَ البَياضِ أَلْعَسَا

  فجَعَلَ البَشَرَ أَلْعَسَ، وجَعَلَه مع البَيَاضِ، لِمَا فيه من شُرْبةِ الحُمْرَةِ، ومنه حَدِيثُ الزُّبَيْرِ: «أَنَّه رَأَى فِتْيَةً لُعْساً، فَسَأَلَ عنهم فقِيل: أُمُّهُم مَولاةٌ لِلْحُرَقَةِ، وأَبُوهُم مَمْلُوكٌ.

  فاشْتَرَى أَباهُمْ وأَعْتَقه، فجَرَّ وَلاءَهم» قال الأَزْهَرِيُّ: لم يُرِدْ به سَوَادَ الشَّفَةِ خاصَّةً، إِنَّمَا أَرادَ لَعَسَ أَلْوَانِهم أَي سَوادَها.

  والعَرَبُ تَقُولُ: جارِيَةٌ لَعْسَاءُ، إِذا كان في لَوْنهَا أَدْنَى سَوَادٍ مُشْرَبَةٌ بالحُمرْةِ⁣(⁣٥) ليْسَتْ بالنّاصِعَةِ، فإِذَا قِيلَ: لَعْسَاءُ الشَّفَةِ، فهُو عَلَى ما قَالَ الأَصْمَعِيُّ.


(١) في اللسان: معول يكسر به الصخر.

(*) ساقطة من المصرية والكويتية.

(٢) نص الأساس: موجٌ متلاطسٌ، ولم يرد فيه «أي متلاطم» وهي عبارة التكملة.

(٣) بالأصل: «أبدل الحوة من اللعس» وما أبدل عن اللسان.

(٤) بالأصل «وبشراً» وما أثبت عن التهذيب.

(٥) في القاموس: «من الحمرة».