تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لكس]:

صفحة 465 - الجزء 8

  تَفْجُرُ ومِثْلُه جاءَ في قَوْلِ العَرَبِ في المَرْأَةِ تُزَنُّ بِلِينِ الجانِبِ لِمَن رَاوَدَهَا عن نَفْسِها: هيَ لا تَرُدُّ يدَ لامسٍ، فقَوْلُ المُصَنِّف «لا تَمْنَعُ» مُخَالَفَةٌ للنُّصُوصِ.

  ومن المَجَازِ أَيضاً: يُقَالُ: في الرَّجُلِ: لا يَرُدُّ يَدَ لَامسٍ، أَي لَيْسَتْ فيه مَنَعَةٌ ولا حَمِيَّةٌ.

  واللَّمُوسُ، كصَبُورٍ: نَاقَةٌ يُشَكُّ فِي سِمَنِهَا، هكذا في النُّسَخِ، ومِثْلُه في التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ، عن ابنِ عَبّادٍ، وفي اللّسَانِ: ناقَةٌ لَمُوسٌ: شُكَّ في سَنامِها، أَبِهَا طِرْقٌ أَم لا، فلُمِسَ، وقال الزمَخْشَرِيُّ: هي الشَّكُوكُ والضَّبُوثُ، ج لُمْسٌ، بضَمٍّ فسُكُونٍ.

  واللَّمُوسُ: الدَّعِيُّ، وأَنْشَد ابنُ السِّكِّيتِ:

  لَسْنَا كأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ

  يقول: نَحْنُ وإِنْ أَزَمَتِ السَّنَةُ، أَي عَضَّتْ فلا يَطْمَعُ الدعِيُّ فِينَا أَنْ نُزَوِّجَه، وإِن كانَ ذا مالٍ كَثِيرٍ.

  أَو اللَّمُوسُ؛ مَنْ فِي حَسَبِه قَضْأَةٌ، كهَمْزَةٍ⁣(⁣١)، أَي عَيْبٌ وهو مَجازٌ.

  واللَّمُوسَةُ، بِهَاءٍ: الطَّرِيقُ سُمِّيَ به لأَنَّ الضَّالَّ يَلْمِسُهُ، أَي يَطْلُبُه ليَجِدَ أَثَرَ السَّفَرِ، أَي المُسَافِرِينَ فيَعْرِفُ الطَّرِيقَ، فَعُولَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وهو مَجَازٌ.

  واللَّمِيسُ، كأَمِيرٍ: المَرْأَةُ اللَّيِّنَةُ المَلْمَسِ.

  ولَمِيسُ: عَلَمٌ للنِّسَاءِ، ومنه قولُ الشَّاعِر:

  وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا ... إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا

  ولُمَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ للرِّجَالِ، وكذا: لَمَّاسٌ، كشَدَّادٍ.

  ويُقَالُ: كَوَاهُ لَمَاسٍ، كقَطَامِ، وكَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ، هكذا بكسر المِيمِ المُشَدَّدَةِ في النُّسَخِ، وفي التَّكْمِلَةَ بفَتْحِهَا، أَيْ أَصابَ مَوْضعَ دَائه، والَّذي في التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ: المُتَلَمِّسَةُ: منْ سِمَاتِ الإِبِلِ⁣(⁣٢)، يُقَال: كَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ والمُتَلَوِّمَةَ⁣(⁣٣)، وكَوَاهُ لَمَاسِ، إِذا أَصابَ مَكَانَ دائه بالتلَمُّسِ فوَقَع على داءِ الرِّجُلِ أَو ما كانَ يكْتُمُ.

  ومِن المَجَازِ: الْتَمَسَ، أَي طَلَبَ، ومنه الحديث: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ به عِلْماً» أَي يَطْلُبه، فاسْتَعَارَ له اللَّمْسَ، وحَديثُ عائشَةَ رضِيَ الله تعالَى عَنْهَا: «فالْتَمَسْتُ عِقْدِي».

  ومِن المَجَازِ تَلَمَّسَ الشَّيْءَ، إِذا تَطَلَّبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، ومنهم مَن جَعَلَه كالالْتِمَاسِ.

  والمُتَلَمِّسُ: لَقَبُ جَرِيرِ بنِ عبدِ المَسِيحِ بنِ عبدِ الله بنِ زَيْدِ بنِ دَوْفَن⁣(⁣٤) بنِ حَرْب بنِ وَهْبِ بن جُلَيِّ⁣(⁣٤) بن ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بن نِزَارِ بنٍ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ، الشاعِرِ، سُمِّي به لقَوْلهِ:

  وذَاكَ أَوَانُ العِرْضِ طَنَّ ذُبَابُهُ ... زنَابِيرُهُ والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

  ويُرْوى: فهذا، بَدلَ: وذاك، وجُنَّ، بدل: طَنَّ، ومعناه كَثُرَ ونَشِطَ. والعِرْضُ، بالكَسْر: وَادٍ باليَمَامَةِ يأْتي ذِكْرُه في مَحَلِّه، إِن شاءَ الله تعالَى، والمُرَاد بالذُّبَابِ: الأَخْضَرُ، وهذا البَيْتُ من جُمْلَةِ أَبياتٍ قَدْرُها ثلاثةٌ وعِشْرُون⁣(⁣٥)، أَوْرَدَهَا أَبو تَمّامٍ في الحَمَاسَة، وأَوَّلُها:

  أَلَمْ تَرَ أَن الدهرَ رَهْنُ مَنِيَّةٍ ... صَرِيعاً يُعَانِي الطَّيْرَ أَو سَوْفَ يُرْمَسُ⁣(⁣٦)

  وآخرها:

  وإِن يَكُ عَنَّا في حُبَيْبٍ تَثَاقُلٌ ... فقَدْ كانَ مِنَّا مِقْنَبٌ ما يُعَرِّسُ⁣(⁣٧)


(١) ضبطت في القاموس بالضم. ومثله في الأساس.

(٢) الذي في التهذيب والتكملة: «من السمات» ولم ترد فيهما لفظة «الإِبل».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والمتلومة، هكذا بالتاء في النسخ، وفي اللسان: والمثلومة بالثاء المثلثة فحرره» وفي التهذيب بالتاء كالأصل.

(٤) عن المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٧١ وجمهرة الأنساب، وبالأصل «دوقن ... بلى» وعند الآمدي: جلى بن أحمس بن ضبيعة.

(٥) ورد في ديوان الحماسة شرح التبريزي ٢/ ١٠٢ ثلاثة عشر بيتاً.

(٦) روايته في شرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٠٢.

ألم تر أن المرء رهنُ منية ... صريعٌ لعافي الطير أو سوف يُرمسُ

ويجوز أن تنصب صريعاً على الحال.

(٧) بالأصل: «وإن يك عيشاً ... يا مقرس» وما أثبت عن شرح ديوان الحماسة. والمقنب زهاء ثلثمائة من الخيل.