تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع السين

صفحة 472 - الجزء 8

  ويُقَال: ما بِفُلانٍ مُتَمَرَّسٌ، إِذا نُعِتَ بالجَلَدِ والشِّدَّةِ، حتَّى لا يُقَاوِمَه مَن مَارَسَه. لأَنَّه قد مَارَسَ النَّوَائِبَ والخُصُومَاتِ، وهو مَجَازٌ، ويُقَالُ ذلك أَيضاً للشَّحِيحِ الَّذِي لا يَنَالُ منه مُحْتَاجٌ، وهو مَجَازٌ أَيضاً، وذلك لِتَمَرُّسٍ به.

  وهو يَقْضِبُ الأَمْرَاسَ مِن مَرَحِه، أَي الحِبَالَ، وهو مَجَازٌ.

  والبَعِيرُ يَتَمَرَّسُ بالشَّجَرَةِ: يَأْكُلُهَا وَقْتاً بَعْدَ وَقْتٍ، وهو مَجَازٌ.

  وفُلانٌ يَتَمَرَّسُ بالشَّجَرَةِ: يَأْكُلُهَا وَقْتاً بَعْدَ وَقْتٍ، وهو مَجَازٌ.

  وفُلانٌ يَتَمرَّسُ بِي، أَي يَتَعَرَّضُ لِي بالشَّرِّ، وهو مَجَازٌ.

  وبَنُو مُرَيْسٍ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ مِن العَرَبِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣١).

  وقال أَبو زيد: يُقَالُ للرَّجُلِ الَّلئيم الَّذِي لا يَنْظُر إِلى صاحِبِه ولا يُعْطِي خَيْراً: إِنّه لَيَنْظُرُ إِلى وَجْهٍ أَمْرَسَ أَمْلَسَ، أَي لا خَيْرَ فيه، ولا يَتَمَرَّسُ به أَحدٌ⁣(⁣٢) لأَنّه صُلْبٌ لا يُسْتَغَلُّ منه شيءٌ.

  وتَمَرَّسَ بِه: ضَرَبَهُ، قال:

  تَمَرَّسَ بِي مِنْ جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِمْ⁣(⁣٣)

  وامْتَرَسَتِ الأَلْسُنُ في الخُصُومَاتِ: تَلَاجَّتْ وأَخَذَ بَعْضُها بَعْضاً، وهو مَجازٌ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً، وأَنَّ حُمُرَ الوَحْشِ قَرُبَتْ منه بمَنْزِلَةِ مَن يَحْتَكُّ بالشيْءِ:

  فنَكِرْنَه فنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ بِهِ ... هَوْجَاءُ هَادِيَةٌ وهَادٍ جُرْشُعُ

  قال السُّكَّرِيّ: الهَوْجَاءُ: الأَتَانُ، وامْتَرَسَتْ به: جَعَلَتْ تُكَادِمُه⁣(⁣٤) وتُعَالِجُه. ويقال: امتَرَسَ بها: نَشِبَ سَهْمُه فيها.

  والمَرَسَةُ، مُحَرَّكةً: حَبْلُ الكَلْبِ، والجَمْعُ كالجَمْعِ، هكذا ذكرَه طَرَفَةُ في شِعْرِه⁣(⁣٥). وتَمَرَّسَ به: تَمَسَّحَ.

  والمُمَارَسَةُ: المُلاعَبَةُ، وهو مَجَازٌ، ومنه حَدِيثُ عليّ ¥: «زَعَمَ أَنِّي كُنْتُ أُعَافِسُ وأُمَارِسُ» أَي أُلاعِبُ النِّسَاءَ.

  والمَرْسُ، بالفَتْح: السَّيْرُ الدّائِمُ.

  وقالُوا: أَمْرَسُ أَمْلَسُ، فبَالَغُوا فيه، كما قالُوا: شَحِيحٌ بَحِيحٌ، رواه ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  وتَمَرَّسَ بالطِّيبِ: تَلَطَّخَ به، وهو مَجازٌ.

  والمَرِيسِيَّةُ: الرِّيحُ الجَنُوبُ الَّتِي تأْتِي مِن قِبَلِ الجَنُوبِ⁣(⁣٦).

  والمِرَاسُ: داءٌ يَأْخُذُ الإِبِلَ، وهو أَهْوَنُ أَدْوائِهَا، ولا يَكُونُ فِي غَيْرِهَا، عنِ الهَجَرِيِّ.

  ودَرْبُ المَرِّيسِيّ: ببَغْدَادَ، منسوبٌ الى بِشْر بن غياثٍ، نقلَه الصاغانيّ.

  وأَبُو الرِّضا زَيْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِبرَاهِيمَ الخِيَمِيُّ المُرَيِّسِيُّ، مُصَغَّراً مُشَدَّداً، حَكَى عنه السِّلَفِيُّ.

  ومَرَسُ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعٌ، هكذا ضبَطَه الصّاغَانِيُّ وقال ابنُ السَّمْعَانِيّ: مَرْسُ، بفتح المِيمِ: قَرْيَة مِن أَعْمَالِ المَدِينَةِ، ونُسِب إِليَها أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ إِسماعِيلَ بنِ القاسمِ بنِ إِسماعِيلَ العَلَوِيُّ، رَوى عن أَبِيه عن جَدّه، هكذا نَقَلَ عنه الحافِظُ. قلتُ: وهو تَحْرِيفٌ قَبِيحٌ، فإِنَّ أَبَا عَبْدِ الله المَذْكُورَ إِنَّمَا يُقَالُ له: الرَّسِّيُّ، بالرّاءِ والسِّين المُشَدَّدة؛ لأَنَّ جَدَّه القاسِمَ كان يَنْزِلُ جَبَلَ الرَّسِّ بالمَدِينَةِ، فيقَالُ لأَوْلَادِه: الرَّسِّيُّون، وقد تقدَّم ذلِكَ، والعَجَبُ من الحافِظِ، كيفَ سَكَتَ على هذا: ومَرْسِينُ، بالفَتح وكسر السّين: شَجَرةُ الآسِ، وهو رَيْحَانُ القُبُورِ، مِصْرِيَّةٌ، أَو مَحَلُّها النُّونُ.

  والمَرْسُ: أَسْفَلُ الجَبَلِ وحَضِيضُه يَسِيلُ فيه المَاءُ فيَدِبُّ دَبِيباً ولا يَحْفِرُ، وجَمْعه أَمْراسٌ، والشّين لغةٌ فيه. قالهُ ابنُ شُمَيْلٍ.


(١) الجمهرة ٢/ ٢٣٧ وفيها «بطين» بدل: «بطن».

(٢) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٣) اللسان وبهامشه، صدره كما في مادة عرض:

وأحمقُ عريضٌ عليه غضاضةٌ

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «تكار».

(٥) يعني في قوله:

لو كنتَ كلب قنص كنت ذا جُدد ... تكون أربته في آخر المَرَسِ

(٦) في اللسان: من قبل مَرِيس. قال أبو حنيفة: ومريس أدنى بلاد النوب التي تلي أرض السودان.