تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسطس]:

صفحة 12 - الجزء 9

  إِخْوَة عادٍ وثَمُودَ، ولَيْسَ لهُم عُقُولٌ، يَعيشُون في الآجَامِ على شَاطئِ بحرِ الهِنْدِ، والعَرَبُ يَصْطَادُونَهْمْ ويُكَلِّمُونَهُمْ، وهم يَتكلَّمُون بالعَرَبيَّةِ ويَتَنَاسَلُون وَيَقُولُون الأَشْعَارَ ويَتَسَمَّوْن بأَسْمَاءِ العَربِ.

  و في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله تَعالى عنه: «ذَهَبَ النّاسُ وَبَقِيَ النِّسْنَاسُ. قيل: فما النِّسْنَاسُ؟ قال: الَّذين يَتَشبَّهون بالنّاسِ ولَيْسُوا مِن النَّاسِ» وأَخْرَجَه أَبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ، عن ابنِ عَبّاسٍ.

  قال السُّيُوطيّ في دِيوَان الحَيَوانِ: أَمّا الحَيَوَانُ الَّذي تُسَمَّيه العَامَّةُ نِسْنَاساً فهو نَوْعٌ من القِرَدَةِ، لا يَعيشُ في الماءِ، ويَحْرُم أَكْلُهُ، وأَمَّا الحَيَوَانُ البَحْرِيُّ ففيه وَجْهَانِ، واخْتَارَ الرُّويَانِيُّ وغيرُه الحِلَّ. وقال الشيخُ أَبو حامِدٍ: لا يَحِلُّ أَكْلُ النِّسْنَاسِ، لأَنَّه على خِلْقةِ بَنِي آدَمَ.

  وقال الغَنَوِيُّ: ناقَةٌ ذاتُ نَسْنَاسٍ، أَي ذاتُ سَيْرٍ باقٍ، هكذا نَقَلَه عنه أَبُو تُرَابٍ، وبه فُسِّر ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهَامٍ أَطْبَاقْ ... سُودٍ نَوَاحِيهَا كَأَثْنَاءِ الطَّاقْ

  قَطَعْتُهَا بذَاتِ نَسْنَاسٍ بَاقْ

  وقِيلَ: النَّسْنَاسُ هنا صَبْرُها وجَهْدُها.

  وقَرَبٌ نَسْنَاسٌ: سَرِيعٌ، نقلَه ابنُ عَبّادٍ في المُحِيطِ.

  ويَقُولونَ في الدُّعَاءِ: قَطَع الله تَعَالَى نَسْنَاسَهُ، أَي سَيْرَه وأَثَرَه [من] الأَرْض.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: نَسَّسَ الصَّبِيَّ تَنْسِيساً: قالَ له: إِسْ إِسْ، لِيَبُولَ أَو يَتَغَوَّطَ، ونَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ: أَو يَخْرَأَ، وكأَنهُ عَدَلَ عنه إِلى التَّغَوُّطِ لِيَكْنِيَ.

  ونَسَّسَ⁣(⁣١) البَهِيمَةَ: مَثَّاها. فَقالَ لَها: إِسْ إِسْ.

  ونَسْنَسَ: ضَعُفَ، عِن ابنِ دُرَيْدٍ، قِيلَ: ومنه اشْتِقَاقُ النِّسْنَاس. لضَعْفِ خَلْقِهِمْ.

  ونَسْنَسَ الطّائِرُ: أَسْرَع في طَيَرَانِهِ، كنَصْنَصَ، والاسْمُ: النَّسِيسَةُ⁣(⁣٢)، قالَه اللَّيْث. ونَسْنَسَتِ الرِّيحُ: هَبَّتْ هُبُوباً بارِداً، وكذا سَنْسَنَتْ.

  ورِيحٌ نَسْنَاسَةٌ وسَنْسَانَةٌ: بارِدَةٌ، كذا في النَّوادِرِ.

  وتَنَسَّسَ منه خَيْراً: تَنَسَّمَه.

  * ومِما يُسْتَدْرَك عليه:

  قالَ أَبُو زَيْدٍ: نَسَّ الإِبِلَ: أَطْلَقَهَا وحَلَّهَا.

  وأَنْسَسْتُ الدَّابَّةَ: أَعْطَشْتُها.

  ونَسَّتْ دَابَّتُكَ: يَبِسَتْ مِن الظَّمَإِ، وهو مَجَازٌ.

  ويُقَال للفَحْلِ إِذا ضَرَبَ النّاقَةَ عَلَى غَيْرِ ضَبَعَة: قد أَنَسَّهَا.

  والمَنْسُوسُ: المَطْرُودُ والمَسُوقُ. والنَّسِيسُ: المَسْوقُ.

  وَنَسِيسُ الإِنْسَانِ ونَسْنَاسُه: مَجْهُودُه وصَبْرُه.

  وقيل: نَسْنَاسٌ: مِن الدُّخانِ، وسَنْسَانٌ: يريد دُخَانَ نارِ.

  والنِّسْنَاسُ، بالكَسْر: الجُوعُ الشَّدِيدُ، عن ابنِ السِّكِّيت، وأَمّا ابنُ الأَعْرَابِيّ فَجَعَله وَصْفاً، وقال: جُوعٌ نِسْناسٌ، قال: ويَعْنِي به الشدِيدَ، وأَنْشَدَ:

  أَخْرَجَها النِّسْنَاسُ من بَيْتِ أَهْلِها⁣(⁣٣)

  وأَنْشَد كُراع:

  أَضَرَّ بِها النِّسْنَاسُ حَتَّى أَحَلَّها ... بدَارِ عَقِيلٍ وابْنُهَا طاعِمٌ جَلْدُ

  وعنْ أَبِي عَمْرٍو: جُوعٌ مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ ونِسْنَاسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِسٌ: بمَعْنًى وَاحِدٍ.

  ونَسَّ فُلانٌ لفُلانٍ، إِذا تَخَبَّر.

  ونَسَّ الرّجل: اشْتَدَّ عَطَشُه.

  والنَّسُوسُ: طائِرٌ رُبِّيَ بالجَبَلِ، له هامَةٌ كَبيرَةٌ.

  [نسطس]: نِسْطَاسٌ، بالكَسْر، أَهْملَه الجوْهَريُّ: وهو عَلَمٌ.

  ونِسْطَاسٌ بالرُّومِيَّةِ: العالِمُ بالطِّبِّ، نقلَه الصّاغَانِيُّ.

  وعُبَيْدُ بنُ نِسْطَاسٍ العامِرِيُّ البَكَّائِيُّ الكُوفِيُّ: محدِّثٌ.


(١) بالأصل «ونسنس» وسياق القاموس يقتضي ما أثبتناه.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الليث: النسنسة في سرعة الطيران، يقال: نسنس ونصنص.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أخرجها، كذا في اللسان أيضاً، وكان حق الوزن، وأخرجها إلا أن يكون دخله الخرم، فحرره».