تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وقس]:

صفحة 33 - الجزء 9

  ومَكَانٌ أَوْعَسُ: سَهْلٌ لَيِّنٌ وأَمْكِنَةٌ أَوْعُسٌ ووُعْسٌ، بالضّم وأَوَاعِسُ الأَخِيرَةُ جَمْ الجَمْعِ.

  وقِيلَ: الأَوْعَسُ: أَعْظَمُ من الوَعْسَاءِ قال:

  أُلبِسْنَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسَا

  وقِيل: الأَوَاعِسُ: ما تَنَكَّبَ عن الغِلَظِ، وهو اللَّيِّنُ عن الرَّمْلِ.

  والمِيعَاسُ، كمِحْرَاب: ما سَهُلَ من الرَّمْلِ، وتَنَكَّبَ عن الغِلَظِ.

  وقيل: المِيعَاسُ: الأَرْضُ الَّتي لم تُوطَأْ قاله أَبو عَمْرو.

  وقيل: هو الرَّمْلُ اللَّيِّنُ تَغِيبُ فيه الأَرْجُلُ، كالوَعْسِ، قاله اللّيْثُ.

  وقال ابنُ بُزُرْج: المِيعاسُ: الطَّرِيقُ، وأَنْشَدَ:

  وَاعَسْنَ مِيعَاساً وجُمْهُورَاتِ ... من الكَثِيبِ مُتَعَرِّضاتِ

  كأَنه ضِدٌّ فإِنّ مِن شَأْنِ الطَّرِيقِ أَنْ يكونَ مَوْطُوءاً.

  وذَاتُ المَوَاعِيسِ: ع قال جَرِيرٌ:

  حَيِّ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ المَوَاعِيسِ ... فالحِنْو أَصْبَحَ قَفْراً غَيْرَ مَأْنُوسِ

  والمُوَاعَسَةُ: ضَرْبٌ من سَيْرِ الإِبِلِ في مَدِّ أَعناقٍ وسَعَةِ خُطاً في سُرْعَةٍ.

  وقيل: المُوَاعَسَةُ: مُوَاطَأَةُ الوَعْسِ، وهو شِدّةُ وَطْئِهَا على الأَرْضِ.

  والمُوَاعَسَةُ: المُبَاراةُ في السيْرِ، وهو المُوَاضَخَة، أَو لا تَكونُ المُوَاعَسَة إِلاّ لَيْلاً.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  المَوْعِسُ كالوَعْسِ، وأَنشد ابنُ الأَعرَابِيّ:

  لا تَرْتَعِي المَوْعِسَ من عَدَابِهَا ... ولا تُبَالِي الجَدْبَ من جَنَابِهَا

  ووَعْسَةُ الحُوْمَانِ: مَوْضِع، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  أَلْقَت طَلاً بِوَعْسَةِ الحَوْمانِ

  ووَعَسَهُ الدَّهْرُ: حَنَّكَه وأَحْكَمَه. والإِيعاسُ، في سَيْرِ الإِبِل، كالمُوَاعَسَةُ، قال:

  كَم اجْتَبْنَ من لَيْلٍ إِلَيْكَ وأَوعَسَتْ ... بِنَا البِيدَ أَعْنَاقُ المَهارِيَ الشَّعَاشِعِ⁣(⁣١)

  البِيدَ مَنْصُوبٌ على الظّرْفِ، أَو على السَّعَةِ. وأَوْعَسْنَ بالأَعْنَاقِ، إِذا مَدَدْنَها في سَعَةِ الخَطْوِ.

  وأَوْعَسْنَا: أَدْلَجْنَا.

  والأَوْعَاسُ: الأَراضِي ذاتُ الرَّمْلِ.

  [وقس]: وَقَسه، كَوَعَده، وَقْساً، أَي قَرَفَه، وإِنَّ بالبَعِير لوَقْساً، إِذا قَارَفَهُ شَيءٌ من الجَرَبِ، وهو بَعِيرٌ مَوْقُوسٌ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ للعَجّاجِ:

  وحاصِن مِنْ حاصِنَاتٍ مُلْسِ ... من الأذَى ومِنْ قِرَافِ الوَقْسِ

  هذِهِ عِبَارة الصّحاح.

  وقال اللَّيْث: الوَقْسُ: الفَاحِشَةُ والذِّكْرُ لَهَا، وعِبَارَةُ العَيْن: وذِكْرُها.

  والوَقْسُ: الجَرَبُ، ومن أَمثالِهِمْ:

  الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسَا ... مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ العسَّا⁣(⁣٢)

  يُضْرَب لتَجَنُّبِ مَنْ تُكْرَه صُحْبَتُه.

  وقال ابنُ دُرَيْد: الوَقْسُ: انْتِشَار الجَرَبِ في البَدَنِ⁣(⁣٣) وقيل: هو أَوَّلُه قَبْلَ اسْتِحْكامه.

  ويُقَال: أَتانَا أَوْقَاسٌ من بَنِي فُلان، أَي جَمَاعَةٌ وفِرْقَةٌ، نَقَلَه الصّاغانيُّ عن ابنِ عبّادٍ، أَو سُقاطٌ وعَبِيدٌ، عن كُرَاع، أو قَلِيلُون مُتَفَرّقُونَ، وهُمُ الأَخْلاطُ، لا وَاحِدَ لها، وقال كُرَاع: وَاحِدُهَا الوَقْسُ.

  والتَّوْقِيسُ: الإِجْرَابُ، وقَدْ وَقَّسَه، ومنه قَوْلُهم: إِبِلٌ مُوَقَّسَةٌ، أَي جُرْبٌ، قال الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيّةً من بَنِي نُمَيْرٍ كانَت اسْتُرْعِيَتْ إِبلاً جُرْباً، فلَما أَراحَتْهَا سَأَلَتْ صاحِبَ النَّعَمِ، فقالَتْ: أَيْنَ آوِي هذِه المُوَقَّسَةَ؟.


(١) نسب في الأساس لذي الرمة. وفيها: وواعست بدل وأوعست.

(٢) في اللسان: «يلاق تعسا» والتعس: الهلاك.

(٣) في الأصل «بالبدن» وما أثبت عن القاموس.