تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرجس]:

صفحة 39 - الجزء 9

  وقد عَنَى به حَمْزَةَ بنَ عَبْد المُطَّلِب، رضِيَ الله تَعَالَى عنه.

  ومِهْرَاسٌ: ع باليَمَامَةِ، نَزَله الأَعْشَى وقال فيه:

  فرُكْنُ مِهْرَاسٍ إلى مَارِدٍ ... فقَاعُ مَنْفُوحَةَ⁣(⁣١) ذِي الحائِرِ

  وأَوَّله:

  شَاقَكَ مِنْ قَتْلَةَ⁣(⁣٢) أَطْلالُهَا ... بالشّطِّ فالوُتْرِ إِلى حاجِرِ

  ومن المَجَاز: المِهْرَاسُ: الشَّدِيدُ الأَكْلِ من الإِبِلِ تَهْرُس ما تَأْكُلُه بشِدَّة، والجَمْع المَهَارِيسُ، وقال أَبو عُبَيْدٍ: المَهَارِيسُ من الإِبِلِ: الَّتي تَقْضَمُ العِيدانَ إِذا قَلَّ الكَلأُ وأَجْدَبَت البِلادُ، فَتَبَلّغُ بها كأَنَّها تَهْرُسُها بأَفْوَاهِها هَرْساً، أَي تَدُقُّها، قال الحُطَيْئَة، يصفُ إِبلَه:

  مَهَارِيسُ يُرْوِي رِسْلُهَا ضَيْفَ أَهْلِهَا ... إِذا النّارُ أَبْدَتْ أَوْجُهَ الخَفِرَاتِ

  وقِيلَ: المِهْرَاسُ: الجَسِيمُ الشّدِيدُ الثّقِيلُ منهَا، وهو مَجَازٌ أَيْضاً، سُمِّيَت لأَنَّها تَهْرُسُ الأَرْضَ بشِدَّةِ وَطْئِهَا.

  ومِنَ المَجَاز: المِهْرَاسُ: الرَّجُلُ لا يَتَهَيَّبُهُ⁣(⁣٣) لَيْلٌ ولا سُرىً، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ عن ابن عَبّادٍ.

  والهراسُ، كغُرَابٍ، وكَتَّانٍ، وكَتِفٍ: الأَسَدُ الشَّدِيدُ، الكَثِيرُ الأَكْلِ. وفي بعض النُّسَخ الشّدِيدُ الكَسْرِ⁣(⁣٤) والأَكْلِ.

  ويُقَال: أَسَدٌ هَرّاسٌ: يَهْرُس كلَّ شَيْءٍ، وأَسَدٌ هَرِيسٌ، أَيْ شَدِيدٌ، وهو من الدَّقِّ، قال الشاعر:

  شَدِيدَ السّاعِدَيْنِ أَخَا وِثَابٍ ... شَديداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا

  والهَرَاسُ: كسَحَابٍ: شَجَرٌ شَائِكٌ، شَوْكُه كأَنَّهُ حَسَكٌ، ثَمَرُه كالنَّبق، الواحِدَةُ بهاءٍ قال النابِغَةُ:

  فبِتُّ كأَنَّ العائِدَاتِ⁣(⁣٥) فَرَشْنَنِي ... هَرَاساً بهِ يُعْلَى فِرَاشِي ويُقْشَبُ

  وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للنَّابِغَةِ [الجعدي]⁣(⁣٦):

  وخَيْل يُطَابِقْنَ بالدّارِعِينَ ... طِبَاقَ الكِلَابِ يَطَأْنَ الهَرَاسَا

  ومثلُه قولُ قُعَيْن:

  إِنّا إِذا الخَيْلُ غَدَتْ أَكْدَاسَا ... مِثْلُ الكِلَابِ تَتَّقِي الهَرَاسَا

  وأَرْضٌ هَرِسَةٌ: أَنْبَتَتْهَا، وقال أَبو حَنيفَةَ، |، الهَرَاسُ: من أَحْرَارِ البُقُولِ، وَاحِدَتُه هَرَاسَةٌ، وبه سَمَّوْا رجُلاً، و في حَديث عَمْرو بنِ العَاصِ: «كأَنّ في جَوْفِي شَوْكَةَ الهَرَاسِ». قال ابنُ الأَثِير: وهو شَجَرٌ، أَو بَقْلُ، أَو شَوْكٌ، من أَحْرَارِ البُقُولِ.

  ومنه إِبراهِيمُ بنُ هَرَاسَةَ الشَّيْبَانِيّ الكُوفِيّ، رَوَى عن الثَّوْرِيّ، وهو مَتْرُوكُ الحَديثِ، تَرَكَه الجَمَاعَةُ، قال الذَّهَبِيّ في الدِّيوَانِ: تَكَلَّمَ فيه أَبو عُبَيْدةَ وغيرُه.

  والهَرِسُ، ككَتِفٍ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. وضَبَطَه بعضُهُم بالفَتْحِ، قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

  صِفْرِ المَبَاءَةِ ذِي هَرْسَيْنِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نَظَرْتَ إِليهِ قُلْتَ: قَدْ فَرَجَا

  ورَوَى الصّاغَانِيُّ عن الجُمَحِيّ: الثَّوْبُ الخَلَقُ هو الهِرْسُ، بالكَسْر، كالدِّرْسِ، فهو مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّف.

  والهَرِسُ ككَتِفٍ: السِّنَّوْرُ، نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ عن ابن عَبّادٍ، ومنه المَثَلُ: «أَزْنَى من الهَرِسٍ» وأَغْلَمُ منها، ورُوِيَ عن ابنِ عَبّادٍ: الهَرْس، بالفَتح، والمَثَلُ المَذْكُور كأَنّه مُصَحَّف من: «أَزْنَى مِن الهِجْرِس»، وقد تَقَدَّم.

  وهَرِسَ الرّجُلُ، كفَرِحَ: اشْتَدَّ أَكْلُه، عن ابن الأَعْرَابِيّ.

  وقيل: هَرِسَ يَهْرَسُ هَرَساً: أَخْفَى أَكْلَه، وقيل: بَالَغَ فيه، فكأَنّه ضِدٌّ، وهو مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف.


(١) عن اللسان وبالأصل «منفوخة».

(٢) عن معجم البلدان «المهراس» وبالأصل «قيلة».

(٣) بهامش القاموس: قوله: لا يتهيبه ليل أي لا يخيفه، قال المجد في مادة هيب: وتهيبني وتهيبته: خفته اه - مصححه.

(٤) وهي عبارة القاموس، وعلى هامشه عن نسخة أخرى: هذان اللفظان مضروب عليهما بخط المؤلف وبدلهما وبالهامش: الكثير الأكل.

(٥) عن الديوان والتهذيب، وبالأصل: «العائذات».

(٦) زيادة عن اللسان، وفي الصحاح: وخيل تكدس.