تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بهش]:

صفحة 64 - الجزء 9

  بالضِّدِّيّةِ، ولِذَا قالَ في العُبَابِ: ولا يُقَالُ لِبَنِي الأَبِ إِذا اجْتَمَعُوا: بَوْشٌ، فتَأَمَّلْ.

  والبَوْشُ: طَعَامٌ بمِصْرَ من حِنْطَةٍ وعَدَسٍ، يُجْمَعُ ويُغْسَلُ في زِنْبِيل، ويُجْعَلُ في جَرَّةٍ، ويُطَيَّنُ، ويُجْعَل في التَّنُّورِ ويُؤْكَل، كَأَنَّه سُمِّيَ به لِاخْتِلاطِه.

  والبَوْشُ: ضَجِيجُ الأَخْلاطِ من النّاسِ، وهُمُ الغَوْغَاءُ وقَدْ بَاشُوا بَوْشاً.

  ويُقَالُ: تَرَكْتُهُم هَوْشاً بَوْشاً، أَيْ مُخْتَلِطِينَ في بَعْضِهِم.

  وأَبُو القَاسِم يَحْيَى بنُ أَسْعَدَ بنِ يَحْيَى بْنِ بَوْشٍ البَوْشِيُّ، نِسْبَة إِلى جَدِّه: مُحَدِّثٌ.

  والبَوْشِيُّ: الفَقِيرُ المُعِيلُ: الكَثِيرُ العِيَالِ.

  ورَجُلٌ بَوْشِيٌّ: كثيرُ البَوْشِ، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:

  وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنَا أُحَاحَهُ ... غَدَاتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَمَاحِلِ

  قَالَ أَبو سَعِيد: بَوْشِيٌّ: ذُو بَوْشٍ وعِيَالٍ.

  والبوْشِيُّ: مَنْ هُوَ مِنْ خُمّانِ النّاسِ ودِهْمائهِم، كَأَنَّهُ لكَثْرةِ بَوْشِهِم، أَي صَخَبِهِم، ويُضَمُّ، وهكذا روَاه بعْضُهُم في قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ.

  وبَاشَ فُلاناً، هكذا في سائرِ النُّسَخِ، والَّذِي في التَّكْمِلَة: بَاوَشَهُ، إِذا أَهْوى لَهُ بِشَيْءٍ، عن ابنِ عَبّادٍ، وكَذلِك تَبَاهَشَ، كَمَا سَيَأْتِي.

  وتَبَاوَشَا تَنَاوَشَا، بِمَعْنًى⁣(⁣١).

  ولا يَنْباشُ مِنْ شَيْءٍ، أَي لا يَنْحاشُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  وقيل: لا يَنْقَبِضُ مِنْ شَيْءٍ.

  وبَوَّشُوا تَبْوِيشاً، وتَبَوَّشُوا: كَثُرُوا، واخْتَلَطُوا، نَقَله ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٢).

  وبُوشُ، بالضّمّ: ة، بِمِصْرَ من أَعْمَالِ البَهْنَسَا⁣(⁣٣)، يُنْسَبُ إِلَيْهَا ثِيَابٌ بُوشِيَّةٌ تُجْلَب إِلَى مِصْرَ وأَعْمَالِهَا.

  وعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ البُوشِيُّ، المُحدِّثُ، عن مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الرّحْمنِ الحَضْرَمِيّ، وعَنْهُ ابنُ نُقْطَةَ.

  وفَاتَه: عَوَضُ بنُ مَحْمُودٍ البُوشيّ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَة، وحمودى بن وَشْوَاشٍ البُوشِيّ سَمِعَ منه المُنْذِرِيّ، ونُسِب إِليها أَيضاً جَمَاعَةٌ تَأَخَّرُوا، من أَهْلِ مِصْر.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  باشَ يَبُوشُ بَوْشاً، إِذا خَلَطَ، قاله الفَرّاءُ.

  وبَاشَ يَبُوشُ بَوْشاً، إِذا صَحِبَ البَوْشَ، وهُم الغَوْغَاءُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  وجاءَ بالبَوْشِ البَائشِ: الكثير.

  ويَحْيَى بنُ أَسْعَدَ بنِ مَمّاتِيّ بن بَوْش، بالفَتْح، أَبُو القَاسِم، الخَبّازُ البَوْشِيّ.

  [بهش]: البَهْشُ: المُقْلُ مَا دَامَ رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فخَشْلٌ، هكذا نقله الجَوْهَرِيُّ، وهو قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ، وزادَ: والمُلْجُ نَوَاه، والحتِيُّ سوِيقُه. والسِّينُ المُهْمَلَة لُغَةٌ فيه. وقال اللَّيْثُ⁣(⁣٤): البَهْشُ: رَدِيءُ المُقْلِ ويُقَال: ما قَدْ أُكِلَ قِرْفُهُ⁣(⁣٥)، قال الأَزْهَرِيّ: والقَوْل ما قالَهُ أَبو زيْد.

  ورجُلٌ بَهْشٌ، أَيْ هَشٌّ بَشٌّ، قاله اللّيْثُ.

  وبِلادُ البَهْشِ: الحِجَازُ، لأَنّ البَهْشَ يَنْبُتُ بها، ومنه حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ الله تعالَى عنه، وقد بَلَغَه أَنّ أَبا مُوسَى، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه، يَقْرأُ حَرْفاً⁣(⁣٦) بلُغَتِه، قالَ: «إِنّ أَبا مُوسَى لم يَكُنْ من أَهْلِ البَهْشِ»، يقولُ: لَيْسَ هُوَ من أَهْلِ الحِجَاز.

  وبَهَشَ عَنْهُ، كمَنَعَ: بَحَثَ، نقَلَه الصّاغَانِيّ عن ابنِ عَبّادٍ.

  وبَهَشَ إِليْهِ يَبْهَشُ بَهْشاً، إِذا ارْتَاحَ لَهُ، وخَفَّ بارْتِيَاحٍ إِلَيْه.


(١) في التكملة: وتباوشا وتكاوشا بمعنى.

(٢) الجمهرة ١/ ٢٩٤.

(٣) في معجم البلدان: كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدنى في غربي النيل بعيدة عن الشاطئ.

(٤) عن اللسان وبالأصل «وقال أبو زيد».

(٥) عن اللسان وبالأصل «قرقه».

(٦) بالأصل «قاله» تحريف.