تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الشين

صفحة 68 - الجزء 9

  ذلِكَ قبلَ أَنْ يُفْطَم، ج: جِحَاشٌ وجِحْشَانٌ، بِكَسْرِهما، وهي بهاءٍ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الجَحْشُ مِنْ أَوْلادِ الحَمِيرِ، حِينَ تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطَمَ من الرَّضاعِ، فإِذَا اسْتَكْمَلَ الحَوْلَ فهو تَوْلَبٌ. وزادَ في الجُمُوعِ: جِحَشَة.

  وورُبَما سُمِّيَ مُهْرُ الفَرَسِ جَحْشاً: تَشْبِيهاً بِوَلَدِ الحِمَارِ.

  والجَحْشُ: الجَفَاءُ والغِلَظُ.

  والجَحْشُ: الجِهَادُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، قالَ: وقد تُحَوَّل الشِّين سِيناً وأَنشدَ:

  يَوْماً تَرَانَا في عِرَاكِ الجَحْسِ ... تَنْبُو بأَجْلادِ الأُمُورِ الرُّبْسِ

  وقد تَقَدَّم.

  والجَحْشُ: الظَّبْيُ، في لُغَة هُذَيْلٍ، عن ابنِ عبّادٍ.

  وجَحْشٌ: صَحَابِيٌّ جُهَنِيٌّ، مَجْهُولٌ، بل مَعْدُومٌ، رَوَى ابنُه عَبْدُ الله عنه، وحَدِيثُ⁣(⁣١) الصَّحِيح مَجِيئُه عن ابنِ عَبْدِ اللهِ بن أُنَيْس عن أَبِيه، كما في مُعْجَم ابن فَهْدٍ.

  وزَيْنَبُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ وأَخَواها عَبْدُ الله وعَبْدٌ، وأُخْتاهَا: حَمْنَةُ وأُمُّ حَبِيبَةَ، بَنُو جَحْشِ بن رِئَاب، الأَسَدِيُّون مِنْ بَنِي غَنْم بنِ دُودَان بنِ أَسَد، أَمّا عَبدُ اللهِ فكُنْيَتُه أَبو مُحَمّدٍ، وأُمُّه وأُمُّ أُخْتِه زَيْنَبَ أُمَيْمَةُ عَمَّةُ النَّبِيّ ، من السّابِقِينَ، هَاجَرَ الهِجرَتَيْنِ، وشهِدَ بَدْراً، وأَخُوهُ عَبْدٌ يُكْنَى أَبا أَحْمَدَ، حَلِيفُ بَنِي أُميَّةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمْ. وأَمّا أَخُوهُمْ عُبَيْدُ الله بنُ جَحْشٍ فَقْد كان أَسْلَم ثُمَّ تَنَصَّرَ بأَرْضِ الحَبَشَة، و في كِتاب المُؤْتَلِف والمُخْتَلِفِ للدّارَقُطْنِيّ: وكان اسمُ جَحْشِ ابن رِئابٍ بُرَة، بالضَّمّ، فقالت زَيْنَبُ لِرَسُولِ الله : يا رَسُولَ الله لو غَيَّرْتَ اسْمَه، فإِنّ البُرَةَ صَغِيرَةٌ، فقِيل: إِنَّ رَسُولَ الله قال لها: لوْ كانَ أَبوكِ مُسْلِماً لسمَّيتُه باسم من أَسماءِ أَهْلِ البَيْتِ، ولكِنْ قد سَمَّيْتُه جَحْشاً، والجَحْشُ أَكْبَرُ من البُرَةِ. كذا في الرّوْضِ للسُّهَيْلِيّ. والجَحْشُ: ة، بالخابُورِ، كذا في العُبَاب، والَّذِي ضَبَطَه في التَّكْملَةِ وجَوَّدَه أَنّها الجَحْشيَّةُ⁣(⁣٢).

  والجَحْشَةُ: صُوفٌ يُجْعَلُ كحَلْقَةٍ، يَجْعَلُه الرّاعِي في ذِرَاعِه، ويَغْزِلُه، عن ابن دُرَيدٍ وعِبَارَةُ الصّحاح: صُوفةٌ يَلُفُّها الرّاعِي على يَدِه يَغْزِلُها، وقال غَيرُه: حَلْقَةٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ.

  والجَحْوَشُ، كجَرْوَلٍ: الصَّبِيُّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ، كما في الصّحاح، وأَنْشدَ للمُعْتَرِضِ السُّلَمِيِّ:

  قَتَلْنا مَخْلَداً وابْنَيْ حُرَاقٍ ... وآخَرَ جَحْوَشاً فَوْقَ الفَطِيمِ

  وقال غيره: الجَحْوَشُ: الغُلامُ السَّمِينُ، وقِيلَ: هُوَ فَوقَ الجَفْرِ، والجَفْرُ: فَوْقَ الفَطِيمِ وقال ابنُ فارِسٍ: وإِنّمَا زِيدَ في بِنائه لِئَلاّ يُسَمَّى بالجَحْشِ، وإِلاّ فالمَعنَى وَاحِدٌ.

  والجَحِيشُ، كأَمِيرٍ: الشِّقُّ والنّاحِيَة، عن شَمِر، ويُقال: نَزَل فلانٌ الجَحِيشَ. ورَجُلٌ جَحِيشُ المَحَلِّ، إِذا نَزَلَ ناحِيَةً عن النّاسِ، ولمْ يَخْتَلِطْ بِهِمْ، عن ابنِ دُرَيدٍ، وقال الأَعْشَى يَصِفُ رَجُلاً غَيُوراً عَلَى امرأَتِه:

  إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيشَ ... حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيّاً غَيُورَا⁣(⁣٣)

  لَها مالكٌ كانَ يَخْشَى القِرَافَ ... إِذَا خَالَطَ الظَّنُّ مِنْه الضَّمِيرَا

  قال ابنُ بَرِّيّ: مَنْ رَوَاه: الجَحِيشُ، بالرّفْعِ، رَفَعَه بحَلَّ⁣(⁣٤)، ومَنْ رَوَاه مَنْصوباً نصَبَه على الظَّرْفِ، كأَنَّه قالَ: ناحِيَةً مُنْفَرِدَةً، وقال أَبْو حَنِيفَة: الجَحِيشُ: الفَرِيدُ الَّذِي لا يُزاحِمُه في دَارِه مُزاحِمٌ، يُقال: نَزَل فُلانٌ جَحِيشاً، إذا نزل حَرِيداً فَرِيداً.

  والمَجْحُوشُ: مَنْ أُصِيبَ جَحِيشُه، أَي شِقُّهُ، ولا يَكُون الجَحْشُ في الوَجْهِ، ولا في البَدَنِ، أَنشد شَمِر:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وحديث الصحيح الخ كذا في النسخ وحرره» ولعل الصواب: والحديث الصحيح، فقد ورد في أسد الغابة حديثاً (انظره فيه) أخرجه مسلم في صحيحه، وقال: ورواه الزهري عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن أبيه، وهو الصحيح.

(٢) وفي معجم البلدان: جحشية بدون ألف ولام، قرية كبيرة كالمدينة من قرى الخابور.

(٣) عجزه في التهذيب:

شفيّاً مبيناً غويّاً غيورا

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «وقال في اللسان: ويجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر من باب مررت به المسكين، أي هو المسكين أو المسكين هو».