تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جفش]:

صفحة 75 - الجزء 9

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  الجُعْشُوش: اللَّئِيمُ.

  والجِعُش: أَصْلُ النَّبَاتِ، وقِيلَ: أَصْلُ الصِّلِّيَانِ خَاصَّةً، ومِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَة: «ويَبِسَ الجِعْشُ».

  [جفش]: جَفَشَه يَجْفِشُه، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): الجَفْشُ: الجَمْعُ، يَمَانِيَةٌ.

  وقيل: جَفَشَه جَفْشاً: عَصَرَه يَسِيراً.

  أَو الجَفْشُ: سُرْعَةُ الحَلْبِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ، هُوَ الحَلْبُ بأَطْرَافِ الأَصَابِعِ، عن ابنِ عَبّادٍ، وإِنّمَا يُقَالُ: هو الجَمْشُ.

  والجَفْشِيشُ، إِطْلاقُه يُوهِمُ أَنْ يَكُونَ بالفَتْح، وقد ضَبَطَه الصّاغَانِيّ بالضَّمّ، وهُوَ بالحاء والخَاء والجيم، ذَكَرَه ابنُ عَبْد البَرّ بالحاءِ المُهْمَلَة، قال الصّاغَانِيّ وهو بالجِيم أَصَحُّ.

  قُلْتُ: وهكذا أَوْرَدَه ابنُ شاهِينَ، وقال ابنُ فَهْدٍ: وكُلُّ حَرْفٍ بالحَرَكَاتِ الثّلاث، ففي ضَبْط الصّاغَانِيّ وإِطْلاقِ المصنّف نظَرٌ ظاهِرٌ: لَقَبُ أَبِي الخَيْرِ مَعْدَانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ مَعْدِيَكرِبَ الكِنْدِيّ الصَّحابِيّ، مذكورٌ في المَعَاجِم.

  قلتُ: وهُوَ من بَنِي الشَّيْطَان بنِ الحارِثِ الوَلاَّدَةِ، وهو القائِلُ لرَسُولِ الله : أَلَسْتَ مِنّا، مرَّتَيْن، ثمّ قالَ رَسُولُ الله : «نَحْنُ من النَّضْرِ بنِ كِنَانَة لا نَقْفُو أُمَّنَا، ولا نَنْتَفِي مِن أَبِينَا».

  [جمش]: جَمَشَ رَأْسَه يَجْشِمهُ ويَجْمُشُه جَمْشاً: حَلَقَه، وجَمَشَتِ النُّورَةُ الشَّعرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه.

  ومِنْهُ الجَمِيشُ: كأَمِيرٍ: الرَّكَبُ، مُحَرَّكَةً، أَي الفَرْجُ المَحْلُوقُ بالنُّورَةِ، وقَدْ جَمَشَه جَمْشاً، قال:

  قد عَلِمَتْ ذَاتُ جَمِيشٍ أَبْرَدُهْ ... أَحْمَى من التَّنُّورِ أَحْمَى مُوقِدُهْ

  وقالَ أَبو النّجْمِ:

  إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوَى جَمِيشاً ... أَتَيْتُ على حِيَالِكِ فانْثَنَيْنَا

  والجَمِيشُ: المَكَانُ لا نَبْتَ فيهِ، كَأَنَّهُ جُمِشَ نَبْتُه، أَي حُلِقَ.

  وخَبْتُ الجَمِيشِ: صَحْرَاءُ بناحِيَةِ⁣(⁣٢) مَكَّةَ، شَرَّفَها الله تعالى، والخَبْتُ: المَفَازَةُ، وإِنما قِيل له: جَمِيشٌ، لأَنَّه لا نَبَاتَ فيه، كأَنّه حَلِيقٌ، وقد جاءَ ذِكْرُه في الحَدِيث.

  والجَمُوشُ، كصَبُورِ، من النُّورَةِ: الحالِقَةُ، كالجَمِيشِ، كأَمِيرٍ، يُقَالُ: نُورَةٌ جَمُوشٌ، وجَمِيشٌ، وفِعْلُهَا الجَمْشُ، قال:

  حَلْقاً كَحَلْقِ [النُّورَةِ]⁣(⁣٣) الجَمِيشِ

  وقالَ رُؤْبَة:

  أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ

  والجَمُوشُ مِنَ الآبَارِ: ما يَخْرُج مَاؤُمَا من نَوَاحِيهَا. نَقَلَه الصّاغَانِيّ عن ابنِ عَبّادٍ.

  والجَمُوشُ من السِّنِينَ: المُحْرِقَةُ للنَّبَاتِ، وفي الصّحَاح سَنَةٌ جَمُوشٌ، إِذا احْتَلَقَت النَّبَاتَ.

  والجَمْشُ: الصّوتُ الخَفِيُّ، عن أَبِي عُبَيْدَة.

  والجَمْشُ: ضَرْبٌ من الحَلْب بأَطْرَافِ الأَصابِعِ.

  وعن الليث الجَمْش: المُغَازَلَةُ والمُلَاعَبَةُ، وهُوَ ضَرْبٌ منها بقَرْصٍ ولَعِبٍ، كالتَّجْمِيشِ، عن ثَعْلَبٍ، وقد جَمَشَتْه وهُوَ يَجْمُشُهَا، أَيْ يَقْرُصُهَا ويُلاعِبُهَا، وقال أَبو العَبّاس: قِيلَ لِلمُغَازَلَةِ: تَجْمِيشٌ، من الجَمْشِ، وهُوَ الكَلامُ الخَفِيّ، وهُوَ أَنْ يَقُول لِهَواهُ: هَيْ هَيْ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: رَجُلٌ جَمّاشٌ، كشَدّادٍ، أَي مُتَعَرِّضٌ للنِّسَاءِ، كأَنَّهُ يَطْلُبُ الرَّكَبَ الجَمِيشَ، أَي المَحْلُوقَ.

  والجَمْشَاءُ، العَظِيمَةُ الرَّكَبِ، أَي الفَرْجِ.

  وعَنْ أَبِي عَمْرٍو: الجِمَاشُ، ككِتَابٍ، وضَبَطه الصّاغَانِيّ، بالضَّمِّ: ما يُجْعَلُ بَيْنَ الطَّيِّ والجَالِ في القَلِيبِ إِذا طُوِيَ بالحِجَارَةِ، وفي التَّكْمِلَة: إِذَا طُوِيَتْ، وقَدْ جَمَشَها


(١) الجمهرة ٢/ ٩٦.

(٢) في معجم البلدان «خبت»: بين مكة والمدينة.

(٣) سقطت من الأصل وإثباتها ضروري وقد وردت في رجز رؤبة التالى.