تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهش]:

صفحة 77 - الجزء 9

  والجُوشُ، بالضَّمِّ: صَدْرُ الإِنْسَانِ واللّيْلِ، ويُفْتَح، يُقَال، مَضَى جُوُشٌ من اللَّيْلِ: أَي صَدْرٌ منه، مِثْل جَرْشٍ، وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لِرَبِيعَةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ:

  وفِتْيَانِ صِدْقٍ قَدْ صَبَحْتُ سُلَافَةً ... إِذَا الدِّيكُ في جَوْشٍ من اللَّيْلِ طَرَّبَا

  وجُوشٌ: قَبِيلَةٌ، أَو هو: ع.

  وجُوشُ: ة، بِطُوسَ.

  وجُوَشُ كزُفَر: ة، بِأَسْفِرَايِنَ، نقله الصّاغَانِيّ.

  وتَجَوَّشَ اللَّيْلُ: مَضَى منه جَوْشٌ، أَي قِطْعَةٌ.

  وتَجَوَّشَ في الأَرْض، إِذا جَشَّ فِيهَا، وفي التّكْمِلَة: خَشَّ فيها، بالخَاءِ المُعْجَمة.

  والمُتَجَوِّشُ: المَهْزُولُ لا شَدِيداً، وكَذلك المُتَخَوِّشُ، بالخَاءِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  جاشٌ، بغَيْرِ هَمْزٍ: بَلَدٌ، نقَلَه الصّاغَانِيّ: والجوشى⁣(⁣١): العَظِيم الجَنْبَيْنِ.

  [جهش]: جَهشَ إِلَيْه، كسَمِعَ ومَنَعَ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: والكَسرُ أَكْثَرُ، جَهْشاً، بالفَتْح، وجُهُوشاً، بالضّمّ، وجَهَشَاناً، بالتّحْرِيك: فَزِعَ إِلَيهِ، وهو مع ذلك يُرِيدُ البُكَاءَ، كالصَّبِيِّ يَفْزَعُ إِلى أُمِّهِ وأَبِيه وقد تَهَيَّأَ للبُكَاءِ. قاله الأَصمعيّ، و في حديث الحُدَيْبِيَةِ: «أَصابَنَا عَطَشٌ فجَهِشْنَا إِلى رَسولِ الله »، كأَجْهَشَ إِجْهَاشاً، وهذِه عن أَبي عُبَيْد، قالَ: ومن ذلِك قَوْلُ لَبِيدٍ:

  باتَتْ تَشَكَّى إِليّ النَّفْسُ مُجْهِشَةً ... وقَدْ حَمَلْتُكِ سَبْعاً بَعْدَ سَبْعِينَا

  وجَهَشَ مِنَ الشَّيْءِ جَهَشَاناً، بالتَّحْرِيك: خَافَ أَوْ هَرَبَ، الأَخيرُ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، ونَصُّ أَبِي عَمْروٍ: جَهَشَ من الشَّيْءِ، إِذا فَرِقَ منه وخَافَ، يَجْهَشُ جَهَشَاناً. والجَهْشَةُ، بالفَتْح: العَبْرَةُ تَتَساقَطُ عِنْدَ الجَهْشِ، ويُقَال: ما كَانَتْ بَهْشَةٌ إِلاَّ وبَعْدَهَا جَهْشَةٌ.

  والجَهْشَةُ: الجَمَاعَةُ من النّاسِ، كَذا في النّوادر، كالجَاهِشَةِ، كَذَا في المُحِيط، قال: يُقَال: رَأَيْتُ من النّاس جَاهِشَةً، أَيْ فِرْقَةً وكَثْرَةً.

  والجَهُوشُ، كصَبُورٍ: السَّرِيعُ الَّذِي يَجْهَشُ من أَرْضٍ إِلى أَرْضٍ، أَي يَتَقَلَّعُ⁣(⁣٢) ويُسْرِعُ، قال رُؤْبة:

  جاءُوا فِرَارَ الهَرَبِ الجَهُوشِ ... شَلًّا كشَلِّ الطَّرَدِ المَكْدُوشِ

  وأَجْهَشَ فُلاناً: أَعْجَلَه، عن ابنِ عَبّاد.

  وقال الأُمَوِيّ: أَجْهَشَ بالبُكاءِ: تَهَيَّأَ لَهُ، ومِنْهُ حَدِيثُ المَوْلِد: «فسَابَّنِي فأَجْهَشْتُ بالبُكَاءِ»، أَي حَنَقَنِي فتَهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  جَهَشَت إِلَيْهِ نَفْسُه جُهُوشاً، وأَجْهَشَتْ: نَهَضَتْ وفاظَتْ.

  وجَهَشَ لِلشَّوقِ والحُزْنِ جَميعاً: تَهَيَّأَ، عن ابنِ دُرَيْد.

  وجَهَشَ إِلَى القَوْمِ: أَتَاهُم.

  والجَهْشُ: الصَّوْتُ، عن كُرَاع، والَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: الجَمْشُ، بالمِيمِ.

  وجُهَيْشُ بنُ يَزِيدَ النَّخَعِيّ، كزُبَيْرٍ: صَحَابِيّ، وقد تَقَدّم البحثُ فيه في السِّينِ المهملة.

  [جيش]: جاشَ البَحْرُ بالأَمْوَاجِ، فلَمْ يُسْتَطَعْ رُكُوبُه، وهو مَجَازٌ، وجاشَ القِدْرُ وغَيْرُهما يَجِيشُ جَيْشاً، وجُيُوشاً، وجَيَشاناً، مُحَرَّكَةً: غَلَى وفي التَّهْذِيب: والجَيَشَانُ⁣(⁣٣): جَيَشَانُ القِدْرِ، وكلُّ شَيْءٍ يَغْلِي فهُوَ يَجِيشُ، حَتَّى الهَمُّ والغُصَّةُ في الصَّدْرِ، قال ابنُ بَرِّيٍّ: وذَكَرَ غَيْرُ الجَوْهَرِيّ أَنّ الصّحِيحَ جَاشَتِ القِدْرُ، إِذا بَدَأَتْ⁣(⁣٤) أَن تَغْلِيَ ولم تَغْلِ بَعْدُ.


(١) كذا بالأصل، وقد وردت اللفظة في اللسان: «الجوشنى» في بيت لمرة بن عبد الله وروايته:

تركنا كل جلف جوشنى ... عظيم الجوش منتفخ الصفاق

قال: ... والجوشنى: العظيم الجنبين والبطن.

(٢) التكملة: ينقلع.

(٣) في التهذيب: «والجيش» والأصل كاللسان نقلاً عن التهذيب.

(٤) عن اللسان وبالأصل «بدت» وبهامش اللسان ط دار المعارف: «قوله إذا بدأت أن تغلي باثبات أنْ قبل تغلى كذا في سائر الطبعات، والصواب حذفها لأن «بدأت» هنا معناها أخذت تغلي، فهي من أفعال الشروع التي يمتنع ذكر أنْ في خبرها.