(فصل الخاء مع الشين)
  يَعْنِي الرَّغْوَةَ فِيهَا انْتِفاخٌ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ.
  ومن المَجَاز: الخِرْشَاءُ البَلْغَمُ اللَّزِجُ في الصَّدْرِ، والنُّخَامَةُ.
  ومن المَجَازِ: الخِرْشاءُ: الغَبَرَةُ، يقال: طَلَعَت الشّمْسُ في خِرْشاءَ، أَي في غَبَرَةٍ.
  ويُقَالُ: أَلْقَى من صَدْرِه خَرَاشِيَّ، كزَرَابِيَّ، أَيْ بُصَاقاً خَاثِراً. وقَال الأَزْهَرِيُّ: أَرادَ النُّخَامَةَ. ورَجُلٌ خَرْشٌ، بالفَتْحِ، وخَرِشٌ ككَتِفٍ، والَّذِي في نَصّ الأَمَوِيّ: رَجُلٌ حَرِش وخَرِشٌ، بالحاء والخَاء، وهُوَ الَّذِي لا يَنَامُ. ولَمْ يَعْرِفْه شَمِرٌ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: أَظُنّهُ مَعَ الجُوعِ، فالأَئمَّةُ كُلُّهم ضَبَطُوه ككَتِفٍ، وقد اشْتَبَه عَلَى المُصَنِّفِ، رَحِمَةُ الله، فضَبَطَه بالفَتْحِ، وهُوَ تَصْحِيفٌ، قال أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
  لُوسُهُ الطَّمْشُ إِن أَرادَ شَمَاجاً ... خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيٍّا هَمُوسَا
  وكَلْبٌ نَخْوَرِشٌ، كنَفْوَعِلٍ، وهُوَ من أَبْنِيَةٍ أَغْفَلَهَا سِيبَوَيْه، كما قالَهُ أَبو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى العَطّارُ: كَثِيرُ الخَرْشِ أَي الخَدْشِ، ويُقَالُ: جَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قَدْ تَحَرَّكَ وخَرَشَ، وقالَ ابن سِيدَه: ولَيْس في الكَلام نَفْوَعِلٌ غيره.
  وسَمَّوْا مُخَارِشاً، ومُخْتَرِشاً، وخِرَاشاً، وخَرَشَةً.
  وخَرَّشَ الزَّرْعُ تَخْرِيشاً: خَرَجَ أَوَّلُ طَرَفِهِ من السُّنْبُلِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عن ابنِ عَبّادٍ.
  وأَبُو شُرَيْحٍ خُوَيْلِدُ بنُ صَخرِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ المُخْتَرِشِ(١)، الخُزَاعِيَّ الكَعْبِيُّ: صَحَابِيُّ، هكذا في سائر النُّسَخ، والصَّواب: خُوَيْلِدُ بنُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ عَبْدِ العُزَّى، وهُوَ أَصَحُّ ما جَاءَ في اسْمِه، وقِيلَ: هو عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عَمْرٍو، ويُقَالُ: هانِئُ بنُ عَمْرٍو، وقِيلَ: عَمْرُو بنُ خُوَيْلِد، وقيل: كَعْبُ بنُ عَمْرٍو، حَمَلَ لِوَاءَ قَوْمهِ يَوْمَ الفَتْحِ، وكانَ من العُقَلاء، نَزَلَ المَدِينَةَ، رَوَى عنه سَعِيدُ بنُ أَبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيّ. قُلْتُ: والمُخْتَرِش هذا هو ابنُ حُلَيْلِ(٢) بنِ حُبْشِيَّةَ(٣) بنِ سَلُول بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبِيعَة بنِ عَمْرِو، وهو خُزَاعَةُ.
  وبَنُو السَّفّاحِ سَلَمَةَ بنِ خالِدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ يَعْمُرَ بنِ المُخْتَرِشِ، لهم نَجْدَةٌ وشَرَفٌ وعَدَدٌ.
  وتَخَارَشَتِ الكِلَابُ: تَهَارَشَتْ ومَزَّقَ بَعْضُهَا بَعْضاً، وكَذلِكَ السَّنَانِيرُ.
  * يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
  خَارَشَهُ مُخَارَشَةً وخِرَاشاً، وخَرَّشَهُ تَخْرِيشاً.
  والمِخْرَشُ والمِخْرَاشُ: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرّأْسِ، كالصَّوْلَجَانِ.
  وخَرَشَه الذُّبَابُ، وخَرَّشَهُ: عَضَّهُ.
  وفُلانٌ يَخْتَرِشُ من فُلانٍ الشَّيْءَ، أَي يَأْخُذُه ويُحَصِّلُه، وهو مَجاز، وكَذَا: ما خَرَشَ شيْئاً، أَيْ ما أَخَذَه.
  والمُخَارَشَةُ: الأَخْذُ عَلَى كُرْهٍ.
  والخَرِشُ، ككَتِفٍ: الَّذِي يُهِيجُ ويُحَرِّكُ.
  وخِرْشاءُ العَسَلِ: شَمْعُهُ وما فِيه من مَيِّتِ نَحْلِه.
  وأَلْقَى فُلانٌ خَراشِيَّ صَدْرِه، أَيْ ما أَضْمَرَه مِنْ إِحَنٍ وبَثِّ، وهُوَ مَجَازٌ، أَيْضاً.
  واسْتَعارَ أَبُو حَنِيفَةَ الخَرَاشِيَّ للحَشَرَاتِ كُلِّها.
  وخَرْشَانُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ، عن الصّاغَانِيّ.
  وخِرَاشُ بنُ أُمَيَّةَ الخُزَاعِيُّ: حَلِيفُ بني مَخْزُومٍ، وهو الَّذِي حَجَمَ النَّبِيَّ ÷.
  وخُرَاشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ: شاعِرٌ جَاهِلِيٌّ.
  وبالكَسْر مُحَمَّدُ بنُ خِرَاشَةَ: شامِيٌّ، عن عُرْوَةَ السَّعْدِيِّ، وعنه الأَوْزَاعِيُّ.
  وأَبُو خِرَاشٍ: صَحَابِيّان، أَحدُهما: الرُّعَيْنِيّ، رَوَى عنه أَبو وَهْب الحُبْشانِيّ، وأَبو الخَيْرِ مَرْثَدٌ، وقد رَوَى هُوَ أَيْضاً عن الدَّيْلَمِيّ، والثاني: الأَسْلَمِيّ، اسمُه حَدْرَدُ بنُ أَبي حَدْرَدٍ، رَوَى عنه عِمْرانُ بن أَبِي أَنَسٍ.
(١) في أسد الغابة «المحترش» وانظر فيه مختلف الأقوال في اسمه، قال: والأكثر خويلد. وفي جمهرة ابن حزم ص ٢٣٦ المحترش أيضاً بالحاء المهملة.
(٢) عن جمهرة ابن حزم ص ٢٣٦ والضبط عنها وبالأصل خليل.
(٣) عن ابن حزم والضبط عنها أيضاً وبالأصل «حبيشة».