تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رشش]:

صفحة 121 - الجزء 9

  الَّذِي يَرْعَشُ في الحَرْبِ جُبْناً، قَالَ ذُو الرُّمّةِ، يَصِفُ ثَوْراً طَعَنَ الكِلابَ:

  بَلَّتْ بِهِ غَيْرَ طَيّاشٍ ولا رَعِشٍ ... إِذْ جُلْنَ في مَعْرَكٍ يُخْشَى بِهِ العَطَبُ

  وقالَ آخَرُ:

  ولَيْسَ برِعْشِيشٍ تَطِيشُ سِهَامُهُ ... ولا طائِشٍ رَعْشِ السِّنَانِ ولَا اليَدِ

  ومِنَ المَجَازِ: الرَّعِشُ: هُوَ السَّرِيعُ إِلَى القِتَالِ وإِلَى المَعْرُوفِ، يُقَال: إِنَّه لَرَعِشٌ إِلَى القِتَالِ والمَعْرُوفِ، أَيْ سَرِيعٌ إِلَيْه، قالَهُ النَّضْرُ، وهُوَ ضِدٌّ، وفِيهِ نَظَرٌ.

  والرَّعِشُ، ككَتِفٍ: فَرَسٌ لِجُعْفِيٍّ، هكَذا في العُبَاب وهُوَ تَصْحِيفٌ، والصَّوَابُ فِيهِ الرَّعْشَنُ⁣(⁣١)، كجَعْفَرٍ، كما ضَبَطَه غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ، وهُوَ فَرَسٌ لسَلَمَةَ بنِ يَزِيدَ بنِ مالِكِ بنِ عبدِ الله بنِ الذُّؤَيْبِ بنِ سُلَيْمَةَ الجُعْفِيّ، وهُوَ الَّذِي وَفَدَ أَخُوهُ لِأُمّه، قَيْسُ بنُ سَلَمَةَ⁣(⁣٢)، عَلَى النَّبِيّ ، وأُمُّهُم مِنْ بَنِي خُرَيْمِ بن جُعْفِيّ أَيْضاً، وابْنُه كُرَيْبُ بنُ سَلَمَةَ بنِ يَزِيدَ، كَانَ شَرِيفاً.

  والرَّعْشَاءُ مِنَ النَّعَامِ: الطَّوِيلَةُ، وقِيلَ: السَّرِيعَةُ، قالَهُ الخَلِيل.

  والرَّعْشَاءُ من النُّوقِ: ما لَها اهْتِزازٌ في السَّيْرِ سُرْعَةً، وكَذلِكَ جَمَلٌ رَعْشَنٌ. وناقَةٌ رَعْشَنَةُ، وقِيل الرَعْشَاءُ من النُّوقِ: الطَّوِيَلةُ العُنُقِ، قال الشاعِرُ:

  مِنْ كُلِّ رَعْشاءَ ونَاحٍ رَعْشَنِ

  والرَّعْشَاءُ: فَرَسُ مالِكِ بنِ جَعْفَرٍ، جَدِّ لَبِيد بنِ رَبِيعَةَ، قال لَبيدٌ:

  وجَدِّيَ فارِسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُم ... رَئِيسٌ لا أَلَفُّ ولا سَنِيدُ

  والرَّعْشَاءُ: د، بالشَّامِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  ومَرْعَشٌ، كمَقْعَدٍ: د، بالشّامِ قُرْبَ أَنْطَاكِيَةَ، وفي الصّحاحِ: بَلَدٌ في الثُّغُورِ، من كُوَرِ الجَزِيرَةِ، هكذا ذكره، والصَّواب أَنّه من الشّامِ لا مِنَ الجَزِيرَةِ، مُتَاخِمٌ الرُّومَ.

  وذُو مَرْعَشٍ الحِمَيْرِيُّ: من الأَقْيَالِ، كانَ به ارْتِعَاشٌ، فسُمِّيَ بِذلِكَ، يُقَال: إِنَّهُ بَلَغَ بَيْتَ المَقْدِسِ فكَتَبَ عَلَيْه: باسْمِكَ اللهُمَّ إِلهَ حِمْيَرَ، أَنا ذُو مَرْعَشٍ المَلِكُ، بَلَغْتُ هذا المَوْضِعَ ولم يَبْلُغْه أَحَدٌ قَبْلِي، ولا يَبْلُغُه أَحَدٌ بَعْدِي.

  والمرْعَشُ، كمُكْرَمٍ ومَقْعَدٍ: جِنْسٌ من الحَمَامِ، هُوَ الَّذِي يُحَلِّقُ في الهَوَاءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  وارْتَعَشَ الرَّجُلُ: ارْتَعَدَ، وكَذلِكَ ارْتَعَشَتْ يَدُه وأَنَامِلُه ومَفَاصِلُه.

  والرَّعْشَنُ، في النُّونِ، يَأْتِي ذِكْرُه هُنَاكَ، وإِنْ كانَت النُّونُ زائِدَةً كزِيَادَتِهَا في ضَيْفَن وخَلْبَن وصَيْدَن، ولكِنّي* ذَكَرْتُهَا عَلَى اللَّفْظِ، وبَيَّنْتُ الزِّيادَةَ، فرُبَّمَا يُرَاجِعُ مَنْ لا مَعْرِفَةَ لَهُ بزِيادَتِهَا فلا يَجِدُ المَطْلُوبَ، هذا مع أَنّ بَعْضَهم ذَهَبَ إِلَى أنه بِنَاءٌ رُبَاعِيٌّ على حِدَةٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  الرُّعَاشُ، بالضَّمِّ: الرِّعْدَةُ تَعْتَرِي الإِنْسانَ من دَاءٍ يُصِيبُه لا يَسْكُن عَنْهُ.

  وقال الزَّجّاج: رَعِشَت يَدُه، مِثْلُ أَرْعَشَتْ.

  وارْتَعَشَ رَأْسُ الشَّيْخِ: رَجَفَ من الكِبَرِ.

  ورَجُلٌ رَعِشٌ: مُرْتَعِشٌ، قال أَبو كَبِيرٍ:

  ثُمّ انْصَرَفْتُ ولا أُبِثُّكِ حِيبَتِي⁣(⁣٣) ... رَعِشَ البَنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ

  ورَجُلٌ رَعِيشٌ: مُرْتَعِشٌ.

  والرِّعْشَةُ، بالكَسْر: العَجَلَةُ.

  وأَرْعَشَهُ: أَعْجَزَهُ، وهو مَجَازٌ قال:

  والمُرْعَشِينَ بالقَنَا المُقَوَّمِ

  والرَّعْشَنُ: المُرْتَعِشُ.

  وظَلِيمٌ رَعِشٌ، ككَتِفٍ: سَرِيعٌ. عن الخَلِيلِ.

  والرَّعْشُ، كالمَنْعِ: هَزُّ الرأْسِ في السَّيْرِ والنَّوْمِ.


(١) وهو ما ورد في التكملة وفيها: «والرَّعْشَنُ: فرس من خيل الجُعفي» وفي اللسان: ورَعِشٌ فرس لسلمة بن يزيد الجعفي.

(٢) انظر جمهرة ابن حزم ص ٤٠٩.

(*) في القاموس: «لكني» بدل «ولكني».

(٣) عن اللسان وبالأصل «عيبتي».