تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حطب]:

صفحة 430 - الجزء 1

  وكذلك الذي لا يَزُمُّ لِسَانَه ويَهْجُو الناسَ ويَذُمُّهُم ربَّمَا كان ذلك سبَباً لحَتْفِه. وفي أَمْثَال أَبي عُبَيْدِ: «المِكْثَارُ حَاطِبُ⁣(⁣١) ليلٍ» وأَوَّل من قاله أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيّ، أَورده المَيْدانِيُّ في حَرْفِ المِيمِ، والثَّعالبيُّ في المُضَاف والمَنْسُوبِ.

  واحْتَطَبَ البَعِيرُ. رَعَى دِقَّ الحَطَبِ، قال الشاعر، وذَكَرَ إِبِلاً:

  إِنْ أَخْصَبَتْ تَرَكَتْ ما حَوْلَ مَبَّرَكِها ... زَيْناً وتُجْدِبُ أَحْيَاناً فَتحْتَطِبُ

  وبَعِيرٌ حَطَّاب: يَرْعَاهُ، وَلَا يكونُ ذلكَ إِلَّا من صِحَّةٍ وفَضْلِ قُوَّةٍ، والأَنْثَى: حَطَّابَةٌ.

  والحِطَابُ كَكِتَابٍ: هو أَنْ يُقْطَعَ الكَرْمُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلى حَدِّ ما جَرَى فيه المَاءُ.

  ومن المَجَازِ اسْتَحْطَبَ العِنَبُ: احْتَاجَ أَن يُقْطَعَ شيءٌ من أَعَالِيهِ.

  وفي الأَساس: وأَحْطَبَ عِنَبُكُمْ واسْتَحْطَبَ: حَانَ أَنْ يُقْنَبَ⁣(⁣٢) انتهى. وحَطَبُوهُ: قَطَعُوه، وأَحْطَبَ الكَرْمُ: حَانَ أَنْ يُقْطَعَ منه الحَطَبُ، وقال ابن شُمَيل: العِنَبُ كُلُّ عَامٍ يُقْطَعُ من أَعَالِيه شيءُ، ويُسَمَى ما يُقْطَعُ منه الحِطَابُ، يقال: قَد اسْتَحْطَبَ عِنَبُكُمْ فاحْطِبُوه حَطْباً، أَي اقْطَعُوا حَطَبَه.

  والمِحْطَبُ: المِنْجَلُ الذي يُقْطَعُ به.

  ومن المجاز حَطَبَ فلانٌ بِهِ أَي سَعَى ومنه قولُه تعالى {وَامْرَأَتُهُ حَمّالَةَ الْحَطَبِ}⁣(⁣٣) قيل: هو النَّمِيمَةُ، وقيل: إِنها كانت تَحْمِلُ الشَّوْكَ شَوْكَ العِضَاهِ فَتُلْقِيهِ على طَرِيقِ سيدنا رسول الله ÷، قال الأَزْهَرِيّ: جاءَ في التفسير أَنَّهَا أُمُّ جَمِيلٍ، وكانت تَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، ومن ذلك قولُ الشاعر:

  مِنَ البِيضِ لَمْ تُصْطَدْ عَلَى ظَهْرِ لأمَةٍ ... ولَمْ تَمْشِ بَيْنَ الحَيِّ بالحَطَبِ الرَّطْبِ

  يَعْنِي بالحَطَبِ الرَّطْبِ: النَّمِيمَةَ.

  والأَحْطَبُ، قال الجوهريّ: هو الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الهُزَالِ، كالحَطِبِ، كَكَتِفٍ، أَو هو المَشْؤُومُ، وفي بعض النسخ: المَوْسُومُ، وهيَ حَطْبَاءُ.

  ومن المجاز: حَطَبَ في حَبْلِهِمْ يَحْطِبُ: نَصَرَهُمْ وأَعَانَهُم، وإِنَّكَ تَحْطِبُ في حَبْلِه وتَمِيلُ إِلى هَوَاهُ، كما في الأَساس.

  والحَطُوبَةُ: شِبْهُ حُزْمَةٍ من حَطَبٍ، وهي الضِّغْثُ.

  وحُوَيْطِبُ بنُ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ وقيل أَبو الإِصْبَعِ وحَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عمرو بن عُمَيْرِ بنِ سَلَمَةَ اللَّخْمِيُّ، حلِيفُ بَنِي أَسَدِ بن عبدِ العُزَّى، وهو المُرَادُ من قولهم: «صَفْقَةٌ لَمْ يَشْهَدْهَا حاطِبٌ» وكان حَازِماً، صَحَابِيَّانِ وحاطِبُ بنُ عَمْرُو بن عَتِيكٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ، وحاطِبُ بنُ الحارِث، وحاطبُ بن عَمرو⁣(⁣٤)، وحاطبُ بنُ عبد العزى⁣(⁣٥) العَامِرِيَّانِ، القُرَشِيُّونَ، وحاطبُ بن الحارث بنِ قَيْسٍ، وإِليهِ نُسِبَتْ حَرْبُ حَاطِب، كانت بين الأَوْسِ والخَزْرَجِ، قاله السُّهيْلِيُّ في الرَّوْضِ الأُنفِ.

  وحطَّابُ بنُ حَنَشٍ الجُهَنِيُّ كَقَصَّاب، فَارِسٌ مَشْهُورٌ وحَطَّابُ بنُ الحَارِثِ بنِ مَعْمَرٍ الجُمَحِيُّ، هَاجَر مع أَخِيهِ حاطِبٍ إِلى الحَبَشَةِ فماتَ في الطريق، ¥، وابنُه عبد الحميد بنُ حَطَّابٍ له ذِكْرٌ صَحَابِيٌّ، أَو هو بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، القَوْلانِ حكَاهُمَا الحُفَّاظُ وصحَّحُوا أَنَّهُ بالحَاءِ المُهْمَلَةِ، وهو قُرَشِيٌّ جُمَحِيٌّ، كما في «الإِصَابَةِ» وحَطَّابٌ التَّمِيمِيُّ اليَرْبُوعِيُّ ذَكَرَهُ الحَافِظُ، ويُوسُفُ بنُ حَطَّابٍ المَدَنِيُّ شَيْخُ شَبَابةَ، هكذا ذَكره الحافظُ، وعَبْدُ السَّيِّدِ بنُ عَتَّابٍ الحَطَّابُ مُقرِئُ العِرَاقِ قَرَأَ على أَبي العَلَاءِ الوَاسِطِيّ وغيرِه، وعَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُونٍ الحَطَّابُ شَيْخٌ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، ¥، روى عنه في الزُّهْدِ، وهو يَرْوِي عن أَبِي المُلَيْحِ الرَّقِّيّ.

  وفَاتَه مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله الحَطَّابُ، رَوَى عنه أَبو حَفْصِ بنُ شاهينَ في مُعْجمِه وأَبو طاهرِ بنُ أَحْمَدَ بنِ قَيْدَاسٍ الحَطَّابُ، شيخٌ للسِّلَفيّ، والحسَنُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الحَطَّابُ شيخٌ لأَبِي إِسحاقَ الحبَّال، وسالِمُ بنُ أَبِي بكرٍ


(١) في الفاخر: كحاطب ليل.

(٢) عن الأساس، وبالأصل «يعنب».

(٣) سورة المسد الآية ٤.

(٤) هو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود ... بن عامر بن لؤي.

(٥) هو حاطب بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبدود ... بن عامر بن لؤي.