تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ميش]:

صفحة 200 - الجزء 9

  وقالَ غَيْرُه: مَهَشَ، إِذا خَدَشَ، وكَأَنَّ الهَاءَ بَدَلٌ عن الحاءِ، ويُقَالُ: مَرَّتْ بي غِرَارَةٌ فمَحَشَتْنِي، ومَهَشَتْنِي، ومَشَنَتْنِي، بمَعْنًى وَاحِد.

  وقد امْتَهَشَ الشَّيْءُ، وامْتَحَشَ، إِذا احْتَرَقَ.

  وامْتَهَشَتِ المَرْأَةُ: حَلَقَتْ وَجْهَهَا بالمُوسَى، فهي مُمْتَهِشَةٌ، وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: «أَنّه لَعَنَ من النِّسَاءِ الحالِقَةَ والسَّالِقَةَ والحَارِقَةَ والمُنْتَهِشَةَ والمُمْتَهِشَةَ» وقال العُتْبِيّ⁣(⁣١): لا أَعْرفُ المُمْتَهِشَة إِلاَّ أَن تَكُونَ الهاء مُبْدَلَةً من الحاءِ.

  ونَاقَةٌ مَهْشاءُ، إِذا أَسْرَعَ هُزَالُهَا نَقَلَه الصّاغَانِيّ عن ابنِ فارسٍ.

  [ميش]: المَيْشُ: خَلْطُ الصُّوفِ بِالشَّعَرِ، قال الرّاجِزُ، وهو رُؤْبَةُ:

  عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ ... إِلَيَّ سِرًّا فاطْرُقِي ومِيشِي

  قالَ أَبو نَصْر⁣(⁣٢): أَي اخْلِطِي ما شِئْتِ من القَوْلِ، كَذَا في الصّحاحِ.

  قُلْتُ: وكَذلِكَ فَسَّره الأَصْمَعِيُّ وابنُ الأَعْرَابِيّ وغيرُهما.

  والمَيْشُ: خَلْطُ لَبَنِ الضَّأْنِ بلَبَنِ الماعِزِ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقِيلَ: خَلْطُ اللَّبَنِ الحُلْوِ بالحَامِضِ، ومِنَ الغَرِيبِ أَنَّ الماعِزَ بالفَارِسِيَّةِ تُسَمَّى مِيش، بكَسْرِ المِيم المُمَال.

  وعَنِ الكِسَائِيّ: المَيْشُ: كَتْمُ بعضِ الخَبَرِ وإِخْبَارُ بَعْضِهِ، وقَدْ مِشْتُ الخَبَرَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  والمَيْشُ: حَلْبُ بَعْضِ ما فِي الضَّرْعِ وتَرْكُ بَعْضِه، وفِي الصّحاح: حَلْبُ نِصْفِ ما فِي الضَّرْعِ، فإِذا جاوَزَ النّصْفَ فلَيْسَ بمَيْشٍ، وقد ماشَها مَيْشاً.

  والمَيْشُ: خَلْطُ كلِّ شَيْءٍ سَوَاءٌ القَوْلُ والخُبْزُ واللَّبَنُ وغَيْرُها. وماشُوا الأَرْضَ مَيْشَةً: مَرُّوا بِهَا، عن أَبِي عَمْرو.

  ومَاشَانُ: نَهْرٌ يَجْرِي وَسَطَ مَدِينَةِ مَرْو.

  ومَاوَشانٌ: ناحِيَةٌ بهَمَذانَ، نَقَلَه الصاغانيُّ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  ماشَ القُطْنَ يَمِيشُه مَيْشاً: زَبَّدَه بَعْدَ الحَلْجِ.

  والمَيْشُ: خَلْطُ الكَذِبِ بالصّدقِ، والجِدِّ بالهَزْلِ.

  وأَبو طالِب بنُ مِيشَا التَّمّارُ، بالكَسْر: مُحَدِّث رَوَى عَنْ يَحْيَى بنِ ثابِتِ بن بُنْدار.

  وماشَ المَطَرُ الأَرْضَ مَيْشاً، إِذا سَحَاهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن اللَّيْثِ، وفِي بَعْضِ نُسَخِ كتابِه مَأَشَ بالهَمْز، وقد ذُكِرَ في مَوْضعِه.

  ومِيشَةُ، بالكَسْرِ: من قُرَى جُرْجَانَ.

فصل النون مع الشين

  [نأش]: النَّأْشُ، كالمَنْعِ، لُغَةٌ في النَّوْشِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وهُوَ: التَّنَاوُلُ، يُقَال: نَأَشْتُ الشيءَ نَأْشاً، إِذا تَنَاوَلْتَه⁣(⁣٣)، كالتَّناؤُشِ.

  وقالَ ثَعْلَب: التّناؤُشُ: الأَخْذُ من بُعْدٍ، مَهْمُوزٌ، فإِنْ كانَ عن قُرْبٍ فهو التّناوُشُ، بغَيْرِ هَمْزٍ، وقولُهُ تَعَالَى: {وَأَنّى لَهُمُ} التَّناوُشُ⁣(⁣٤) قُرِئَ بالهَمْزِ وغَيْرِ الهَمْزِ.

  وقال الزَّجّاجُ: مَنْ هَمَزَ فعَلَى وَجْهَيْن، أَحَدهمَا: أَنْ يَكُونَ من النَّئِيشِ الَّذِي هُوَ الحَرَكَةُ في إِبْطَاءٍ، والآخَرُ: أَنْ يَكُونَ من النَّوْشِ الَّذِي هُوَ التّناوُلُ، فَأَبْدَلَ من الواو هَمْزَةً، لمَكَانِ الضَّمَّةِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: ومَعْنَى الآيَةِ أَنَّهُم تَنَاوَلُوا الشَّيْءَ مِنْ بُعْدٍ، وقَدْ كانَ تَناوُلُه مِنْهُمْ مِنْ قُرْبٍ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فآمَنُوا حَيْثُ لا يَنْفَعُهم إِيمانُهم، لأَنّه {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها} في الآخِرَةِ.

  والنَّأْشُ: الأَخْذُ والبَطْشُ وقِيلَ: الأَخْذُ في البَطْشِ، يقالُ: نَأَشَه نَأْشاً: إِذا أَخَذَه في بَطْشٍ.


(١) في غريب الهروي واللسان: «القتيبي». وقوله: الحالقة التي تحلق شعرها، والسالقة التي تصرخ عند المصيبة، والحارقة (في التكملة: الخارقة بالخاء: التي تخرق ثوبها)، والمنتهشة التي تخمش وجهها وتأخذ لحمه بأظفارها. (عن التكملة).

(٢) الأصل والصحاح، وفي اللسان: أبو منصور.

(٣) الجمهرة ٣/ ٧٣.

(٤) سورة سبأ الآية ٥٢.