تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقش]:

صفحة 213 - الجزء 9

  نُقِشَ العِذْقُ، على ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه، إِذا ظَهَرَ بِهِ نُكَتٌ من الإِرْطَابِ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَال أَبُو عَمْرٍو: إِذا ضُرِبَ العِذْقُ بشَوْكَةٍ فأَرْطَبَ فذلكَ المَنْقُوش، والفِعْلُ مِنْهُ النَّقْشُ، وقالَ غَيْرُه: المَنْقُوش من البُسْرِ: الَّذِي يُطْعَنُ فيهِ بالشَّوْكِ لِيَنْضَجَ ويُرْطِبَ.

  والنَّقْشُ: اسْتِخْرَاجُ الشَّوْكِ مِنَ الرِّجْلِ، كالانْتِقَاشِ، وقَدْ نَقَشَ الشَّوْكَةَ يَنْقُشُها، وانْتَقَشَهَا⁣(⁣١): أَخْرَجَها من رِجْلِه، ومِنْه حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه: وشِيكَ فلا انْتَقَشَ» أَي إِذا دَخَلَتْ فِيهِ شَوْكَةٌ لا أَخْرَجَهَا مِنْ مَوْضِعِها، وهو دُعَاءٌ عَلَيْه، وقالَ الشّاعِرُ:

  لا تَنْقُشَنَّ برِجْلِ غَيْرِكَ شَوْكَةً ... فتَقِي برِجْلِكَ رِجْلَ مَنْ قد شَاكَهَا

  والباءُ أُقِيمَت مُقَامَ عَنْ، يَقُول: لا تَنْقُشَنَّ عَنْ رِجْلِ غَيْرِكَ شَوْكاً فتَجْعَلَه في رِجْلِكَ.

  وما يُخْرَجُ بهِ الشّوْكُ مِنْقَاشٌ ومِنْقَشٌ، وإِنَّمَا سُمِّيَ بهِ لأَنّه يُنْقَشُ به، أَيْ يُسْتَخْرَجُ بِهِ الشَّوْكُ.

  وعن ابنِ دُرَيْدٍ: النَّقْشُ: اسْتِقْصَاؤُكَ الكَشْفَ عن الشَّيْءِ، قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:

  أَوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشَمُه النّا ... سُ وفِيه الصَّحاحُ والإِبْرَاءُ⁣(⁣٢)

  يَقُولُ: لَوْ كانَ بَيْنَنَا وبَيْنَكُم مُحَاسَبَةٌ عَرَفْتُم الصِّحَّةَ والبَرَاءَةَ. قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ. والصَّمْغُ إِذَا كَانَ أَصْغَرَ، وفي التكملةِ والعُبَابِ: أَكبَرَ⁣(⁣٣) من الصُّعْرُورِ، نقله الصّاغَانِيُّ.

  والنَّقْشُ: تَنْقِيَةُ مَرْبَضِ الغَنَمِ، مِمّا يُؤْذِيهَا، من الحِجَارَةِ أَو الشَّوْكِ ونَحْوِه، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «اسْتَوْصُوا المِعْزَى خَيْراً فإِنَّهُ مالٌ رَقِيقٌ، وانْقُشُوا لَهُ عَطَنَه». والنَّقِيشُ: النَّفِيشِ، وهو المَتَاعُ المُتَفَرِّقُ يُجْمَعُ في الغِرَارَةِ.

  والنَّقِيشُ أَيْضاً: المِثْلُ، يُقَالُ: لا ضِدَّ لَهُ ولا نَقِيش.

  والنِّقَاشَةُ، بالكَسْرِ: حِرْفَةُ النَّقَّاشِ. والنَّقّاشُ: صانِعُ النَّقْشِ.

  والمَنْقُوشَةُ: الشّجَّةُ الَّتِي تُنْقَشُ مِنْهَا العِظَامُ، أَيْ تُسْتَخْرَجُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وأَنْقَشَ، إِذا اسْتَقْصَى عَلَى غَرِيمِهِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وأَنْقَشَ، إِذا دَامَ عَلَى أَكْلِ النَّقْشِ، وهو بالفَتْح: الرُّطَبُ الرَّبِيطُ، وهُوَ الَّذِي تُسَمِّيه العَامّةُ المُعَذَّبَ، والعَرَبُ تُسَمِّيهِ المَنْقُوشَ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وأَنْقَشَ: أَدَامَ نَقْشَ جارِيَته، أَي الجِمَاعَ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وقالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الغَنَوِيَّ يَقُولُ: المُنَقِّشَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: المُتَنَقِّلَةُ⁣(⁣٤) مِنَ الشِّجَاجِ الَّتِي تَنَقَّلُ مِنْهَا العِظَامُ، ومثلُه عن أَبِي عَمْرٍو.

  وانْتَقَشَ: أَخْرَجَ الشَّوْكَ من رِجْلِه، كنَقَشَ، ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الله تَعالَى عنه «وشِيكَ فلا انْتَقَشَ» وقَدْ تَقَدَّمَ قَريباً.

  وقال اللَّيْثُ: انْتَقَشَ عَلَى فَصِّه: أَمَرَ النَّقّاشَ بِنَقْشِ فَصِّهِ، أَيْ سأَلَهُ أَنْ يَنْقُشَ عَلَيْهِ.

  وانْتَقَشَ البَعِيرُ: ضَرَبَ بخُفِّه. وفي الصّحاح: بِيَدِه الأَرْضَ لِشَيْءٍ يَدْخُلُ فِيه، وفي الصّحاحِ: في رِجْلِه، قالَ: ومِنْهُ قِيلَ: لَطَمَهُ لَطْمَةَ المُنْتَقِشِ.

  وانْتَقَشَ الشَّيْءَ: اسْتَخْرَجَه، كالشَّوْكَةِ ونَحْوِهَا.

  وانْتَقَشَ الشَّيْءَ: اخْتَارَهُ، وهو مَجَازٌ، ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا تَخَيَّرَ لِنَفْسِه خادِماً أَوْ غَيْرَه: انْتَقَشَ لِنَفْسِه. قَالَهُ اللَّيْثُ، ونَصُّ العُبَابِ: إِذا تَخَيَّر لِنَفْسِه خَادِماً⁣(⁣٥) انْتَقَشْتَ هذا لِنَفْسِكَ، وأَنْشَدَ لِرَجُلٍ نُدِبَ لعَمَلٍ⁣(⁣٦) ما عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ. صِدَام، وقال اللَّيْثُ: رَجُلٌ من الشامِ وَلِيَ عَلَى كُوَرِ بَعْضِ فَارِس:


(١) عن اللسان وبالأصل «وأنقشها».

(٢) في معلقته: الاسقام بدل الصحاح.

(٣) في التكملة: أكثر.

(٤) في التهذيب واللسان «المنَقَّلة».

(٥) كذا بالأصل، ونص عبارة التكملة: ويقال للرجل إذا تخير لنفسه شيئاً: جَادَ ما انتقشت ... ومثلها عبارة اللسان والتهذيب.

(٦) بالأصل «لعمله» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله: ندب لعمله الخ عبارة اللسان: ندب لعمل، وكأن له فرس الخ» ومثله في التهذيب، وهو ما أثبتناه عنهما.