[بوص]:
  مِنْه «أَيْ هَرَبَ واسْتَتَرَ وفَاتَه. و في حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: «أَنّهُ ضَرَبَ أَزَبَّ حَتَّى باصَ». والبَوْصُ: الإِلْحاحُ في السَّيْرِ، والجِدُّ، عَنْ ثَعْلَبٍ، ومِنْهُ خِمْسٌ بَائِصٌ.
  والبَوْصُ: اللَّوْنُ، الفَتْحُ عَن أَبي عُبَيْدٍ(١)، يُقَالُ: حالَ بَوْصُه، أَيْ تَغَيَّرَ لَوْنُه، وقِيلَ: البَوْصُ: حُسْنُ اللَّوْنِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنِ ابنِ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: ما أَحْسَنَ بَوْصَه: أَيْ سِحْنَتَه ولَوْنَه، والجَمْعُ: أَبْوَاصٌ.
  والبَوْصُ: العَجِيزَةُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى:
  عَرِيضَةِ بَوْصِ إِذا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمِ الحَشَا شَخْتَةِ المُحْتَضَنْ
  ويُضَمُّ فِيهِمَا، أَمَّا في العَجِيزَةِ فَقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ بالوَجْهَيْنِ: الفَتْحِ، والضَّمِّ، وبِهِما رُويَ قَوْلُ الأَعْشَى، وأَمّا في مَعْنَى اللَّوْنِ فَقَد تَقَدَّمَ الفَتْحُ عَنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابن السِّكِّيتِ بضَمِّ الباءِ وذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بفَتْحِ الباءِ لا غَيْرِ.
  والبَوْصُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ.
  والتَّعَبُ، هكذا فِي سائرِ النُّسَخِ، وإِذا قُلْنَا: والبُعْدُ، بَدَلَ قَوْلِه: والتَّعَب، جازَ، يُقَالُ: خِمْسٌ بائِصٌ، أَيْ مُسْتَعْجَل أَوْ مُعْجِل. مُلِحٌّ، مِثْلُ بَصْبَاصٍ، ويُقَال: سارَ القَوْمُ خمْساً بائصاً.
  وطَرِيقٌ بَائِصٌ: بَعِيدٌ وشاقٌّ؛ لأَنَّ الَّذِي يَسْبِقُكَ ويَفُوتُكَ، شاقٌّ وُصُولُكَ إِلَيْهِ، قال الرّاعِي:
  حَتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ ... جُدًّا تَعَاوَرَه الرّيَاحُ وَبِيلَا(٢)
  وقالَ الطِّرِمّاحُ:
  مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ ... عَلَى تُشْحَةٍ(٣) مِن ذائِدٍ غَيْرِ واهِنِ
  والبُوصُ، بالضّمِّ: ثَمَرُ نَبَاتٍ.
  وقَدْ بَوَّصَ تَبْوِيصاً: جَنَاهُ.
  والبُوصُ: لِينُ شَحْمَةِ العَجُزِ، حَكاهُ اللَّيْثُ، ويُفْتَح.
  والبُوصُ: وَاحِدَةُ الأَبْوَاصِ منَ الغَنَمِ والدَّوَابِّ، أَيْ أَنْوَاعِها وأَلْوَانِها.
  والبَوْصاءُ: العَظِيمَةُ العَجُزِ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ(٤)، قالَ: ولا يُقَالُ ذلِكَ لِلرَّجُلِ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مِنَ البَوْصِ لِأَنَّهُ يَرْبُو فيَسْتَقْدِمُ.
  والبَوْصَاءُ، أَيْضاً: لُعْبَةٌ لَهُمْ، أَيْ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ، يَأْخُذُونَ عُوداً في رَأْسِه نارٌ فَيُدِيرُونَهُ عَلَى رُؤُوسِهِم، يُقَال: لَعِبَ الصِّبْيَانُ البَوْصاءَ يا هذا.
  والأَبْوَاصُ: ع، في شِعْرِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
  لِمَن الدِّيارُ بعَلْيَ فالأَحْراصِ ... فالسُّودَتَيْنِ فمَجْمَعِ الأَبْوَاصِ
  قالَ السُّكَّرِيُّ: ويُرْوَى: الأَنْوَاص، بالنّون، ورَوَى الأَصْمَعِيُّ هذِه القَصِيدَة صادِيَّة مهمَلَةً، كَذَا في المُعْجَم، ولَمْ أَجدْ هذه القَصِيدةَ في شِعْرِ أُمَيَّة.
  والبُوصِيُّ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من السُّفُنِ مُعَرّبٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:
  مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ
  وقال غَيْرُهُ:
  كَسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ(٥)
  وعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عنه بالزَّوْرَقِ، قال ابنُ سِيدَه: وهو خَطَأٌ.
  وقيل: البُوصِيُّ: المَلاّحُ، وهو أَحَدُ القَوْلَيْنِ في قَوْلِ الأَعْشَى.
  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: البُوصِيُّ: الزَّوْرَقُ وليس بالمَلاّحِ، وهو بالفَارِسية بُوزِي(٦).
(١) ضبط في الصحاح بالنص: بالضم هنا، وفيما نقله الجوهري عن ابن السكيت.
(٢) ديوانه ص ٢٢٢ وانظر تخريجه فيه.
(٣) عن الديوان وبالاصل «على نشخه».
(٤) الجمهرة ١/ ٣٠٠.
(٥) البيت لطرفة من معلقته، يصف عنق ناقته، وصدره:
وأتلع نهاضٌ إذا صعدت به
(٦) ضبط في اللسان بتشديد الياء.