تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بوص]:

صفحة 246 - الجزء 9

  مِنْه «أَيْ هَرَبَ واسْتَتَرَ وفَاتَه. و في حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: «أَنّهُ ضَرَبَ أَزَبَّ حَتَّى باصَ». والبَوْصُ: الإِلْحاحُ في السَّيْرِ، والجِدُّ، عَنْ ثَعْلَبٍ، ومِنْهُ خِمْسٌ بَائِصٌ.

  والبَوْصُ: اللَّوْنُ، الفَتْحُ عَن أَبي عُبَيْدٍ⁣(⁣١)، يُقَالُ: حالَ بَوْصُه، أَيْ تَغَيَّرَ لَوْنُه، وقِيلَ: البَوْصُ: حُسْنُ اللَّوْنِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنِ ابنِ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: ما أَحْسَنَ بَوْصَه: أَيْ سِحْنَتَه ولَوْنَه، والجَمْعُ: أَبْوَاصٌ.

  والبَوْصُ: العَجِيزَةُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى:

  عَرِيضَةِ بَوْصِ إِذا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمِ الحَشَا شَخْتَةِ المُحْتَضَنْ

  ويُضَمُّ فِيهِمَا، أَمَّا في العَجِيزَةِ فَقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ بالوَجْهَيْنِ: الفَتْحِ، والضَّمِّ، وبِهِما رُويَ قَوْلُ الأَعْشَى، وأَمّا في مَعْنَى اللَّوْنِ فَقَد تَقَدَّمَ الفَتْحُ عَنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابن السِّكِّيتِ بضَمِّ الباءِ وذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بفَتْحِ الباءِ لا غَيْرِ.

  والبَوْصُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ.

  والتَّعَبُ، هكذا فِي سائرِ النُّسَخِ، وإِذا قُلْنَا: والبُعْدُ، بَدَلَ قَوْلِه: والتَّعَب، جازَ، يُقَالُ: خِمْسٌ بائِصٌ، أَيْ مُسْتَعْجَل أَوْ مُعْجِل. مُلِحٌّ، مِثْلُ بَصْبَاصٍ، ويُقَال: سارَ القَوْمُ خمْساً بائصاً.

  وطَرِيقٌ بَائِصٌ: بَعِيدٌ وشاقٌّ؛ لأَنَّ الَّذِي يَسْبِقُكَ ويَفُوتُكَ، شاقٌّ وُصُولُكَ إِلَيْهِ، قال الرّاعِي:

  حَتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ ... جُدًّا تَعَاوَرَه الرّيَاحُ وَبِيلَا⁣(⁣٢)

  وقالَ الطِّرِمّاحُ:

  مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ ... عَلَى تُشْحَةٍ⁣(⁣٣) مِن ذائِدٍ غَيْرِ واهِنِ

  والبُوصُ، بالضّمِّ: ثَمَرُ نَبَاتٍ.

  وقَدْ بَوَّصَ تَبْوِيصاً: جَنَاهُ.

  والبُوصُ: لِينُ شَحْمَةِ العَجُزِ، حَكاهُ اللَّيْثُ، ويُفْتَح.

  والبُوصُ: وَاحِدَةُ الأَبْوَاصِ منَ الغَنَمِ والدَّوَابِّ، أَيْ أَنْوَاعِها وأَلْوَانِها.

  والبَوْصاءُ: العَظِيمَةُ العَجُزِ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٤)، قالَ: ولا يُقَالُ ذلِكَ لِلرَّجُلِ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مِنَ البَوْصِ لِأَنَّهُ يَرْبُو فيَسْتَقْدِمُ.

  والبَوْصَاءُ، أَيْضاً: لُعْبَةٌ لَهُمْ، أَيْ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ، يَأْخُذُونَ عُوداً في رَأْسِه نارٌ فَيُدِيرُونَهُ عَلَى رُؤُوسِهِم، يُقَال: لَعِبَ الصِّبْيَانُ البَوْصاءَ يا هذا.

  والأَبْوَاصُ: ع، في شِعْرِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:

  لِمَن الدِّيارُ بعَلْيَ فالأَحْراصِ ... فالسُّودَتَيْنِ فمَجْمَعِ الأَبْوَاصِ

  قالَ السُّكَّرِيُّ: ويُرْوَى: الأَنْوَاص، بالنّون، ورَوَى الأَصْمَعِيُّ هذِه القَصِيدَة صادِيَّة مهمَلَةً، كَذَا في المُعْجَم، ولَمْ أَجدْ هذه القَصِيدةَ في شِعْرِ أُمَيَّة.

  والبُوصِيُّ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من السُّفُنِ مُعَرّبٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:

  مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ

  وقال غَيْرُهُ:

  كَسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ⁣(⁣٥)

  وعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عنه بالزَّوْرَقِ، قال ابنُ سِيدَه: وهو خَطَأٌ.

  وقيل: البُوصِيُّ: المَلاّحُ، وهو أَحَدُ القَوْلَيْنِ في قَوْلِ الأَعْشَى.

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: البُوصِيُّ: الزَّوْرَقُ وليس بالمَلاّحِ، وهو بالفَارِسية بُوزِي⁣(⁣٦).


(١) ضبط في الصحاح بالنص: بالضم هنا، وفيما نقله الجوهري عن ابن السكيت.

(٢) ديوانه ص ٢٢٢ وانظر تخريجه فيه.

(٣) عن الديوان وبالاصل «على نشخه».

(٤) الجمهرة ١/ ٣٠٠.

(٥) البيت لطرفة من معلقته، يصف عنق ناقته، وصدره:

وأتلع نهاضٌ إذا صعدت به

(٦) ضبط في اللسان بتشديد الياء.